تشهد منطقة عالي بالمحافظة الوسطى يوم الخميس المقبل افتتاح وضع حجر الأساس لمبنى فرع الجامعة العربية المفتوحة بالبحرين، برعاية صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، وبحضور صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن طلال بن عبدالعزيز الممثل الشخصي لصاحب السمو للأمير طلال بن عبدالعزيز.
وقال القائمون على وضع حجر الأساس للجامعة، في بيان أمس، إن “رعاية رئيس الوزراء لافتتاح مقر الجامعة العربية في البحرين يؤكد حرصه على مساندة مؤسسات التعليم العالي لتمكينها من أداء رسالتها التعليمية، ومساندة جهودها في تخريج الكوادر الوطنية المؤهلة والمدربة على أرقى المستويات، إضافة إلى دعم خطط التنمية الشاملة في البلاد من خلال تخريج الأفواج المؤهلة التي تسهم في بناء الوطن وتقدمه”.
وأضاف البيان أن “رؤية سمو رئيس الوزراء تتجسد في رعاية العلم والتعليم انطلاقاً من إيمانه بأن يكون الإنسان البحريني ملماً بشتى علوم المعرفة، فهم في وجدان سموه كما يؤكد دائماً عماد الثروة الحقيقية للوطن ومحور تنميته، وعلى عاتقهم تقع مسؤولية النهوض بالوطن والمحافظة على إنجازاته”، مشيراً إلى أنه “من هذا المنطلق تعمل الحكومة جاهدة على إعداد العنصر البشري المؤهل لخوض مختلف الميادين ومواقع العمل بكل اقتدار، وذلك من خلال تطوير وتحديث مخرجات التعليم وجعلها مواكبة لمتطلبات العصر واحتياجات سوق العمل”.
وأشار إلى أن “مملكة البحرين حققت بفضل الاهتمام الحكومي، خلال السنوات الماضية، تقدماً ملحوظاً في تطوير التعليم بمختلف مراحله من الناحيتين الكمية والكيفية، حيث نجحت في توفير التعليم للجميع، وتم تحقيق الاستيعاب الكامل للطلاب في سن التعليم الإلزامي، حيث تبوأت المملكة المركز الأول على الصعيد العربي في هذا المجال ولثلاث سنوات متوالية، وبلغت نسبة قيد الطلبة في التعليم الابتدائي حوالي 100%، ووفرت الدولة المقعد الدراسي لجميع أبناء البحرين في المراحل الدراسية المختلفة مع ضمان المساواة الكاملة بين البنين والبنات”.
وعملت الحكومة، حسب البيان، من خلال مبادرات المشروع الوطني لتطوير التعليم والتدريب في السنوات الماضية على إنشاء هيئة ضمان جودة التعليم والتدريب وإنشاء بوليتكنك البحرين التي توفر درجتي الدبلوم والبكالوريوس في مجال التعليم التقني والتطبيقي بالإضافة إلى إنشاء كلية البحرين للمعلمين التي من شأنها إعداد المعلمين المستجدين والمؤهلين للعمل في وزارة التربية والتعليم بالإضافة إلى تطوير المعلمين الحاليين مهنياً وتطوير برنامج التعليم الثانوي المهني.
وأكد البيان أن الحكومة، من خلال المشروع الوطني لتطوير التعليم والتدريب، أدخلت عدداً من المبادرات التطويرية على جامعة البحرين ومعهد البحرين للتدريب انعكست في خططها التنفيذية الجديدة. ودشنت عدداً من البرامج الشاملة لتطوير أداء المدارس والتعليم العالي والتعليم الفني والمهني. ويتضمن برنامج عمل الحكومة للسنوات (2011 ـ 2014) العديد من الخطط والبرامج للارتقاء بالعملية التعليمية، منها، تعزيز البنية الأساسية للتعليم، بما في ذلك البنية الإلكترونية، وإقامة المزيد من المنشآت التعليمية، ومواصلة التوسع في إنشاء المزيد من مراكز مصادر المعرفة، والارتقاء بنوعية المنشآت المدرسية للمرحلة القادمة وجعلها متوافقة مع أعلى معايير الجودة والسلامة، والارتقاء بجودة المخرجات التعليمية من خلال تحسين أداء الطلبة بزيادة الوقت المخصص للتعلم والعمل على الارتقاء بنوعية التعليم، ومراجعة وتطوير المناهج الدراسية.
ويعمل البرنامج على الارتقاء بمهنة التعليم من خلال كلية البحرين للمعلمين، وتوفير المزيد من فرص التمهين والتدريب لشاغلي الوظائف التعليمية، والعمل على الارتقاء بأوضاع المعلمين المهنية والوظيفية، فضلاً عن الارتقاء بقطاع التعليم والتدريب الفني والمهني، وحوكمته، ووضع خطة استراتيجية وطنية للنهوض بهذا القطاع الحيوي، وربطه باحتياجات سوق العمل ومتطلبات البلاد التنموية.
يذكر أن فكرة إنشاء جامعة مفتوحة في العالم العربي كمشروع غير ربحي تعود إلى مبادرة من صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبدالعزيز آل سعود رئيس برنامج الخليج العربي للتنمية (أجفند)، حين أعلن سموه في عام 1996 عن مبادرته لإنشاء جامعة عربية مفتوحة ككيان أكاديمي تعليمي غير تقليدي وكمؤسسة تسهم في توجيه التنمية في المجالات العلمية والاجتماعية والثقافية.
وتطورت تلك المبادرة في عام 2002 لتترجم على أرض الواقع إلى جامعة متكاملة هي الجامعة العربية المفتوحة التي انطلقت بتعاون مشترك مع الجامعة المفتوحة في المملكة المتحدة.
وتحتضن الجامعة العربية المفتوحة أكثر من 30 ألف طالب في سبع دول عربية هي مملكة البحرين، المملكة العربية السعودية، دولة الكويت، سلطنة عمان، المملكة الأردنية الهاشمية، جمهورية مصر العربية، وجمهورية لبنان.