سيتوي - (وكالات): عبرت منظمة مراقبة حقوق الإنسان الأمريكية «هيومن رايتس ووتش» عن القلق على سلامة آلاف المسلمين بعد أن كشفت صوراً بالأقمار الصناعية تحول تجمع سكاني كان مزدهراً يوماً إلى رماد خلال أسبوع من العنف غرب بورما «ميانمار»، مشيرة إلى أن مسلمي الروهينجيا يتعرضون لاعتداء وحشي في بورما.
إلى ذلك، أشارت تقارير إلى أن الآلاف من أقلية الروهينجيا المسلمة عالقون في قوارب بين بورما وبنغلادش بعد نزوحهم بسبب سوء الأوضاع والاضطهاد والتمييز الذي يتعرضون له على يد الحكومة التي تنصر البوذيين على المسلمين.
وتظهر الصور التي نشرتها «هيومن رايتس ووتش» «دماراً شبه تام» لجزء تقطنه أغلبية مسلمة من كياوكبيو إحدى عدة مناطق في ولاية راخين حيث تهدد المواجهات بين الروهينجيا والبوذيين من عرقية راخين بإخراج التحول الديمقراطي الهش في بورما سابقاً عن مساره.
وقالت هيومن رايتس ووتش إن أكثر من 811 من المباني ومنازل القوارب قد سوت بالأرض في كياوكبيو في 24 أكتوبر الماضي مما أجبر كثيرين من الروهينجيا على النزوح شمالاً بطريق البحر إلى سيتوي عاصمة الولاية.
وقال نائب مدير المنظمة لشؤون آسيا فيل روبرتسون «يتعين على حكومة بورما سرعة توفير الأمن للروهينجيا في ولاية أراكان والذين يتعرضون لاعتداء وحشي».
ويتردد على نطاق واسع تقارير غير مؤكدة عن قوارب محملة بالروهينجيا الذين يحاولون عبور الحدود البحرية إلى بنغلادش التي تمنعهم من حق اللجوء السياسي منذ 1992.
وبحسب 4 مصادر من نازحي الروهينجيا فإن عشرات الزوارق المحملة بالروهينجيا الفارين دون طعام ولا ماء من كياوكبيو وهي منطقة صناعية مهمة للصين ومن مناطق ساخنة أخرى حاولت الوصول إلى مخيمات النازحين المكتظة في سيتوي عاصمة راخين.
ومنعت قوات الأمن بعض القوارب من الوصول إلى الشاطئ وقالت المصادر إن عدداً قليلاً من الروهينجيا استطاع الوصول إلى المخيمات.
وقالت مؤسسة «فاون لارك» التي تقدم العون لنازحي الراخين البوذيين إنها لم تتلقَ تقارير عن مصادمات في الولاية لكن تم العثور على جثث لأشخاص.
وتشير الفوضي إلى المصاعب التي تواجهها الحكومة الإصلاحية لاحتواء التوترات العرقية والدينية التاريخية التي قمعت خلال ما يقرب من نصف قرن من الحكم العسكري الذي انتهى العام الماضي.
وفي وقت لاحق، أعلنت السلطات البورمية سقوط 88 قتيلاً في أعمال العنف التي وقعت بين البوذيين والمسلمين غرب بورما.
وقال مسؤول حكومي إن «في المجموع قتل 49 رجلاً و39 امرأة» لترتفع الحصيلة منذ يونيو الماضي إلى نحو 180 قتيلاً لكن عدة منظمات مدافعة عن حقوق الإنسان تعتبر أن هذا العدد دون الحقيقة.
وأضاف المسؤول أن مئات المنازل أحرقت في أعمال عنف جديدة نهاية الأسبوع الماضي في بلدية باوكتاو المتضررة أصلاً «لكن لم يسقط فيها ضحايا». وفي المجموع دمرت آلاف المنازل ونزح أكثر من 26 ألف شخص أغلبيتهم الساحقة من المسلمين حسب الأمم المتحدة.
ويضاف هؤلاء النازحين إلى نحو 75 ألف فروا من أعمال العنف في يونيو الماضي ومازال عشرات الآلاف منهم وخصوصاً من الروهينجيا، يعيشون في ظروف بائسة في مخيمات في محيط سيتوي عاصمة ولاية راخين.
وتعتبر الحكومة على غرار معظم البورميين، الروهينجيا الـ800 ألف في ولاية راخين مهاجرين غير شرعيين نزحوا من بنغلادش المجاورة وغالباً ما يلقبونهم بالبنغاليين.