كتبت - إيمان الخاجة:تفرّدت نساء البحرين برعاية ملكية خاصة أولاها لهن جلالة الملك المفدى حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله ورعاه الرئيس الفخري للمؤسسة الخيرية الملكية، ويشهد تاريخ 4 نوفمبر وتحديداً في عام 2001 بصدور الأمر الملكي بتكليف لجنة كفالة الأيتام في رعاية الأرامل اللاتي لا عائل لهن، وتقديم مختلف أنواع الرعاية الشاملة والمتميزة لها ولأسرتها سواء من الناحية المادية أو التنموية، لتتمكن المرأة من الوقوف على قدميها وتربية أبنائها رغم المصاب الأليم الذي مر بها، ورغم المسؤولية الكبيرة التي ألقيت على عاتقها، وحتى تستطيع مواصلة حياتها والاهتمام بأبنائها وتنشئتهم التنشئة الصحيحة من أجل مستقبل واعد.وبعد مرور هذه السنوات على رعايتهن، أشادت نساء البحرين المنتسبات إلى المؤسسة الخيرية الملكية بهذا الاهتمام وهذه الرعاية الملكية الكريمة التي يحظين بهن هن وأبناؤهن، ومن هذا المنطلق تقول السيدة سميحة عبدالقادر: إنشاء المؤسسة الخيرية الملكية فكرة طيبة بحد ذاتها، فهي جمعتنا نحن الأرامل في مكان واحد، هذا الأمر ترك أثراً مختلفاً في نفوسنا إذ جمعنا ببعضنا بعضاً لتتعرف كل واحدة منها على قصة الأخرى، مما ساعدنا في التخفيف عن نفسنا بأن المصاب الذي مررنا به قد مر به الكثير، إلى جانب ذلك يعتبر وجود المؤسسة في حياتنا مهماً جداً من جوانب مختلفة لأنها لا تقتصر على المساعدة المالية فقط، بل تقدم لنا خدمات متميزة على مستوى عالٍ سواء من ناحية الدورات والبرامج والأنشطة لي أو لأبنائي، وهذه البرنامج ساهمت في تطوير شخصيات أبنائي وتنمية مهاراتهن، إلى جانب الخدمات الأخرى المقدمة لنا خصيصاً من الخدمات العلاجية والصحية والنفسية والتعليمية.ولمست السيدة نعيمة القطان ارتياحاً كبيرة على نفسيتها، حيث تمكنت من التكيف مع الوضع الجديد الذي داهم حياتها، وذلك بعد حصولها على الاستشارة النفسية، فتقول القطان إن للمؤسسة الخيرية الملكية دوراً كبيراً حتى من الناحية المعنوية، إذ رتبت لي ولأبنائي جلسات إرشادية ساعدتنا في الخروج من الحالة النفسية التي مررنا بها بعد وفاة زوجي، إذ كنا نعيش في حالة نفسية متعبة ومرهقة لفقداننا الزوج والأب الذي كان له دور كبير في حياتنا، وبعد وفاته واجهت صعوبات في كيفية تربية أبنائي بمفردي والتعامل معهم، خصوصاً في مرحلة المراهقة، ولكن ولله الحمد تمكن من المؤسسة من الأخذ بيدي ومساعدتي على تخطي هذه المرحلة الصعبة وإخراجي منها، ولمست الأثر الإيجابي من هذه الجلسات على نفسي وأبنائي الذين أصبحوا يذهبون لها بأنفسهم، ومازلت حتى الآن أتواصل مع القسم المختص لأي استشارة أحتاجها لتفيدني في مواصلة مشوار الحياة.وجود من يهتم بنا أما السيدة إبتسام مطر فتشير إلى أن اهتمام جلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه ورعاية سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة لهما أثر كبير في حياتها وحياة أبنائها، ووجود المؤسسة الخيرية الملكية مهم جداً بالنسبة لهم، فأبناؤها حظوا بفرصة الالتقاء مع سمو الشيخ ناصر بن حمد والحديث معه وهذا بحد ذاته كان له أثر على نفسيتهم وغمر قلبهم بالفرحة، وأشعرهم بوجود من يهتم بهم ويعاملهم معاملة الأب والأخ والابن، وشاركت مطر مع المؤسسة في العديد من الدورات التدريبية التي استفادت منها، كما أدت فريضة العمرة عبر رحلة «جدّد إيمانك» التي قامت بها المؤسسة، فهي لم تذهب إلى هذا المكان الطاهر منذ 15 سنة، ولا يقتصر الأمر على هذا الحد، فابنتها الصغيرة مكفولة دراسياً من قبل المؤسسة من مرحلة الحضانة حتى المرحلة الجامعية وهذا خفف عنا عبء ومصاريف الدراسة، خصوصاً مع ارتفاع تكاليف الحياة وغلاء الأسعار.وفي الجهة المقابلة كان للمؤسسة دور كبير في الحفاظ على صحة الأمهات ووقايتهن من الأمراض، وحول تجربتها تقول السيدة نجاة السيد محمود: أنا مصابة بالسكر في الدم، وكنت أتابع حالتي الصحية في المركز الصحي، ولكن نظراً لتغير الأطباء بين وقت وآخر أدى هذا الأمر إلى عدم استقرار وضعي الصحي، فطلبت المساعدة من المؤسسة الخيرية الملكية التي قامت بتوفير العلاج لي وحجز موعد عند إحدى العيادات المتخصصة بالسكر، فذهبت إلى الطبيب المختص حسب موعدي ولمست عنده الرعاية المناسبة، استشرته في السكر وكل ما يخصه ويخص حالتي، عمل لي التحاليل اللازمة وأعطاني برنامجاً أسير عليه، والحمد لله أنا مرتاحة الآن من المتابعة لدى العيادة، أتّبع النصائح وأفحص نسبة السكر بين وقت وآخر ووضعي الصحي بخير والحمد لله.رعاية ملكية نعتز بهاولكل امرأة قصة مختلفة تجد بين ثناياها الطموح وتخطي الصعاب، فالسيدة نادية محمد توفي زوجها منذ 9 سنوات تاركاً خلفه 3 أبناء صغار، ابنتها الكبرى كانت تبلغ من العمر 7 سنوات، والصغرى عمرها سنة ونصف، أما ابنها فكان عمره حينها 5 سنوات، بدأت حياتها بعد وفاة زوجها تستند على راتبه التقاعدي، بعدها حصلت على الكفالة المادية من المؤسسة الخيرية الملكية وتمكنت من توفير ما يحتاجه أبناؤها ويرغبون به، كما ألحقتهم بالبرامج والأنشطة الترفيهية التي تقدمها لهم المؤسسة الخيرية والتي كان لها دور كبير في تغيير الأجواء ومواصلة المشوار بنجاح.وحول دور المؤسسة الخيرية الملكية تقول السيدة نادية: تشاركنا المؤسسة فرحة التفوق لأبنائنا، حيث كرّمت ابنتي في الصف الخامس في حفل المتفوقين، هذا الحفل الذي له فرحة خاصة لأنه يشعرنا بوجود من يهتم بنا ويشاركنا فرحة التفوق، كما إن للبرامج والأنشطة التي تقوم بها المؤسسة لنا نحن الأمهات أثراً كبيراً من خلال التقائنا بأمهات أخريات، فأشعر بأنني لست وحيدة وهناك قصص متشابهة وأخرى أكثر ألماً مني، كما إننا نتبادل الخبرات والتجارب مع بعضنا بعضاً وكل واحدة تقف إلى جانب الأخرى.الخيرية الملكية تدعم أكثر من 5 آلاف امرأة شهرياًأولت المؤسسة الخيرية الملكية النساء المكفولات اهتماماً كبيراً يواكب التوجيهات السامية لجلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه، وتوجيه جميع أشكال الدعم والرعاية إلى 5858 أرملة من مختلف محافظات المملكة منها الدعم المادي الشهري عبر تحويل الكفالة الشهرية إلى الحساب البنكي، ومشاركتهم مع أبنائهم فرحة الأعياد والشهر الكريم بمكرمة خاصة يصدرها جلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه، إلى الرعاية التعليمية لأبنائها من خلال البعثات الدراسية، وإدماجها في المجتمع بمشاركتها في مختلف الفعاليات التي تقام في البلد، وتنظيم عدد من البرامج والأنشطة الترفيهية والثقافية والتربوية لزيادة مستواها الثقافي، كما تحرص المؤسسة الخيرية الملكية على الجانب الصحي والوقائي عبر الرعاية الصحية و متابعة الحالات التي تستدعي المتابعة الصحية وإجراء العمليات للأرامل، إلى جانب الخدمات النفسية التي تقدمها عبر مركز الإرشاد للمساندة الاجتماعية للأمهات من قبل مجموعة من الاستشاريين المتخصصين، لمساعدتهم على التكيف الإيجابي مع ظروف الفقد ومساندتهم في تذليل الصعاب والضغوطات النفسية التي تواجههم أو قد تواجههم مستقبلاً من أجل تنمية توافقهم النفسي والاجتماعي والتكيف مع الضغوط الحياتية المختلفة. إحصاءات رعاية الأمهات حسب التقرير السنوي لعام 2011:^ عدد الأمهات المكفولات من مختلف محافظات المملكة 5858^ عدد الأمهات اللاتي تخطين الجانب النفسي عبر خدمة الإرشاد 196^ عدد الأمهات اللاتي اهتممن بصحتهن عبر الرعاية الصحية 256^ عدد الأمهات المشاركات في مختلف البرامج والأنشطة 1205^ عدد الأمهات اللاتي حظين بمكرمة عيد الفطر المبارك 5837
970x90
970x90