عواصم - (وكالات): تصاعدت أعمال العنف في سوريا أمس مع دخول هدنة عيد الأضحى ساعاتها الأخيرة، مع انفجار سيارتين مفخختين جنوب دمشق وريفها. وشن الطيران الحربي السوري «غارات هي الأعنف» منذ بدء استخدامه في النزاع. وأدت أعمال العنف إلى مقتل 76 شخصاً، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
من جانبه، اعتبر الوسيط العربي والدولي لسوريا الأخضر الإبراهيمي إثر مباحثات أجراها في موسكو مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن «سوريا تعيش حرباً أهلية والوضع يسير من سيء إلى أسوأ»، معبراً عن «خيبة أمله لفشل الهدنة التي دعا إليها خلال أيام عيد الأضحى»، فيما أوضح أنه «لا نية لإرسال قوات لحفظ السلام إلى هناك».
وبحسب آخر حصيلة لوكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا»، إن انفجار سيارة مفخخة في حي الروضة السكني في منطقة جرمانا في ريف دمشق أسفر عن مقتل 11 شخصاً وإصابة العشرات «معظمهم من الأطفال والنساء». وبعد ساعات على انفجار جرمانا، أفاد التلفزيون السوري في شريط إخباري عن «تفجير إرهابي بسيارة مفخخة في حي الحجر الأسود» جنوب دمشق، مشيراً إلى «أنباء عن عدد من الشهداء والجرحى بينهم أطفال ونساء».
ووصف الإعلام السوري العمليتين بأنهما «خرق جديد لوقف العمليات العسكرية». من جهة ثانية، قال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن الطائرات الحربية شنت «ما يزيد عن 60 غارة جوية» أمس، مشيراً إلى أن هذه الغارات «هي الأعنف منذ بدء استخدام الطيران الحربي» نهاية يوليو الماضي.
وشهدت محافظة إدلب شمال غرب سوريا سلسلة من الغارات الجوية تركزت على مدينة معرة النعمان الاستراتيجية الواقعة تحت سيطرة المقاتلين المعارضين، وبلدات محيطة بها مثل كفرومة ومعر شورين وسلقين وحارم وخان شيخون.
وأشار المرصد إلى أن الغارات ترافقت مع «اشتباكات عنيفة» في محيط معسكر وادي الضيف القريب من معرة النعمان والذي يحاصره المقاتلون المعارضون منذ استيلائهم على المدينة.
وأوضح مصدر أمني سوري أن الجيش يشن الغارات على البساتين والحقول الزراعية. وقتل «11 عنصراً من القوات النظامية وأصيب العشرات بجروح» في اشتباكات مع مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة في الغوطة الشرقية في ريف دمشق، لا سيما في مدينة حرستا وبلدتي عربين وزملكا، بحسب المرصد الذي أشار أيضاً إلى مقتل 9 مقاتلين معارضين في حرستا.
وانتهت أمس الهدنة المعلنة على فترة 4 أيام بمناسبة عيد الأضحى والتي انهارت منذ الجمعة الماضي، في وقت تبادل الطرفان الاتهامات بخرق وقف إطلاق النار. وفي حلب كبرى مدن الشمال التي تشهد معارك يومية منذ 3 أشهر، تحدثت تقارير عن اشتباكات في حي جمعية الزهراء الذي تسلل إليه المقاتلون المعارضون قادمين من حي كفرحمرة المجاور. من جهة أخرى، ردت المدفعية التركية بعد سقوط قذيفة سورية على أراضي تركيا دون أن يسفر ذلك عن إصابات كما أفادت وكالة أنباء الأناضول. وسقطت القذيفة السورية قرب قرية بيشاصلان التركية في المنطقة الحدودية جنوب محافظة هاتاي فيما كانت تدور معارك في مدينة حارم السورية بين مسلحي المعارضة وقوات النظام السوري كما أوضحت الوكالة. في الوقت ذاته، قالت الوكالة إن 29 من عناصر الجيش السوري بينهم 5 جرحى، فروا إلى الأراضي التركية بعد انشقاقهم عن الجيش النظامي.
سياسياً، اعتبر الوسيط العربي والدولي لسوريا الأخضر الإبراهيمي إثر مباحثات أجراها في موسكو مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن الوضع في سوريا يسير «من سيء إلى أسوأ» معبراً عن خيبة أمله لفشل الهدنة التي دعا إليها خلال أيام عيد الأضحى الأربعة. وقال الإبراهيمي في مؤتمر صحافي مشترك مع لافروف «لقد قلت سابقاً وأكرر أن الأزمة السورية خطيرة جداً، والوضع يسير من سيء إلى اسوأ».
وأضاف «إذا لم تكن هذه حرباً أهلية، فلا أدري ما هي الحرب الأهلية» بعد الإشارة إلى امرأة سورية يحارب ابناها كل مع أحد طرفي النزاع، مضيفاً «هذه الحرب الأهلية يجب أن تنتهي». من جهته قال لافروف إن موسكو أيضاً تشعر «بخيبة أمل» من عدم التزام الطرفين في سوريا بالهدنة، إلا أنه أكد أنه لا فائدة من الخلاف حول من انتهكها.
من ناحيته، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن مشاعر الإحباط المريرة لفشل هدنة عيد الأضحى في سوريا، داعياً مجلس الأمن الدولي إلى «تحمل مسؤولياته والدفع من أجل وقف لإطلاق النار». وقال بان كي مون في عاصمة كوريا الجنوبية سيول حيث يتلقى جائزة سلام من بلده «أشعر بخيبة أمل عميقة من فشل الأطراف في احترام الدعوة لوقف القتال».
وأضاف «لا يمكن حل هذه الأزمة بمزيد من الأسلحة وسفك الدماء»، داعياً مجلس الأمن ودول المنطقة وجميع الأحزاب «إلى تحمل مسؤولياتهم والدفع من أجل وقف لإطلاق النار». وفي وقت لاحق، اعتبرت دمشق أن عدم إدانة مجلس الأمن للتفجير الذي وقع بدمشق في أول أيام الهدنة المعلنة خلال عطلة عيد الأضحى والتي انتهت أمس شجع «الإرهابيين على مواصلة جرائمهم».