^ «صاندي تليغراف»: انشقاقات داخل «حزب الله» للتخلي عن دمشق ^ مصرع المئات في «الهدنة الميتة» و«سلقين» في قبضة الثوار
عواصم - (وكالات): قالت الرابطة السورية للدفاع عن حقوق الإنسان إن “1125 شخصاً قتلوا تحت التعذيب الوحشي الممنهج للأجهزة الأمنية التابعة لنظام الرئيس بشار الأسد”، فيما أعربت عن “قلقها من مقتل الناشطة الإعلامية فاطمة سعد تحت التعذيب في أحد الفروع الأمنية للمخابرات بمدينة دمشق”.
من جانبها، ذكرت صحيفة “صاندي تليغراف” أن “حزب الله” الشيعي اللبناني، المؤيد لنظام الأسد يخوض نقاشاً مريراً حول ما إذا كان الوقت حان لتغيير المسار، مشيرة إلى أن “بعض أعضاء الحزب، ورجال دين، يخشون من أن يقود دعمهم للأسد إلى جرهم لمواجهة خطيرة مع العرب السنة في لبنان وسوريا”.
ميدانياً، دفنت أعمال العنف التي يقوم بها نظام الأسد “الهدنة” التي تعهد الالتزام بها خلال عطلة عيد الأضحى، إذ شهد ثالث أيام العيد غارات جوية وقصفاً وهجمات، بينما أكد المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي عزمه على مواصلة مهمته وتقديم “أفكار جديدة” لمجلس الأمن. وقالت مصادر معارضة إن 52 شخصاً قتلوا أمس، في الوقت الذي تحدث فيه ناشطون عن مواجهات عنيفة بين مقاتلي “الجيش السوري الحر” والقوات الموالية للنظام في دمشق، إلى جانب سيطرة المعارضة على كامل بلدة سلقين بمحافظة إدلب. من جهتها، أعربت الرابطة السورية للدفاع عن حقوق الإنسان عن قلقها العميق إزاء المعلومات التي تفيد بوفاة الناشطة الإعلامية السورية فاطمة خالد سعد في أحد الفروع الأمنية التابعة لإدارة المخابرات العامة في مدينة دمشق نتيجة تعرضها لتعذيب وحشي ممنهج”. وذكر البيان أن الناشطة “المعروفة في أوساط الثورة والأوساط الإعلامية بفرح الريس” اعتقلت من قبل دورية تابعة لجهاز أمن الدولة في اللاذقية بعد أن اقتحمت منزلها واقتادتها مع والدها وشقيقها. ودانت الرابطة “بأشد العبارات الجريمة الوحشية” معتبرة أنها “جريمة ضد الإنسانية جرى ارتكابها بشكل منهجي بعيداً عن المساءلة القانونية في ظل الحصانة التي يتمتع بها أفراد المخابرات العامة بموجب مرسوم إنشاء هذه الإدارة”.
ميدانياً، دفنت أعمال العنف التي شهدتها سوريا “الهدنة” التي كان طرفاً النزاع تعهدا الالتزام بها خلال عطلة عيد الأضحى.
ومنذ إعلان الهدنة في عيد الأضحى قتل 300 شخص في القصف والمعارك بين قوات النظام السوري ومسلحي المعارضة بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان ما يبدد أي أمل بالتوصل إلى وقف للمعارك.
وبعدما سقط 146 قتيلاً الجمعة و114 قتيلاً السبت، سجل مقتل 52 شخصاً أمس. ويتوجه الإبراهيمي إلى الصين وروسيا مرة جديدة لإقناع قادتهما بالتراجع عن عرقلة تحرك في مجلس الأمن الدولي بشأن الأزمة السورية. وقال دبلوماسي رفيع المستوى إن المبعوث الدولي “سيعود حاملاً بعض الأفكار للتحرك إلى مجلس الأمن في مطلع الشهر المقبل”.
والهدنة التي كان يفترض البدء بتنفيذها الجمعة الماضي بمناسبة حلول عيد الأضحى لم تبصر النور وتبادلت الحكومة والمعارضة الاتهامات بتحمل المسؤولية عن ذلك.
وشنت القوات النظامية غارات جوية على مناطق بمحيط بلدات عربين وزملكا وحرستا الواقعة على بعد بضعة كيلومترات من العاصمة. وتصاعدت سحب الدخان من الغوطة الشرقية التي تحاول القوات منذ نحو أسبوع السيطرة على بلدات ومدن فيها، بحسب ما ذكر المرصد.
وقد سيطر المقاتلون على عدة حواجز للجيش السوري في دوما.
ولم يكن الوضع أفضل في مناطق أخرى من البلاد حيث دارت اشتباكات في أحياء من حلب وفي محيط معسكر وادي الضيف بريف معرة النعمان التابع لمحافظة أدلب.
وشرق البلاد، تعرضت أحياء من مدينة دير الزور للقصف من قبل القوات النظامية التي تشتبك مع مقاتلين من جبهة النصرة وغيرهم من المعارضين المسلحين.
وقامت دمشق بتوثيق خروقات “التنظيمات” المعارضة المسلحة برسالة وجهتها إلى مجلس الأمن مؤكدة التزامها بإيقاف العمليات العسكرية، بحسب ما أفاد المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية.
من جهة أخرى نفت جبهة النصرة الإسلامية مسؤوليتها عن التفجير الذي وقع في دمشق في أول أيام العيد وأسفر عن مقتل 5 أشخاص، متهمة النظام بالوقوف ورائه. وفي حلب أطلق سراح أكثر من 120 مواطناً كردياً احتجزوا إثر معارك جرت بين ميليشيات كردية ومعارضين مسلحين شمال سوريا، أدت إلى مقتل 30 شخصاً وأسر 200 آخرين. وفي بغداد أمرت السلطات العراقية للمرة الثانية طائرة شحن إيرانية كانت تقوم برحلة بين دمشق وطهران بالهبوط لتفتيشها في مطار بغداد قبل أن تسمح لها بإكمال رحلتها. من جهتها، ذكرت صحيفة “صاندي تليغراف” أن حزب الله اللبناني، الذي يُعد من أشد مؤيدي نظام الرئيس السوري بشار الأسد، يخوض الآن نقاشاً مريراً حول ما إذا كان الوقت حان لتغيير المسار.
وأشارت الصحيفة إلى أن “بعض أعضاء حزب الله، بمن في ذلك رجال الدين، يخشون من أن يقود دعمهم لنظام الأسد إلى جرهم لمواجهة خطيرة مع العرب السنة في لبنان وسوريا، ويرون أن وقف دعمهم له بات يشكل مسألة عاجلة الآن لصياغة علاقة جديدة مع من يتولى السلطة في سوريا المقبلة”.
وأوضحت أن الخلاف “عميق بين الجناح السياسي والجناح العسكري في حزب الله”. من جهة أخرى، عبر حجاج سوريون مقيمون في الخارج عن غضبهم على الرئيس بشار الأسد متمنين له “الموت أو السجن والمذلة”، وذلك أثناء رمي الجمرات في مشعر منى.