عواصم - (وكالات): ذكرت معلومات رسمية أن 27 شخصاً لقوا حتفهم في الولايات المتحدة في حين قتل شخص في كندا نتيجة الرياح العاتية والأمطار الغزيرة والفيضانات التي تسبب بها الإعصار ساندي.
كما أوقع الإعصار 67 قتيلاً في منطقة الكاريبي في كل من كوبا وهايتي وجامايكا قبل أن يصل إلى الولايات المتحدة. وأغرق الإعصار المدمر قسماً كبيراً من مدن كندية وولايات أمريكية بينها نيويورك في الظلمة وغمر بالمياه جنوب مانهاتن بعدما ضرب الساحل الشرقي الأمريكي مساء أمس الأول.
والإعصار الذي تحول إلى عاصفة قوية عند دخوله البر الأمريكي يعتبر من أقوى العواصف المدمرة التي شهدتها المنطقة. وأعلن أوباما حالة “الكارثة الكبرى” في نيويورك، مما يسمح بتقديم مساعدة فيدرالية للضحايا. وأوضح البيت الأبيض في بيان أن هذا القرار “يضع الأموال الفيدرالية في التصرف لمساعدة الأشخاص المتضررين في مناطق برونكس وكينغز وناسو ونيويورك وريتشموند وسافولك وكوينز”.
وتسبب الإعصار في انقطاع الكهرباء عن أكثر من 8 ملايين منزل ومتجر شرق أمريكا. وذكرت وزارة الطاقة الأمريكية أن الانقطاعات الأسوأ للكهرباء سجلت في نيو جرسي ونيويورك وبنسيلفانيا ومانهاتن حيث غرق الملايين في ظلام دامس بسبب العاصفة. وكانت سرعة الرياح المصاحبة للإعصار 150 كلم في الساعة. ويعيش نحو 60 مليون شخص في مسار الإعصار من الساحل الشرقي لأمريكا وحتى كندا. وتشير تقارير إلى أن الخسائر جراء الإعصار قد تصل إلى 20 مليار دولار. من جهته، قال حاكم ولاية نيويورك اندرو كيومو في حسابه على تويتر إن 15 شخصاً قتلوا في الولاية. ويضاف إلى القتلى الـ 15 في ولاية نيويورك قتيلان بينهم رجل إطفاء في ولاية كنكتيكت شمال شرق البلاد، حسب ما أعلن حاكم الولاية دان مالوي. كما قتل 3 أشخاص في نيوجرسي بينهم رب عائلة وزوجته سقطت شجرة على السيارة التي كانت تقلهما، في حين نجا ابناهما اللذان كانا معهما حسب ما أعلن حاكم نيوجرزي كريس كريستي. وفي ولاية بنسلفانيا قتل 4 أشخاص. وفي ولاية ميريلاند قتلت امرأة بعد أن اصطدمت سيارتها بشجرة كما قتلت امرأة إثر تعرضها لحادث اصطدام مع شاحنة وسط ثلوج كانت تهطل في هذه المنطقة. وتوفيت امرأة كانت على متن المركبة بونتي التي غرقت قبالة ولاية كارولاينا الشمالية في المستشفى. ولا يزال قبطان السفينة في عداد المفقودين. ومع الشلل الذي أصاب الساحل الشرقي للولايات المتحدة، المنطقة الأكثر كثافة سكانية في البلاد، والفوضى التي خيمت ولا سيما مع انقطاع الكهرباء عن ملايين المنازل، اضطر المرشحان للبيت الأبيض إلى تعليق حملتهما قبل 8 أيام من موعد الانتخابات الرئاسية في 6 نوفمبر المقبل. وقال البيت الأبيض إن الرئيس أوباما سيبقى في واشنطن للإشراف على جهود التصدي للإعصار ساندي وسيلغي يوماً ثالثاً من أنشطة حملته الانتخابية قبل أسبوع من الانتخابات. ويمارس أوباما سلطته الطبيعية كرئيس في مواجهة الإعصار في حين يسعى منافسه الجمهوري ميت رومني إلى الخروج من وضعه كمتفرج قبل أسبوع واحد من موعد انتخابات الرئاسة الأمريكية. وهذه السنة اتخذت “مفاجأة أكتوبر”، وهو الحدث القادر على قلب الموازين في الانتخابات الرئاسية، شكل عاصفة استوائية عنيفة ضربت بقسوة الساحل الشمالي الشرقي للبلاد موقعة عشرات القتلى قتيل وخسائر مادية جسيمة . من جهته أعلن المرشح الجمهوري ميت رومني التخلي عن عقد تجمع انتخابي واستبداله بتجمع “لمساعدة” ضحايا الإعصار ساندي في أوهايو إحدى الولايات الأساسية شمال البلاد. وأغلقت الشرطة جميع الطرقات المؤدية إلى المدينة. وفي نيويورك فاض نهرا ايست ريفر وهادسن ريفر وغمرت المياه الأنفاق وخصوصاً 7 أنفاق مترو. وأعلن مدير هيئة متروبوليتان ترانسبورتيشن التي تدير قطارات الأنفاق أن “مترو نيويورك عمره 108 سنوات لكنه لم يسبق أن واجه كارثة مدمرة كالتي شهدناها الليل الماضية”. وأفادت السلطات المحلية أن الكهرباء قطعت عن نحو 250 ألف منزل في مانهاتن فيما حرم أكثر من مليون و300 ألف شخص من التيار في ولاية نيويورك. وأثر الإعصار أيضاً على توليد الكهرباء في أوهايو حيث مفاعلان نوويان ينتجان نصف حاجات نيوجرزي للتيار مهددان بالإغلاق بسبب تصاعد مستوى المياه.
وأعلنت الوكالة الأمريكية للأمن النووي أن أي مفاعل نووي شمال شرق الولايات المتحدة لم يضطر إلى وقف عملياته بسبب الإعصار غير أن أحد المفاعلات وضع في حال الإنذار بسبب ارتفاع مستوى المياه. وحذر حاكم ماريلاند مارتن اومالي “سيكون الأمر طويلاً. الأيام القادمة ستكون صعبة، وسيسجل سقوط قتلى ربما”. وفي البحر أدت العاصفة إلى غرق مركب هو “اتش ام اس باونتي” وهو نسخة عن الفرقاطة الإنجليزية الشهيرة التي تمرد طاقمها في القرن الثامن عشر ومن أصل 16 من أفراد الطاقم تم إسعاف 14 فيما قتل واحد ولا يزال البحث جارياً عن القبطان.
ووسط مانهاتن بنيويورك انهارت رافعة عند أعلى مبنى من 90 طبقة قيد الإنشاء تحت تأثير الرياح.
وبحسب تقديرات مكتب الدراسات لإدارة المخاطر “ايكيكات” فإن الأضرار التي ستنتج عن الإعصار قد ترتفع إلى ما بين 10 و20 مليار دولار.
ودعي الموظفون والتلاميذ في العاصمة الفيدرالية واشنطن إلى البقاء في منازلهم ومن المتوقع أن تبقى المدارس ووسائل النقل المشتركة مغلقة في نيويورك أيضاً.
وقال مسؤولون إن حريقاً ضخماً شب عندما ضرب الإعصار نيويورك ودمر عشرات المنازل في واحد من أبعد الأحياء في المدينة.
وفي كونيكتيت كان هناك 635 ألف شخص لا يزالون بدون كهرباء و160 ألفاً في واشنطن. أما في كندا التي بدأت تصلها العواصف الناتجة عن الإعصار فقد قتلت امرأة بعد أن أصيبت بحطام متطاير نتيجة الرياح العاتية حسب ما أفادت شرطة تورونتو.
كما حرمت أكثر من 130 ألف عائلة من الكهرباء بسبب سقوط أشجار أو انقطاع كابلات بسبب الإعصار. وغرق نحو 90 ألف شخص في الظلام في مقاطعة أونتاريو.