يعمد المستثمرون وتجار الأسهم الإقليميون لدخول السوق السعودي كونه ملاذاً آمناً لهم وتأميناً لشراء مخصصات مغرية ورخيصة نسبياً بعد تزايد المخاوف بشأن النمو الاقتصادي العالمي.ويرى محللون أن الأسباب تعود بمجملها لانخفاض سعر النفط وزيادة المخاوف بشأن تأثير القروض المتراكمة على صناعة البناء والتشييد. لكن ومع نظرة البعض المتشائمة حيال الاقتصاد، يجد آخرون في سوق الأسهم بصيص الأمل المنتظر لإبرام صفقات محتملة.وأشارت المجموعة المالية «هيرميس» إلى أن 5 شركات بيعت مخصصاتها بالكامل هذا الأسبوع بعد خفض احتياطيات البنوك والتي قامت بتعزيز سوق الأسهم في الـ9 من أكتوبر.من جانبه، ذكر محلل استراتيجي لـ»هيرمس»، فهد إقبال، أن الكثير من الأسهم التي يتم تداولها في سوق الأوراق المالية في السعودية تباع بشكل عشوائي، لكننا أردنا هنا تسليط الضوء على بعض المتداولين المتميزين في السوق الذين من الممكن التعامل معهم.وأضاف أنه حتى وقت قريب، تمكن سوق الأسهم السعودي في المملكة من احتلال مكانة عالية كأحد أفضل الاقتصاديات في الخليج وأكثرها مرونة بسبب وفرة الإنفاق الحكومي الذي تسرب إلى عمق الاقتصاد والتي دعمت قطاع البنوك والقطاعات الأخرى.حيث ارتفع مؤشر الأسهم بـ5.8% منذ بداية العام الحالي إلى اليوم، بالرغم من أداء مخيب للآمال لمؤشر الأسواق الناشئة «أم اس سي أي» MSCI.وأشار إلى أن المستثمر الخليجي قادر على دخول السوق السعودي بكل يسر وسهولة، لكن لائحة السوق لا تتيح نفس الفرص أمام المستثمر الأجنبي.وأضاف إقبال أن بعض الصعوبات التي تواجه المستثمر الأجنبي تكمن بتقييد استثماراته عبر اتفاقيات متبادلة.يذكر أن السلطات السعودية تولي أهمية لفتح المجال تدريجياً للمستثمر الأجنبي منذ سنوات، لكنها مازالت قيد التنفيذ.من جانب آخر، يبحث محللو الأسهم الإقليميون عن فرص استثمارية كبيرة، عوضاً عن الاستثمار في قطاع البتروكيماويات والبنوك التي تطغى على المناخ العام للاستثمار في السعودية.وذكر محللون ماليون أن تأثير سوق الأسهم السعودية بإعصار ساندي الذي ضرب الولايات المتحدة الأمريكية أخيراً، ويعتبر من أقوى الأعاصير التي مرت على الولايات المتحدة الأمريكية عبر تاريخها، سيحدده إغلاق السوق الأمريكية اليوم التي بدورها ستنعكس على افتتاح السوق السعودية بشكل مباشر اليوم.ومن المتوقع أن يكون التأثير محدوداً ومؤقتاً، وذلك للظروف المحيطة بسوق الأسهم السعودية في هذه الفترة، فمع إيجابية نتائج الشركات خلال الربع الثالث وحماس المتداولين بعد العودة من إجازة الحج ستقلص إلى حد ما من تأثير السوق نتيجة الإعصار ما لم تظهر نتائج وبيانات أمريكية سلبية قبل افتتاح السوق.وأوضح محلل مالي ومدير الأبحاث والمشورة في شركة البلاد للاستثمار، تركي فدعق، أن تأثير إعصار ساندي على سوق الأسهم السعودية سيتبين بعد إغلاق السوق الأمريكية اليوم، متوقعاً أن يكون تأثيره محدوداً ومؤقتاً.وأشار إلى أنه في حال إغلاق السوق الأمريكية منخفضة سينعكس بشكل طبيعي على السوق السعودية ولكن سيكون الانعكاس مؤقتاً وبشكل محدود، حيث سيكون التأثير مضاربياً فقط, ومرجع ذلك أن السوق السعودية لديها محفزات تدعم السوق إلى الاتجاه الأفقي بعد مباشرة العلم اليوم السبت، كانتهاء ظهور نتائج الشركات الربع الثالث، إضافة إلى عودة المتداولين بنفسية إيجابية للسوق بعد إغلاق السوق طويلاً بإجازة الحج.وتوقع أن تسجل السوق السعودية اتجاهاً أفقياً حده الأعلى 6930 نقطة كمستوى مقاومة مهم للسوق، ويعتبر إشارة إلى ارتفاعه إلى 7000 نقطة، وذلك لتأثير نتائج الربع الثالث التي ترشح السوق للاتجاه الإيجابي الأفقي.وحول تأثير إعصار ساندي على الاقتصاد الأمريكي بشكل عام أشار إلى أن التأثير سيكون محصوراً على الشركات والاستثمارات سواء الأمريكية والسعودية التي تضررت بتلك المنطقة، وبالتالي سينعكس على أسهمها في السوق ولكن يعتبر حجم الإضرار محدوداً مقارنة بحجم الإعصار.واتفق المحلل المالي، عبدالعزيز الشاهري، مع فدعق على أن إغلاق السوق الأمريكية اليوم سيكون له أثر مباشر على سوقنا سواء إيجابياً أو سلبياً وهو ما سيحدد توجه السوق السعودية, ففي حال إغلاق السوق الأمريكية الجمعة متراجعة تراجعاً حاداً فقد تفتتح سوقنا على تراجع ولكنه قد لا يستمر طويلاً فقد تقلص خسائرها بعد منتصف التداول وذلك لحماس المتداولين والشغف للتداول بعد انقطاع دام أكثر من أسبوع.