في كل شهر يركز المركز العلمي البحريني في برامجه التعليمية على موضوع مختلف؛ وخلال شهر نوفمبر سيكون الموضوع هو «وسائل الإعلام الاجتماعية والتنشئة الاجتماعية»، وسيستضيف المركز العلمي منصات عرض ومناظرات وحلقات نقاش حول التحديات والفرص التي تقدمها وسائل الإعلام الاجتماعية للناس في الوقت الحاضر.
وجد المركز على مستوى العالم ان 95% من المعلومات و المهارات التي يكتسبها النشء ليصبحوا أفراد فاعلين في المجتمع تكون في بيئة خارج نطاق التعليم النظامي العام و الذي يعرف بالبيئة التعليمية غير الرسمية . و المراكز العلمية تلعب دوراً رئيساً في هذا النوع من التعليم، كما وجد أن تعلم المواد العلمية و الرياضيات و الهندسة و التكنولوجيا عادة ما يكون فاعلاً في الأجواء التي توفرها المراكز العلمية و المتمثلة في الأجواء الاجتماعية الحميمة باستخدام اليد و العقل مع الكثير من المرح و المشاركة المنظمة.
تستخدم أساليب التعليم التفاعلي للعلوم والتكنولوجيا منذ القدم من قبل الحضارات القديمة ولكن بصورة مبسطة جداً حتى جاء العصر الذهبي للعلوم مع الإسلام وذلك في الفترة ما بين القرن الـ 9 و القرن الـ 13 الميلادي ، حيث تطور هذا النوع من التعليم و انتشر. بدأ في بيت الحكمة مع بني موسى في القرن الـ 9 و صولاً لابن الجزري في تركيا و آخرون قاموا بصناعة أجهزة ميكانيكية صممت لتبين للعامة كيفية عمل المحركات و الأجهزة الميكانيكية. لذا يمكن القول إن بداية التعليم التفاعلي للعلوم التكنولوجيا يعود لجذور إسلامية.
ثقة ودقة معلوماتية
عالمياً المراكز العلمية و المتاحف التفاعلية كانت سباقة في التعليم التفاعلي وحصلت على نسبة عالية من الثقة العامة في دقة المعلومات التي تقدمها، و هي تركز على الترويج للحوار والنقاش أثناء التعلم و‏ أن استنتاج التفسيرات للظواهر و الاكتشافات العلمية بدلاً من توفير الأجوبة. بالإضافة إلى التواصل الاجتماعي بين الأجيال و الحضارات.
فالمراكز العلمية هي الأماكن التي يتم فيها بناء المفاهيم و تفهم العلوم و التكنولوجيا في إطارها المناسب ، فهي بذلك تساعد الناس و المجتمع و العلماء على رفع إمكاناتهم لأقصى مدى.
إن هذه الصروح هامه جداً، إذ تهدف إلى ترويج الوعي العلمي و التكنولوجي بين النشء وعوائلهم، بل وتسهم في إثراء المنهج التعليمي في المدرسة في المجالات العلمية و التكنولوجية دون أن يتنافس معها، وتحفز روح الفضول و حس الإبداع بين النشء، وتسهل التواصل بين العلماء و الجمهور ، وتسهم في خلق تواصل بين العلماء و العامة ليسمع راي الجمهور من الناس حول المواضيع العلمية و التكنولوجية و بالتالي يمكن مناقشتها.
هذه المراكز تهتم أيضاً بالاحتفاء بعالمية العلوم و في نفس الوقت تبيان تعددية منشئها الحضاري، وتسهم بشكل كبير في الترويج للإبداع و الابتكار و التحفيز، وتسهم في تأكيد عملية التعليم و التعلم بين الأطفال و آبائهم و أجدادهم، وفي زيادة الوعي بدور و مساهمة البحرين في العلوم و التكنولوجيا، إلى جانب إنشاء شراكة لنشر الوعي العلمي و التواصل من خلال الحدود الثقافية و السياسية و الاقتصادية و الجغرافية، وتنظيم برامج تواصل داخلياً تسهم في تحقيق الأهداف السابقة.
تطور المراكز العلمية
هناك أكثر من 2500 مركزعلمي في 90 دولة على مستوى العالم تستقبل ما يقارب الـ 310 مليون زائر سنوياً. تفتتح مراكز علمية جديدة بشكل سريع مقارنة بالمواقع التعليمية و التراثية . و من اكثر المناطق نمو في المراكز العلمية الصين و جنوب شرق اسيا و شرق اوروبا و روسيا و الشرق الأوسط و افريقيا.
نظمت المراكز العلمية شبكات إقليمية على مستوى العالم منها ، ‏ECSITE تظم المراكز العلمية من منطقة أوروبا ، ASPAC لمنطقة اسيا و الباسيفيك ، RedPOP لمنطقة امريكا اللاتينية ، NAMES لمنطقة شمال أفريقيا و الشرق الاوسط ، SAASTEC لمنطقة جنوب أفريقيا ، NCSM للهند. كما إن هناك شبكة عالمية تعرف باسم ASTC . و الشبكة الإقليمية المناسبة للبحرين هي NAMES و التي تضم 70 عضواً و مراكز علمية من تونس و مصر و سوريا و لبنان و عمان و الإمارات العربية المتحدة و البحرين و الكويت و قطر و المملكة العربية السعودية.
موقع المركز
يقع المركز العلمي عند تقاطع رئيس بين شارعين سريعين هما شارع الشيخ عيسى بن سلمان و شارع سلماباد ، و هو موقع مميز فيمكن رؤية المركز من الشارع الرئيس فهو بذلك ظاهر للعيان و يسهل الوصول إليه.
يسهم المركز في برامج التنمية الاجتماعية التي تقدمها الوزارة و بذلك ينمي و يقوي الثقافة العلمية و التكنولوجية في المملكة عن طريق ربط الشباب و عائلاتهم في برامج و فعاليات من شأنها أن تزيد من اهتمامهم بالعلوم و التكنولوجيا و الهندسة.
ويتناول المركز من خلال عروضه عدة محاور في مجال العلوم الطبيعية و الفيزيائية، فالقاعات تغطي مواضيع مثل الاكتشافات الأولى و صحة الأطفال و اختبارات الذكاء كما تتعرض للكرة الأرضية و ما يحدث فيها من تغيرات و فهم طبيعتها، هذا و سينظم لهذه العروض عروض الطاقة و التي تركز على الطاقة المتجددة‏ . بالإضافة للعروض هناك ثلاثة مختبرات واحد لعلوم الحياة و الآخر للجيولوجيا و الأخير لعلم الفلك.
يهتم المركز العلمي لمملكة البحرين بنشر الثقافة العلمية و التكنولوجية بين شباب المجتمع، وتوفير فرصة للتعليم الإستنتاجي او البناء في فترة ما بعد الساعات الدراسية، وتوفير وجهة جديدة للتعليم الترفيهي العائلي، وترويج الهوايات و النشاطات المسلية العلمية و التكنولوجية.
يستهدف المركز طلبة المدارسن و العائلات، من مواطنين ومقيمين و زوار المملكة ممن تزيد أعمارهم عن 3 سنوات فما فوق.
ويقدم المركز مجموعة من العروض التفاعلية يبلغ عدد أجهزتها الإجمالي 50 جهازا تم تجهيزها من قبل شركة هوتنجر الالمانية و هي إحدى الشركات الرائدة في هذا المجال.