كتب- حذيفة يوسف:رأى محللون ومتابعون للشأن البحريني أن”تصاعد وتيرة العنف في قرى ومدن المملكة، مصحوبة باستخدام الأسلحة والقنابل، جاء نتيجة التدريبات التي تلقاها الإرهابيون من المجموعات الراديكالية، على يد عناصر حزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني”.وأكدوا أن العنف المدعوم من قوى خارجية أخذ منحى خطيراً، خصوصاً بعد سقوط كل الأوراق من يد “المعارضة البحرينية” وفشل الخطط التي كانت تحاك ضد مملكة البحرين. وأشاروا إلى أن تحركات عيسى قاسم والوفاق، تميزت بطائفية واضحة وجلية، وكشفت الأقنعة وأظهرت للعالم حقيقتها.كما أجمعت المنظمات الحقوقية والدول المحايدة على أن ما يقوم به قاسم والوفاق، أمر طائفي، وله أهداف توسعية قديمة في الخليج والدول العربية، مستدلين على ذلك بأن تحركاتهم المشبوهة بدأت بعبارات تسقيطية ضد رموز وقيادات لها احترامها في قلوب الشعب، واتجهت إلى الإرهاب الميداني، فاستخدمت أسلحة بيضاء وقنابل محلية الصنع في قتل وترويع الآمنين من الأبرياء بمن فيهم العمالة الأجنبية، ورجال الشرطة.وأضاف المحللون، أن الفئات الإرهابية تعودت على ممارسة هذه الأعمال كل عقد من الزمن دون رادع أو تحرك جدي لوضع حل جذري لهذا الأمر، حيث يراد من تلك الجرائم التي يرتكبها الإرهابيون، إشعال نار الطائفية، وتساءلوا: كم من إطار حرق أو زيت سكب على الشوارع للتضييق على الناس، وتعدى ذلك إلى استخدام الزجاجات الحارقة “المولوتوف” التي ترمى على العابرين من السيارات والمواطنين في الطرقات بعشوائية دون النظر إلى من تستهدف. ازدياد مؤشر العنفوبلغ مؤشر العنف لدى تلك الجماعات مبلغاً خطيراً، حيث اتجهوا إلى صنع القنابل ذات التحكم عن بعد، والتي يخضع العاملون عليها إلى تدريبات خاصة في معسكرات بلبنان والعراق وإيران ومن ثم طبقوا تدريباتهم في البحرين، الأمر الذي أودى بحياة البعض، وكان آخرهم شهيد الواجب عمران أحمد، إضافة إلى فقدان آخرين لأطراف من أجسادهم، بينما شوهت نيرانها أجساد الأبرياء وتسببت لهم في عاهات مستديمة.وبالعودة إلى صناعة الأسلحة المستخدمة في العمليات الإرهابية، لا يخفى على أي متابع للشأن البحريني أن تحويل المواد الموجودة في الأسواق إلى أدوات للقتل هي ليست “تحركات سلمية” أو وليدة الصدفة، حيث جاءت تلك نتيجة لتدريبات مكثفة، أشرف عليها خبراء في صناعة الأسلحة.وكشفت تقارير سابقة عن وجود معسكرات تدريب في سوريا والعراق وإيران وجنوب لبنان، وذلك لنقل خبرات الحرس الثوري الإيراني وحزب الله في صناعة الأسلحة المحلية، دون اللجوء إلى استيرادها من الخارج وذلك للتسهيل على المجموعات الراديكالية، ولصعوبة تهريبها أحياناً إلى داخل أراضي المملكة.ونقل العائدون من تلك المعسكرات بدورهم الخبرات إلى الذين لم يحالفهم حظ اللقاء بالخبراء العسكريين، إلا أنهم استطاعوا بفضل من سبقهم تعلم “سر المهنة” واستخدامها في إرهاب مدفوع الأجر. “الفيسبوك” من أجل الأسلحةوحول إرهابيو البحرين استخدام المواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي كالفيسبوك من هدف التواصل بين العالم إلى مقر لتعليم طرق صناعة الأسلحة واستخدامها، حيث أنشؤوا صفحات وحسابات، البعض منها سري والآخر علني لنقل المعلومات بالصوت والصورة إلى من لم يستطيعوا اللقاء معهم داخل القرى.ويعج موقع “اليوتيوب” بالأفلام التي يصورها وينشرها الإرهابيون حول استهداف رجال الأمن والمواطنين، وآخر ما توصلت إليه صناعة الأسلحة المحلية لديهم، وتأتي تلك الفيديوهات مصحوبة بأناشيد حماسية البعض منها باللهجة العامية أو اللبنانية والأخرى باللغة الفارسية، يرافقها استخدام عبارات طائفية أو إدراج بعض الكلمات ذات الدلالات الدينية.ولا يجد العاقل أي تفسير لاستخدام القنابل وزرعها وسط طريق المارة، حيث استهدفت إحداها الشهيد أحمد الظفيري، والأخرى أودت بحياة عمران أحمد، بينما لقت زهراء صالح حتفها بقاذف أسياخ حديدية، تم تطويره باستخدام طفايات الحريق والتي حول الإرهابيون بدورهم استخدامها من إطفاء ألسنة اللهب إلى إشعال نيران الفتنة”.ونقل موقع اليوتيوب فيديو لعلي سلمان يقول فيه متذمراً إن “المولوتوفات” أضرت بسمعتهم في الخارج حيث -حسب تعبيره- أن الدبلوماسيين البحرينيين يتهمون المعارضة بالعنف وذلك من خلال عرض فيديوهات استهداف رجال الأمن والممتلكات بالقنابل الحارقة. المولوتوف لإرضاخ المخالفينمن جانبه قال الخبير الأمني بدر الحمادي إن:« استخدام المولوتوف في البحرين ضد المدنيين ليس جديدا، مشيرا إلى أن الارهابيين، استخدموه في ثمانينيات القرن الماضي لإرضاخ المخالفين إلى رأي الإرهابيين، حيث يمارس نوع من “الإرهاب الفكري” مصاحب بآخر بدني”.وأوضح أن” سيناريو التصعيد لهدفين، أولهما هو زعزعة الأمن والاستقرار في المملكة، والآخر هو استغلال محاولة ضبط رجال الأمن للأوضاع في تبيان وكأنما هناك استهداف ضد فئة معينة، وتشويه صورة البحرين حقوقيا في الخارج”.وأوضح أن” الإرهابيين تدربوا منذ تسعينات القرن الماضي على صناعة الأسلحة غير التقليدية، التي من الممكن إعدادها محلياً سواء الأسياخ الحديدية أو الأنابيب القاذفة لها وما تسمى اصطلاحاً بـ “ذات دفع ذاتي” أو المنطلقة بالغاز أو المواد المطاطة أو انفجار الأملاح”. المواد الداخلة في التصنيعوقال إن “هناك مواد محظورة تم إدخالها إلى المملكة سراً لا يمكن بيعها في الأسواق موجودة بكميات ضئيلة، إلا أن المكونات الأساسية للقنابل هي مواد عضوية ومبيدات حشرية تباع في السوق المحلية، تتم معالجتها بمواد كيميائية أخرى، وخلطها مع بعض لتكوين الخلطة المتفجرة، موضحاً أنه لزيادة شدة الانفجار والأضرار تتم إضافة الشظايا من المسامير والقطع المسننة و«الصجم” وغيرها من المواد الضارة والحادة، وذلك لضمان أكبر عدد من الضحايا”.وأوضح أن” منظومة صنع المتفجرات تتم بمراحل عديدة، حيث تكون الأولى في تدريب مجموعة في دول أخرى، تنشر المعلومات بدورها إلى الشبان الآخرين في المملكة، ليكون بعدها مرحلة تجهيز المواد وشرائها وتخزينها”.وأكد أن” أماكن التصنيع ليست هي ذاتها أماكن التخزين في معظم الأحيان، حيث يتم إعداد القنابل وصنعها في الورش في المناطق الصناعية وذلك نظرا للحاجة إلى استخدام مكائن ومعدات ذات أصوات مرتفعة قد تثير الشكوك في المناطق السكنية، مضيفاً أن وجود مواد كيميائية في ورش لا يجلب الريبة، فهو يعطي أمانا لتلك المجموعات أثناء العمل، وأوضح أن القنابل وغيرها يتم تخزينها لاحقاً في الأماكن التي يتم استخدامها فيها”.وأشار إلى أن”النقل داخل القرى والمناطق يتم بينما يقوم شبان آخرون بمحاولة إلهاء رجال الأمن في أعمال شغب وإرهاب خارج نطاق القرى أو على أبوابها، حيث تتم عمليات النقل أو الاستعراضات العسكرية في تلك الفترة، موضحاً أن الأفلام التي يتم تصويرها حول تدريبات عسكرية أو استعراضات أو مسيرات تتم خلال انشغال رجال الأمن خارجاً”.وأضاف أن” الفيديو الذي بثته وزارة الداخلية لتجربة انفجار إحدى القنابل بسيارة يظهر أن المواد المستخدمة تم تركيبها بطريقة خطيرة، مشيراً إلى أن شدة الانفجار كبيرة ولو حصل في إحدى المناطق السكنية لأدى إلى أضرار لا يحمد عقباها”. انفجار العكر تم عن بعدورجح الحمادي أن القنبلة تم تفجيرها عن بعد، في العكر، وأودت بحياة الشرطي عمران أحمد، وذلك بعد تحليله لفيديو الإنفجار حيث ظهر أحد الأشخاص من الإرهابيين يرفع يده بطريقة غريبة وكأنما يعطي إشارة لأحد آخر ليتم التفجير، مشيرا إلى أن معظم الانفجارات حاليا تتم بالتحكم عن بعد حيث يتم استخدام أجهزة يمكن تغيير برمجتها لتتحول إلى أسلحة ومنها أجهزة الريموت كونترول أو باستخدام شرائح الهاتف النقال”.وقال الحمادي إن “الإرهابيين يضيفون في بعض الأحيان للمولوتوفت، المواد الكحولية أو البيض أو السكر أو الصمغ، لزيادة مدة الاحتراق، وذلك حسب تفاعلات كيميائية محددة، فضلاً عن الجازولين والزجاج كمادة أساسية فيها”. وأوضح أن” الإرهابيين استخدموا في فترة من الفترات الأصباغ، وذلك لحجب الرؤية عن رجال الأمن، حيث تلك الفكرة مصغرة لما يحدث في الحروب باستخدام أسلحة مختصة لذلك، مشيراً إلى أنه كان لكل قرية لون محدد، ويتفاخرون بمدى الأضرار التي تسببوا بها”. التشابه مع حزب الله اللبنانيوحول التشابه في طريقة إرهابيي البحرين مع حزب الله اللبناني، قال الحمادي، إن”الأهداف والتعاون واضح بينهما، وذلك من خلال الطرق التي ينفذون بها هجماتهم، إضافة إلى استهدافهم لرجال الأمن مهما كان مركزهم، حيث تزامن تفجير العكر مع اغتيال المسؤول اللبناني وسام الحسن”.وأضاف أنه” منذ ثمانينات القرن الماضي زرع حزب الله له خلايا في دول الخليج واليمن، بهدف تطبيق أجندات الولي الفقيه السياسية.وقال الحمادي إن “علي سلمان ذكر أنه لم يستخدم سوى 10 % من قوته، في إشارة صريحة منه إلى أن الإرهاب سيتصاعد وهو ما طبق على أرض الواقع، موضحاً أن التصعيد يأتي في زمن واحد، ذلك أن خلايا حزب الله مرتبطة ببعضها البعض كالتروس، يتم تحريكهم بواسطة الترس الأكبر “إيران”.وأشار الحمادي إلى أن”المجموعات الراديكالية، بدأت باستخدام الأنفاق لتصنيع وإخفاء الأسلحة، حسب ما أظهرته قناة العربية نقلاً عن مصدر أمني بحريني، موضحاً أن تلك الفكرة هي ذاتها التي يطبقها حزب الله وذلك نظراً لضيق مساحة لبنان، وأشار إلى أن اتباع ولاية الفقيه يستغلون منذ زمن طويل، دور العبادة لتنفيذ مخططاتهم، سواء بالتحريض أو صناعة القنابل”. وأوضح أن” محاضر الشرطة القديمة احتوت على شكاوى من المواطنين حيث عمد الإرهابيين في الدراز والسنابس وجدحفص على استهداف المواطنين بالمولوتوف لإرضاخهم نحو أجنداتهم وضمهم إلى صفوفهم بأي طريقة كانت”.