مع اقتراب مناسبة عاشوراء التي تحتفي بها الطائفة الشيعية الكريمة في العاشر من محرم من كل عام تتزايد المخاوف من تسييس المناسبة الدينية وتحولها إلى فعالية سياسية، ترفع فيها شعارات ولافتات وصور تتعارض مع الهوية الوطنية البحرينية، وتثبت ارتباط من يقفون وراءها بجهات أجنبية خارجية، خصوصاً في ظل تصاعد أعمال العنف والحرق في الفترة الأخيرة.
ولعبت عوامل كثيرة دوراً في تغيير شكل وطريقة إحياء الذكرى أبرزها الدور الإيراني وما عرف بالثورة الإسلامية في التأثير على الحركات الشيعية التابعة لطهران دينياً وسياسياً بتبنيها نظام ولاية الفقيه، وما يفرضه ذلك عليها من الولاء المعلن كما هو الحال في حزب الله في لبنان أو الذي تحاول بعض الجهات إخفاءه في مملكة البحرين غير أنه يظهر في الصور والشعارات والمواقف.
تلك المخاوف تثير بدورها مطالب بضرورة ضبط الإعلانات والشعارات والصور خلال موسم عاشوراء حتى لا يتم رفع شعارات وصور أجنبية، وتلك الشعارات التي تحمل نذير فتنة مجترة من الماضي، حيث إنه في بعض المناسبات السابقة حاول أتباع إيران تجيير عاشوراء لصالح المشروع السياسي الإيراني من خلال إبراز وعرض صور مرشد الثورة الإيرانية وقادة حزب الله وأعلامه بغية تفريغها من مفاهيمها وقيمها النبيلة وتحويلها إلى مناسبة لإطلاق التحريض وترسيخ الانقسام في المجتمع مستغلين المكانة والعاطفة الدينية لدى عموم الناس.
ويشعر المواطنون بنوع من التذمر بسبب ما يعلن عادة مع اقتراب المناسبة من الحرص على تأمين المواكب وضمان أمنها وسيرها وإتمامها كما يفضل منظموها انطلاقاً من المادة 22 من الدستور التي تقرر بأن الدولة تكفل «حرية القيام بشعائر الأديان والمواكب والاجتماعات الدينية طبقاً للعادات المرعية في البلد»، في حين غرقت البلاد في أتون مظاهرات حرق وتخريب تعمدت المعارضة الراديكالية القيام بها في أيام عيد الأضحى الذي يأتي قبل ذكرى عاشوراء بأيام قليلة.
ويطالب المواطنون الدولة بتطبيق التصريحات الرسمية التي حذرت من «استخدام وسائل هذه المناسبات في الدعاية والترويج لسياسيين أو رجال دين من خلال تعليق صورهم واتخاذهم رموزاً في دولة ذات سيادة لها رموزها وقادتها. بوصفها خرقاً واضحاً للولاء الوطني ومؤشراً سلبياً لا يليق بمواطن تجاه وطنه». ويطالب المواطنون أيضاً الجهات المسؤولة بضمان الأمن بصورة عامة بما فيها المواكب الدينية وألا يقتصر التأمين على مناسبة عاشوراء، وضرورة أن تعمل أجهزة الدولة القانون على كل من يرتكب أية مخالفة خلال مناسبة عاشوراء، للحيلولة دون استغلالها لأغراض سياسية ضيقة، أو أن تكون فرصة لمن يستغلون كل مناسبة لإطلاق مظاهرات لنشر الفوضى والحرق والتخريب في شوارع المملكة، خصوصاً في ظل القرار الذي صدر أخيراً بوقف جميع المسيرات والتظاهرات حتى استتباب الأمن. ومن اللافت أن ذكرى عاشوراء هذا العام تمر والشعب السوري يتعرض لأبشع أنواع الظلم والتنكيل، بينما الشيعة من أتباع ولاية الفقيه والموالون لإيران يتغنون بدعم النظام السوري الذي يقتل الأطفال والنساء والشيوخ، ولا يخفون دعمهم أيضاً لسفك دماء رجال الأمن في شوارع مملكة البحرين بينما يحتفلون بذكرى عاشوراء في تناقض واضح لمفاهيم المناسبة التي يعتبرها المحتفون بها رمزاً لرفض الظلم والطغيان وسفك الدماء.