حذّر وكيل الشؤون الإسلامية الدكتور فريد بن يعقوب المفتاح، من تسييس المناسبات الدينية والانحراف بها عن مسارها وتوجيهها لخدمة أهداف سياسية أو مصالح فئوية، مشدداً على أن الانحراف في مسار المناسبات الدينية وإقحامها في المعترك السياسي يُعَدُّ إهانة لتلك المناسبات، وخدشاً لأهدافها السامية ورسالتها الإيمانية الخالصة.
ونبه المفتاح من استخدام هذه المناسبات في الدعاية والترويج لسياسيين أو رجال دين من خلال تعليق صورهم واتخاذهم رموزاً في دولة ذات سيادة لها رموزها وقادتها، مشيراً إلى أن تعليق هذه الصور في هذه المناسبات يعد خرقاً واضحاً للولاء الوطني ويعتبر مؤشراً سلبياً لا يليق بمواطن تجاه وطنه وقادته.
وأكد ضرورة إقامة هذه الشعائر الإيمانية بعيداً عن التجاذبات السياسية والخلافات المذهبية، مشدداً على دعوة رجال الدين من علماء ودعاة وخطباء ووعاظ إلى الأخذ بزمام المبادرة في استثمار هذه المناسبات لتصفية الأجواء وتهدئة الأوضاع وتعزيز مسيرة الوحدة الوطنية في ظل الأخوة والتآلف بين أبناء الوطن الواحد. ونوه المفتاح بأهمية المناسبات الدينية ودورها في توثيق العلاقات المجتمعية، مشيراً إلى ما تتضمنه هذه المناسبات من عمق تاريخي ضارب في جذور المجتمعات الإسلامية؛ حيث تمثل هذه المناسبات بعداً جوهرياً في حياة الشعوب المسلمة بصفة خاصة. وقال المفتاح إن المناسبات الدينية كانت ومازالت رابطاً من روابط المسلمين بتراثهم وحضارتهم وتاريخهم؛ مضيفاً أنه لا يمكن الفصل بين الأحداث التاريخية وبين مضامينها في تاريخ الأمة الإسلامية. وشدد على ضرورة استثمار هذه المناسبات في أجواء إيمانية تعزز الأخوة الإسلامية، وتدعم القيم العليا لوحدة المجتمع، داعياً إلى إحياء واستغلال هذه المناسبات في الدعوة إلى لم الشمل ووحدة الصف وجمع الكلمة في وجه التحديات والأخطار المحدقة.
وأكد وكيل الشؤون الإسلامية، أن المناسبات الدينية مرتبطة بأحداث قبل ارتباطها بأشخاص، وأن ربط هذه المناسبات بالأشخاص فقط إهدار لقيمتها الروحية. مجدداً الدعوة إلى احترام الرموز في كل مذهب وإعطاء الرموز والشخصيات المكانة اللائقة بها دون إفراط أو تفريط.
وقال المفتاح، إن الاحتفاء بتلك الشخصيات التي تمثل رموزاً محترمة ومصونة لدى المسلمين يُعَدُّ أحد ملامح الوفاء الذي تتميز به الشعوب الإسلامية تجاه رموزها وقادتها.
وأشاد الدكتور المفتاح بعقلاء الوطن من كل الأطياف الذين يعرفون للوطن حقه ولقادتهم احترامهم وتوقيرهم، ويقدرون في الوقت ذاته ضرورة احترام الرأي الآخر مادام أنه صادر من مخلص لدينه ووطنه، وليس وراءه أجندة أجنبية أو طائفية، داعياً جميع المخلصين إلى العمل صفاً واحداً لتحقيق وحدة المجتمع، والحفاظ على السلم الأهلي والأمن المجتمعي والاحترام المتبادل في ظل وحدة وطنية تسهم في التقدم والرقي، وتصل بالوطن إلى بر الأمان، وبالمواطنين جميعاً إلى شاطئ السلام ومسيرة الرخاء والاستقرار.