قد سئمناك رحلة ومسارا
وشربنا خصاصة ومرارا
نالنا الجهد ما استراحت خطانا
في دياجيك أو عرفنا النهارا
واستفاضت قلوبنا بقروح
زادها الوجد وحدة ودمارا
وتساقت خدودنا عبرات
كسيل ودفقها لا يجارى
وترامى اللهيب ملء المآقي
ونأى أفق دربنا أو توارى
واستبيحت أقدامنا بكلوم
ثمّ غذّت منّا الدماء القفارا
والمساعي التي بذلنا تداعت
عبثاً كان منعها وانتحارا
والأماني ما أثمرت غير عقم
فأطاحت بمن لعمر تبارى
والصبابات أسفرت عن هراء
رغم انّا كنّا لديها أسارى
والصديق الوفيّ أنّى نراه
عند جمع بالاكتناز سكارى؟
ما لحسن الجوار غير احتياج
ان تكفّى فالاعتداء جهارا
صلة القربى للحديث شجون
طعن ظهر القريب أمسى شعارا
إذ يسود الكسب السريع وتغدو
شهوة المرء معبداً ومزارا
فالمثاليّ لم ينل غير هزء
والزواني يفزن دون العذارى
ويصيب الضمير طول سبات
ليس يجديك قول كان وصارا
«هو داء في الاجتماع» ملاك
ونقيض تبادلا الأدوارا
فأحالا الحياة سوقاً كبيراً
كيفما ابتعت تنشد السمسارا
صبرنا كاد ينقضي لا بصيص
ظلمات قد غطت الأمصارا
ربما جد في المدار جموح
فمطيح بمن طغى استكبارا
غير ان الحليم يدرك حتماً
لا ادعاء لمن يروم ازدهارا
درء بعض انفلاتة فرض عين
في بلاد لم ترتكب أوزارا
طالما ضخم الجموح بوغد
يعلم الله جرمه منذ جارا
شعر: د. ياسين منصور كرفع
كوالا لامبور - ماليزيا