أوضح تقرير أصدره “ساكسو بنك”، أن أسعار الذهب عانت بشكل متزايد خلال الأسبوعين الأخيرين من الإرهاق الذي أصاب المشترين، وهو ما حدث بعد الفشل الأخير في كسر حاجز مستوى القوة والمقاومة الكبيرة عند 1800 دولار للأونصة.
وقال رئيس قسم استراتيجية السلع في “ساكسو بنك”، أول هانسن: “شهدنا تحسن بيانات الاقتصاد الكلي الواردة من الولايات المتحدة والتي ساهمت في تعزيز المخاوف حول حقيقة أن التيسير الكمي سيواصل دعم الذهب لفترة طويلة حسب التوقعات”.
وأضاف هانسن: “شهدت مشاركة المضاربين من صناديق التحوط زيادة حادة خلال الشهرين الأخيرين في ظل قلة الصبر التي ميزت أداء المستثمرين الداعمين والتي جاءت أضعف من صبر المستثمرين غير الداعمين من خلال الصناديق المتداولة في البورصة، حيث بدؤوا بخفض انكشافهم عندما فشلت المقاومة عند 1800 في فسح المجال للمرة الثالثة خلال السنة الأخيرة”.
وشهدت هذه الأمور تصعيداً في ظل خيبة الأمل من الأرقام المتعلقة بالمكاسب الواردة من الولايات المتحدة، والتي أدت إلى تراجع أسعار حقوق الملكية والسلع، كالنفط والمعادن الثمينة، نتيجة المخاطر الناشئة.
كما تصاعدت عمليات البيع بأسعار مخفضة يوم الأربعاء مع اختبار مستوى دون المستوى الفعلي عند 1700، دون أن يحفز ذلك أي توقف رئيسي لعمليات البيع، ما منح المتداولين ثقة بمعاودة الدخول في السوق، مدعوماً بالأخبار الواردة من صندوق النقد الدولي والمتعلقة بأن المصارف المركزية ستواصل شراء الذهب الفعلي وفي ظل ارتفاع الطلب في الهند قبل فصل الاحتفالات فيها.
من جهة أخرى، ارتفعت كمية الذهب التي تمسكها الصناديق المتداولة في البورصة لتسجل رقماً قياسياً جديداً الأسبوع الماضي على الرغم من التصحيح المستمر في الأسعار. ووفق البيانات التي جمعتها “بلومبيرغ”، فقد وصل إجمالي الكميات التي تمسكها هذه الصناديق إلى 2,585 متر طني يوم الجمعة الماضي، ما يظهر كيف أن المستثمرين في الصناديق المتداولة في البورصة حافظوا على حذرهم ولم يظهروا حتى الآن أي إشارات استسلام، حيث إنهم كانوا أكثر ميلاً إلى الإمساك لفترة أطول في ظل التوقعات بتحقيق أسعار أعلى في المستقبل. وجاء المحرك الرئيس لعمليات البيع بأسعار مخفضة مؤخراً من المضاربين الداعمين في العقود المستقبلية والتي أدت للأسبوع الثاني على التوالي إلى خفض انكشافهم وفق البيانات التي جمعتها لجنة التداول في العقود المستقبلية في السلع في الولايات المتحدة.
وتابع هانسن: “لاشك أن الذهب الآن بحاجة إلى محرك لمواصلة نجاحه حيث أنه يتداول حالياً تماشياً مع أصول المخاطر الأخرى كحقوق الملكية التي تخضع حالياً لبعض الضغط بعد فصل المكاسب المخيبة للآمال والمخاوف من التأثير الاقتصادي المحتمل لإعصار ساندي الذي يتوقع أن يضرب نيوجرسي قريباً”.
وقال “لايزال الزخم الذي تشهده السوق سلبياً ولذلك يشير إلى مزيد من التسييل على المدى البعيد مصحوباً بتعدد المخاطر القادمة، كتقرير العمل الأمريكي الذي سيصدر يوم الجمعة، والانتخابات الرئاسية الأمريكية والانتقال الحكومي في الصين”. وأضاف: “الأسباب الرئيسة وراء تراجع الذهب إلى هذا المستوى المتدني من معدلات الفائدة ساعدها التيسير الكمي المستمر مصحوباً بالمصارف المركزية. أما عمليات الشراء الفعلية فلم تختفِ من الصورة”.