^بوتين ينحاز للكنيسة الأرثوذكسية على حساب الأقلية المسلمة

أغضب حظر الحجاب في مدرسة جنوب روسيا المسلمين واضطر الرئيس فلاديمير بوتين الذي يدافع بقوة عن الكنيسة الأرثوذكسية لتأكيد أن روسيا دولة علمانية.
ويقول المسلمون في بلدة كارا تيوبي بمنطقة ستافروبول إن الحظر في المدرسة رقم 12 يرغم بناتهم على الاختيار بين دينهن والتعليم الحكومي، وفقاً لوكالة “رويترز”.
وقال رافيل كايبالييف الذي منعت ابنته ماريان من دخول مدرستها الإعدادية بسبب حجابها “اتصلت الناظرة بي شخصياً وطلبت مني الحضور وأخذ أطفالي إلى المنزل لأنه من الآن فصاعداً لن يسمح لهم بالحضور بالزي الإسلامي”.
وأضاف كايبالييف وهو ملتحٍ ويعتمر طاقية بيضاء “إجبارها على خلع حجابها انتهاك لسلامتها النفسية. ستعاني من صراع بين ضميرها الديني وبين الآخرين من حولها وأعتقد أن هذا خطأ.”
وقالت ناظرة المدرسة مارينا سافتشينكو إنها تلقت تهديدات بسبب قرارها لكنها غير نادمة عليه.
وأضافت متحدثة أمام المدرسة “هنا ينبغي أن يكون كل شيء بسيطاً للغاية. هذه مؤسسة لذلك فقواعد الزي علمانية وعملية. وهذا كل ما في الأمر. انتهى الموضوع”.
ومن سوء حظ ماريان كايبالييف أنها تعيش في منطقة من روسيا لا ترى السلطات أن فيها عدداً كافياً من المسلمين يبرر اعترافاً خاصاً بالشعائر الإسلامية.
وفي تتارستان ترتدي الطالبات الحجاب بحرية في المدرسة. وفي الشيشان المجاورة لستافروبول يمثل الحجاب جزءاً من نمط الزي المقبول.
لكن كثيراً من مسلمي روسيا الذين يتراوح عددهم بين 15 و20 مليون نسمة يشكون في المناطق التي يمثلون فيها أقلية من عدم تمتعهم بحقوق مساوية لما يتمتع به المسيحيون الأرثوذكس.
ونال بوتين دعماً قوياً من الكنيسة الأرثوذكسية الروسية في حملته الانتخابية هذا العام.
وقد صور نفسه كمدافع عن الدين عندما هاجم احتجاجاً مناهضاً للحكومة في فبراير الماضي في كاتدرائية موسكو الرئيسة من قبل فريق بوسي رايوت الغنائي واصفاً إياه بأنه هجوم على الحساسيات الدينية للروس.
ولكن عندما سئل الأسبوع الماضي عن الوضع في المدرسة رقم 12 خلال لقاء مع زعماء المجتمع المدني انحاز بوتين بشكل مباشر وصريح إلى العلمانية.
وقال “علينا احترام مشاعر الناس الدينية لكن علينا دائماً أن ننطلق من حقيقة أننا نعيش في دولة علمانية” ملمحاً إلى أن الحجاب يمكن أن يخالف مبدأ الفصل بين الدين والدولة.
لكن مسلمي روسيا الذين يراقبون تزايد قوة الكنيسة الأرثوذكسية ونفوذها منذ انتهاء الشيوعية باتوا أكثر استعداداً باطراد لإبراز هويتهم الدينية.
ويشيرون إلى أن موسكو ليس بها سوى 5 مساجد لمليوني مسلم قائلين إن الطلبات المتكررة لبناء مزيد من المساجد قوبلت بالرفض.
وقال عبدالله محمدوف وهو محلل سياسي وديني مسلم إن السلطات تنفي عادة مثل هذه الشكاوى وتميل لمحاولة خداع المسلمين بعطايا رمزية مثل حظر الفيلم المسيء للإسلام “براءة المسلمين”.
وأضاف “يمكننا الحديث عن الحاجة إلى حماية الحريات والمشاعر الدينية لجميع الروس. لكن في النهاية هناك شعور واضح بأن بعض الأديان لا تتكافأ مع غيرها”.