قال وزير التربية والتعليم ماجد النعيمي رئيس الدورة الثانية والعشرين للمؤتمر العام لمكتب التربية العربي لدول الخليج، إن:» التعليم يظل أساس التنمية ومحركها الفعال، مؤكداً أهمية العمل الخليجي المشترك في المجالين التربوي والتعليمي، في إطار توحيد الجهود الخليجية بين أنظمة التعليم ورصد أولويات العمل التربوي المشترك، لمواجهة متطلبات التنمية والاستجابة للتحول المتنامي في أسواق العمل سريعة التغير».

ودعا النعيمي، خلال افتتاحه أعمال المؤتمر العام الثاني والعشرين لمكتب التربية العربي لدول الخليج، بحضور الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية د.عبداللطيف الزياني، ووزراء التربية والتعليم بالدول الأعضاء بمكتب التربية العربي لدول الخليج، وممثلي منظمات اليونسكو والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم «الألكسو»، والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة «الأسيسكو»، ومكتب التربية الدولي بجنيف التابع لليونسكو، ضرورة الاستفادة من التجارب التربوية والتعليمية التطويرية التي تنفذها دولنا، وتنسيق الجهود لنقل آثارها والاستفادة القصوى من الإمكانات المتاحة، حيث إن الظروف والتحديات متشابهة، وفي مقدمتها تأهيل العنصر البشري وتدريبه باستخدام أفضل تكنولوجيات العصر،
تجمع تربوي مؤثر
ونقل النعيمي تحيات مملكة البحرين إلى المجتمعين لحضورهم ومشاركتهم الفعالة في هذا المؤتمر الدوري الذي تحتضن مملكة البحرين دورته الثانية والعشرين، منوهاً بمكتب التربية العربي لدول الخليج باعتباره تجمعاً مؤثراً تربوياً ذي وزن ومكانة بين المنظمات الإقليمية والدولية، ويتجلى ذلك في تنسيق مواقف الدول الأعضاء والدفاع عن رؤيتهم المشتركة، بما يؤكد أن هذه الدول قادرة على مواصلة السير على طريق التعاون المثمر من أجل تحقيق الأهداف التربوية المشتركة.
الأهداف المشتركة
ومن جانبه أكد وزير التربية والتعليم بدولة الإمارات العربية المتحدة حميد القطامي رئيس الدورة الحادية والعشرين للمؤتمر، أهمية هذا الاجتماع الذي يتم من خلاله مراجعة إنجازات مكتب التربية العربي لدول الخليج وبرامجه ومشروعاته الحالية والمستقبلية، خصوصاً في هذه المرحلة التي غدت التربية فيها سر تقدم الأمم وشاغلها الأكبر، مشيداً بالمكتب الذي يمثل منظومة خليجية استطاعت تحقيق الكثير من الإنجازات على الصعيد التربوي، ومتطلعاً إلى الإسهام بفعالية لتحقيق المزيد في ظل الانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ودعا إلى مضاعفة مجالات التعاون والعمل المشترك بين المكتب ووزارات التربية والتعليم بالدول الأعضاء بوصفه بيت خبرة معاشاً للواقع الميداني في تلك البلدان.
مثال ناجح
وبدوره أشاد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية د.عبداللطيف الزياني، بالدعم المستمر من قبل قادة دول المجلس لمسيرة التعاون المشترك في قطاع التعليم، إيماناً منهم بالدور المحوري الذي يلعبه التعليم في تحقيق الأهداف التنموية والارتقاء بالأفراد وتأهيلهم لمواجهة متطلبات العصر، منوهاً بجامعة الخليج العربي التي حققت مكانةً بارزة بين مؤسسات التعليم العالي في الوطن العربي، ودورها في تخريج كفاءات خليجية شابة في مختلف ميادين العلم والثقافة.
وأكد الزياني، أن مسيرة التعليم في دول المجلس تتطور بشكل مستمر وتحقق نتائج مشرفة في التقارير العالمية، منها تقرير التعليم للجميع الصادر عن منظمة اليونسكو، مما أتاح لدول المجلس أن تكون في مقدمة الدول التي بلغت أهداف الألفية التي وضعتها منظمة اليونسكو بل وتجاوزتها، مشيراً إلى أن ما تحقق من إنجازات في قطاع التعليم يشكّل دافعاً لمزيد من الجهد نحو نهضة تعليمية شاملة تقوم على الاهتمام بالمعارف العلمية والتقنية وتعزيز قيم التسامح والتفاهم مع شعوب العالم من أجل إحراز التقدم المنشود، ودعا إلى تنظيم منتدى تربوي موسع بمشاركة المختصين في التربية والاقتصاد والعلوم والثقافة والإعلام وتكنولوجيا الاتصال والمعلومات لبحث مستقبل التعليم وسبل الارتقاء به وتطويره.
وأشار الأمين العام إلى المبادرة العالمية التي أطلقها الأمين العام لليونسكو بعنوان «التعليم أولاً» الهادفة إلى نشر التعليم الجيد وتعزيز المواطنة، داعياً إلى أن يكون لدول المجلس مبادرات خاصة للنهوض بالتعليم وفق رؤية طموحة تواكب العصر وتتناسب مع تطلعات مواطنيه، مضيفاً أن دول المجلس تواجه عدداً من التحديات التي تستهدف الأمن والاقتصاد والنسيج الاجتماعي والهوية الثقافية، لذلك فإن التعليم هو الحصن الحصين لمواجهة تلك التحديات، وعليه يجب الاهتمام بتقويته وتعزيز أركانه حفاظاً على المكتسبات.
العناية بالمعلم
وبدوره أشاد المدير العام لمكتب التربية العربي لدول الخليج د.علي القرني، بجامعة الخليج العربي كونها المؤسسة الوحيدة المشتركة والتي تعتبر أولى إنجازات المكتب، حيث يشهد الميدان بكفاءة خريجيها في كافة المجالات، خصوصاً مجال الطب، منوهاً بمكرمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود عاهل المملكة العربية السعودية بتخصيص مبلغ مليار ريال لإنشاء مدينة الملك عبدالله الطبية في الجامعة، وكذلك مكرمة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل مملكة البحرين بتخصيص أرض لبناء هذه المدينة الطبية.
وأكد أن مكتب التربية العربي لدول الخليج يقف شاهد حراك على التطوير التربوي الذي تقوده وزارات التربية والتعليم بالدول الأعضاء بالمكتب، الذي يشمل العناية بالمعلم وتطوير الممارسات التربوية والخطط والمناهج وتحسين البيئة المدرسية، موضحاً أن الدول الأعضاء استطاعت بلوغ أهداف التعليم للجميع والمقرر أن يتم تحقيقها في موعد أقصاه العام 2015.
وأشار إلى أن المكتب ماضٍ في طرح البرامج والأنشطة التربوية والورش والدورات والاستفادة من التجارب الدولية الجديدة في هذا المجال، منوهاً بالإنجازات التي تحققت خلال الدورات المالية السابقة، ومن أمثلتها مجلة «جسور» الرقمية التي تصل إلى 170 ألف معلم ومعلمة، ومضاعفة الإصدارات التربوية المؤلفة والمترجمة، والاطلاع على التجارب الدولية في الميدان، والتعاون مع المنظمات العالمية ذات الصلة بالعمل التربوي، وذلك من أجل إبراز الصورة المشرقة للتعليم في البلدان الأعضاء بالمكتب وما يحظى به التعليم من اهتمام من أرفع المستويات.
الاستثمار في التعليم
وأبدى المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة «الأسيسكو» د. عبدالعزيز التويجري، سعادته بالمشاركة في هذا المؤتمر المهم الذي يعقد في وقت يتزايد فيه الاهتمام الدولي بالتعليم وقضاياه ودوره في التنمية، مؤكداً أن الاستثمار في التعليم هو استثمار في صناعة المستقبل، وأن تطوير منظومة التعليم هو الطريق لرقي المجتمع نحو الازدهار المنشود، مضيفاً أن تحقيق أهداف الألفية الإنمائية يقوم على تطوير نظم التعليم لإيجاد مناخ للتنمية المستدامة، وهو ما التزمت به دول العالم من ضمنها الدول العربية، وأشار إلى أن التخطيط المحكم والتعاون والاستفادة من خبرات الدول المتقدمة والمتميزة في التعليم والتنفيذ الصحيح للاستراتيجيات التعليمية والتقويم المناسب لانعكاساتها يتيح لدولنا تحقيق تعليم ذي جودة عالية.
وأضاف أن منظمة الأسيسكو بصدد تنظيم مؤتمر في الرياض بالمملكة العربية السعودية سيعتمد خطة عمل جديدة، وستكون نتائج المؤتمر العام لمكتب التربية العربي لدول الخليج المنعقد حالياً مفيدةً لتعزيز التعاون والتكامل بين المنظمتين.
التعاون مع الألكسو
وأشاد المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم «الألكسو « د.محمد العزيز ابن عاشور، بمكتب التربية العربي لدول الخليج باعتباره مؤسسة خليجية عتيدة تحظى بمنزلة نقطة مضيئة في طريق العلم والنهوض بالتعليم، مشيراً إلى أن تطوير التعليم وتحقيق الجودة يمثل رهاناً حيوياً يؤدي إلى تيسير الطريق أمام الأجيال للتعامل مع متطلبات العصر بشكل ثابت، وإلا فسيكون حضورنا في الساحة العالمية متراجعاً رغم المجهودات المبذولة.
وأوضح أن منظمة الألكسو، أطلقت منذ العام 2008 خطة لتطوير التعليم، وتقوم حالياً باتخاذ التدابير اللازمة لتنفيذها من خلال تنظيم البرامج والمشاريع بالتنسيق مع وزارات التربية والتعليم، مضيفاً أن من أبرز إنجازات المنظمة إنشاء المرصد العربي للتربية الذي حظي باهتمام البنك الدولي وساهم في توقيع اتفاقية شراكة بين الطرفين لدعمه، والشراكة مع معهد اليونسكو للإحصاء للاستفادة من خبرته في هذا المجال، والعمل على تنفيذ برنامج لمعالجة مسألة الجودة في التعليم والارتقاء بالمخرجات التعليمية، معرباً عن استعداد الألكسو لتعزيز علاقات التعاون مع مكتب التربية العربي لدول الخليج للنهوض بالتعليم في الدول العربية.
اليونسكو تدعم التعليم
من جانبه قال مدير مكتب اليونسكو الإقليمي ببيروت د.حمد الهمامي الممثل عن المدير العام لليونسكو إيرين بوكوفا، إن المبادرة التي أطلقها الأمين العام للمنظمة تهدف إلى تعزيز العمل العالمي في التعليم وإعطاء دفعة للأمام لتحقيق أهداف التعليم، منها تأمين التعليم الأساسي لجميع الأطفال بشكل متساوٍ، خصوصاً لأولئك الذين يعيشون في المناطق المتضررة من الصراعات، وتحسين نوعية التعليم عن طريق الارتقاء بأداء المعلم وطرق التدريس ومعالجة مسألة عدم تطابق المهارات مع احتياجات سوق العمل، وتعزيز قيم المواطنة وحقوق الإنسان لإعداد الأفراد ليكونوا مواطنين عالميين. وأضاف الهمامي، أن» مكتب اليونسكو ببيروت قام بتنظيم «المنتدى الإقليمي للتعليم للجميع»، بجمهورية مصر العربية، لمساندة الدول ودعمها ووضع خطة عمل لتحقيق أهداف الألفية الإنمائية، منوهاً بالمراكز الإقليمية التي تقع تحت مظلة اليونسكو مثل المركز الإقليمي لتكنولوجيا المعلومات والاتصال بمملكة البحرين، والمركز الإقليمي للتخطيط التربوي بدولة الإمارات العربية المتحدة، والمركز الإقليمي للجودة والمزمع إنشاؤه في المملكة العربية السعودية.
تنسيق دولي
كما قدمت د.كلمنتينا أسيدو مديرة مكتب التربية الدولي بجنيف التابع لمنظمة اليونسكو، الذي تشغل فيه مملكة البحرين منصب نائب الرئيس عرضاً عن أنشطة المكتب على الصعيد الدولي والخدمات التي يقدمها في مجال التمهين والتدريب، وتطرقت إلى أوجه التعاون مع الدول الأعضاء بمكتب التربية العربي لدول الخليج.
بعدها كرم وزير التربية والتعليم ماجد النعيمي، والمدير العام للمكتب د.علي القرني، رئيس المؤتمر العام الحادي والعشرين ورئيس المجلس التنفيذي في الدورة المالية السابقة، إضافة إلى تكريم الأعضاء السابقين في المؤتمر العام والمجلس التنفيذي، الذين انتهت عضويتهم قبل انتهاء تلك الدورة، بعدها قام الوزراء المشاركون بافتتاح المعرض المقام على هامش المؤتمر، الذي شاركت فيه وزارات التربية والتعليم في الدول الأعضاء واشتمل على إصداراتها وبرامجها ومشروعاتها التربوية والتعليمية.