عواصم - (وكالات): أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل أكثر من 36 ألف شخص في النزاع السوري المستمر منذ أكثر من 19 شهراً. وفي الوقت الذي لم يسفر اللقاء بين وزيري خارجية روسيا وفرنسا عن أكثر من تأكيد للخلاف الجذري بين روسيا والدول الغربية بشأن الملف السوري، واصل الطيران الحربي السوري غاراته على مناطق عدة خاصة على ريف دمشق وشمال غرب البلاد، في وقت أدى انفجار عبوة ناسفة قرب مقام يؤمه زوار جنوب شرق دمشق إلى مقتل 8 أشخاص.
وبلغت حصيلة الضحايا أمس 115 قتيلاً. في غضون ذلك، حث الموفد الدولي الأخضر الإبراهيمي الصين على القيام بدور «نشط» في البحث عن سبل لوقف العنف في سوريا.
وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن إن «25 ألفاً و667 مدنياً، و9 آلاف و44 جندياً نظامياً، و1296 منشقاً» قتلوا منذ بدء الاحتجاجات المطالبة بسقوط نظام الرئيس بشار الأسد منتصف مارس 2011. وفي موقف يؤكد الدعم الروسي للنظام في سوريا، اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في باريس في ختام لقاء مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس أن «حمام الدم» في سوريا سيستمر إذا ما أصر الغربيون على المطالبة برحيل الرئيس السوري بشار الأسد. بدوره لم يسع وزير الخارجية الفرنسي سوى التأكيد على مواصلة الخلاف بين البلدين بشأن الوضع في سوريا. وأكد فابيوس أنه لايزال هناك «خلاف في التقويم» بين فرنسا وروسيا حول مشاركة الرئيس السوري بشار الأسد في أي حكومة انتقالية في سوريا. وسعياً لإنهاء النزاع المستمر منذ أكثر من 19 شهراً، دعا الموفد الدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي بكين التي يزورها، إلى أداء «دور نشط في إيجاد حل للأحداث في سوريا».
وإذ كررت الصين أنها ستدفع في اتجاه «حل سياسي في سوريا»، شكر وزير الخارجية الصيني يانغ جيشي الإبراهيمي على الجهود التي يبذلها، آملاً في أن تدفع محادثاتهما، وهي الثالثة خلال شهرين، في اتجاه «تفاهم متبادل» و»معالجة ملائمة للملف السوري».
ومن المتوقع أن يقدم الإبراهيمي اقتراحات جديدة لتسوية النزاع في سوريا الشهر المقبل في مجلس الأمن، بعد سلسلة مشاورات قام بها خلال الفترة الماضية مع أطراف إقليميين ودوليين معنيين بالملف السوري. ميدانياً تعرضت مناطق الغوطة الشرقية إلى الشرق من العاصمة دمشق «لأكثر من 20 غارة جوية استهدفت بساتين ومدن وبلدات الغوطة»، منها «4 غارات جوية على مدينة عربين ومحيطها». وكانت الطائرات المقاتلة نفذت غارات على بساتين بلدة سقبا ودوما، بحسب المرصد.
كذلك استهدفت الغارات الجوية مناطق في محافظة إدلب، لاسيما مدينة معرة النعمان الاستراتيجية الخاضعة لسيطرة المقاتلين المعارضين منذ أكتوبر الماضي، مما سمح لهم بإعاقة إمدادات القوات النظامية. وفي مدينة حلب، ذكرت مصادر معارضة أن المقاتلين دخلوا حي الليرمون وتمركزوا في عدد من الصالات والمعامل في المنطقة وسط اشتباكات عنيفة.
من جهة ثانية قتل 8 أشخاص وأصيب العشرات جراء تفجير عبوة ناسفة قرب مقام السيدة زينب جنوب شرق دمشق، بحسب ما أفاد المرصد السوري.
من جهته، قال التلفزيون الرسمي السوري في شريط عاجل إن «الحصيلة الأولية للتفجير الإرهابي بعبوة ناسفة في منطقة السيدة زينب بريف دمشق 6 شهداء و13 جريحاً». من جهة أخرى، أفاد التلفزيون الرسمي عن وقوع انفجار في معضمية الشام جنوب غرب العاصمة السورية. من جهته، طلب رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في برلين مساعدة ألمانيا لمواجهة تدفق اللاجئين السوريين الذين فروا من الحرب الأهلية في بلادهم. وأعلن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف أن روسيا تجري مفاوضات مع تركيا لاستعادة حمولة ضبطتها أنقرة على متن طائرة سورية كانت تقوم برحلة بين موسكو ودمشق في أكتوبر الماضي لكن لم يتخذ أي قرار ملموس في الوقت الراهن.
من جانبها، أكدت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أن الولايات المتحدة تريد «مساعدة المعارضة السورية على توحيد صفوفها».
وفي فرنسا، توعّد وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك، بشن عمل عسكري إذا ما حاول مقاتلو حزب لله نقل أسلحة كيميائية أو صواريخ بعيدة المدى من سوريا إلى لبنان.
وقال باراك في مقابلة مع صحيفة «التايمز» البريطانية إنه «قلق بشأن مخزون الأسلحة السورية، في حال وعندما، يسقط نظام الرئيس بشار الأسد». وفي لبنان، طالبت المعارضة اللبنانية بتقديم شكوى عاجلة إلى مجلس الأمن الدولي والجامعة العربية ضد النظام السوري على خلفية مخطط تفجيرات في لبنان وحوادث حدودية بين البلدين، وذلك إثر اجتماع عقدته في بيروت.
من جانب آخر، يقول سجناء سابقون وناشطون والمرصد السوري لحقوق الإنسان إن مطار حماة العسكري وسط سوريا تحول إلى سجن «تمارس فيه أبشع أنواع التعذيب والقتل» في حق آلاف المعتقلين الذين تكتظ بهم أبنية المطار الشاسع منذ أشهر.
وقال المرصد في تقرير إن مطار حماة العسكري «تحول إلى سجن ومعتقل لصالح جهاز المخابرات الجوية، أحد أقسى الفروع الأمنية وأكثرها بطشاً وتنكيلاً بالمعتقلين. ويحتجز فيه الآلاف من أبناء محافظة حماة، كبار وصغار، وتمارس عليهم أقسى أنواع التعذيب والقتل الوحشي دون رادع أخلاقي أو تأنيب ضمير». ودعت مجموعات معارضة للرئيس السوري بشار الأسد خلال اجتماع في تركيا إلى الإسراع في تشكيل حكومة في المنفى لتحسين تمثيلها وخصوصاً الحصول على دعم أفضل من الأسرة الدولية.