عواصم - (وكالات): أعلن معارضون سوريون مقتل 133 شخصاً برصاص قوات الأمن والجيش خلال عمليات قصف وإطلاق نار وسط مظاهرات خرجت بالعديد من مناطق البلاد في جمعة حملت اسم “داريا أخوّة العنب والدم” تطالب بتحقيق العدالة في قضية مقتل المئات بالبلدة الواقعة بريف دمشق، في حين أعلنت السلطات عن تفجيرات ضربت أحياء بالعاصمة.
وقالت لجان التنسيق المحلية في سوريا إن عدد القتلى بلغ 133 قتيلاً، بينهم 70 مدنياً في غارات عنيفة شنها جيش النظام على بلدة حارم على الحدود مع تركيا. \
وأشارت اللجان أيضاً إلى تعرض أحياء في دوما بريف دمشق لإطلاق نار كثيف من رشاشات وأسلحة ثقيلة من قبل القوات الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد، إلى جانب إطلاق نار كثيف من حواجز الجيش في محيط كناكر بريف دمشق أيضاً.
أما في العاصمة، فأشارت اللجان إلى انتشار لقوات الأمن ومليشيات “الشبيحة” في منطقة “نهر عيشة” التي شهدت حملة اعتقالات عشوائية، بينما وقعت اشتباكات عنيفة بين قوات “الجيش الحر” والقوات الحكومية في الحي الجنوبي بدرعا، في حين استمر القصف العنيف على أحياء حمص القديمة. أما وكالة الأنباء السورية، فذكرت أن من وصفتها بـ«المجموعات الإرهابية” أقدمت على تفجير عبوتين ناسفتين قرب حديقة الزاهرة بالعاصمة دمشق، وأشارت معلومات أولية إلى وقوع عدد من الإصابات بين المواطنين، وفقاً للوكالة. وأفادت تقارير إعلامية حكومية بأن قوات الجيش “واصلت ملاحقة المجموعات الإرهابية المسلحة في عدد من المناطق وتمكنت من القضاء على عدد من الإرهابيين وصادرت كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر” على حد تعبيرها، مشيرة إلى عمليات مماثلة في دير الزور وحماة. وتشير تقارير إلى أن الطائرات الحربية السورية تكثف غاراتها الجوية على ضواح بالعاصمة دمشق مما أدى إلى قفزة كبيرة في مستويات الدمار وأعداد القتلى في الانتفاضة المستمرة منذ 19 شهراً. في الوقت ذاته، حقق المقاتلون المعارضون مكسباً ميدانياً في مدينة سراقب شمال غرب البلاد، يضاف إلى سلسلة مكاسب حققوها في الفترة الماضية في شمال سوريا. فقد أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أن القوات النظامية انسحبت من الحاجز الأخير الذي كانت تتواجد فيه في محيط سراقب الواقعة خارج سيطرتها، وأن نحو 25 كيلومتراً في محيط المدينة بات الآن خاليا من أي وجود لقوات النظام. ويكتسب هذا التطور الميداني أهمية لوقوع سراقب على تقاطع طريقين رئيسيين لإمدادات القوات النظامية إلى شمال البلاد، لا سيما كبرى مدنه حلب حيث تدور معارك يومية منذ أكثر من 3 أشهر. من جهة أخرى، قتلت قائدة وحدة كردية مسلحة في مدينة حلب شمال سوريا بعد أسبوع على احتجازها على ايدي مقاتلين معارضين، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال المرصد في بيان “قتلت شاهة علي عبدو المعروفة باسم نوجين ديريك، قائدة إحدى وحدات حماية الشعب الكردي التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي، وذلك بعد أسبوع على أسرها من قبل مجموعة مقاتلة معارضة”. وحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي معارض للنظام السوري، إلا أنه يتخذ موقف الحياد في المعارك الجارية في حلب. وفي تركيا التي تستضيف نحو 110 آلاف لاجئين سوريين، قتل طفل يبلغ الخامسة من العمر جراء حريق لم تعرف أسبابه اندلع في مخيم يايلاداغ للاجئين السوريين في محافظة هاتاي.
من جهة أخرى، عبرت المفوضية العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة عن أسفها لإعدام جنود في الجيش السوري من قبل معارضين مسلحين كما ظهر في شريط فيديو بثه ناشطون، معتبرة أنها “جريمة حرب على الأرجح”. وبث ناشطون شريطاً مصوراً على موقع يوتيوب الإلكتروني يظهر عدداً من المقاتلين المعارضين متحلقين حول نحو 10 جنود نظاميين مستلقين على الأرض جنباً إلى جنب بعد أسرهم على حاجز. وحض المجلس الوطني السوري مقاتلي المعارضة على “محاسبة” كل من ينتهك حقوق الإنسان. سياسياً، رفض المجلس الوطني السوري قيام أي إطار بديل منه بعد تلميح أمريكي إلى ذلك، في وقت حققت فيه المعارضة المسلحة مكسباً على الأرض شمال غرب البلاد مع انسحاب القوات النظامية من محيط مدينة استراتيجية على تقاطع طرق إمداد.
فقبل يومين من اجتماع موسع ومهم يعقده في الدوحة، أبدى المجلس “جديته في الحوار مع كل أطياف المعارضة بشأن المرحلة الانتقالية وتشكيل سلطة تعبر عن كامل الطيف الوطني”، مؤكداً أن أي اجتماع في هذا الشأن “لن يكون بديلاً عن المجلس أو نقيضاً له”. وانتقد المجلس تصريحات لوزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون لمحت فيها إلى تشكيل إطار أكثر شمولاً للمعارضة، قائلاً إن “أي حديث عن تجاوز المجلس الوطني أو تكوين أطر أخرى بديلة هو محاولة لإيذاء الثورة السورية وزرع بذور الفرقة والاختلاف”. وتزامنت تصريحات المسؤولة الأمريكية مع تكرار الحديث عن طرح لتأليف حكومة سورية في المنفى يتولى رئاستها المعارض المعروف رياض سيف. لكن أعضاء في المجلس قالوا إنهم يقابلون هذا الطرح بتساؤلات حول دوره وأهدافه، متخوفين من أن يؤدي في نهاية المطاف إلى التفاوض مع نظام الرئيس بشار الأسد. في المقابل، انتقدت روسيا دعوة كلينتون لتشكيل معارضة سورية موسعة، متهمة واشنطن بتشجيع المعارضين على متابعة معركتهم لإطاحة نظام الرئيس بشار الأسد.