كتب – مازن أنور:
يعتبر المدرب الأرجنتيني غابريل كالديرون هو أول أرجنتيني يقود منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم ولكنه ليس الأول من المنطقة اللاتينية إذ سبق للكرة البحرينية أن استعانت بمدربين برازيليين وأبرزهم المدرب سباستياو الذي قاد لأربعة أعوام من 1981 ولغاية 1984 وعاد ذات المدرب سباستياو ليقود الأحمر في عام 1992 وبعدها حضر لتدريب المنتخب البحريني البرازيلي قيدوس في عام 1998.
ويعتبر المدرب الأرجنتيني كالديرون من المدربين الذين يمتلكون فكراً لاتينياً ممزوجاً بفكر أوروبي كونه لعب ودرب في أمريكا اللاتينية وتحديداً في بلاده الأرجنتين وعمل كذلك في قارة أوروبا وتحديداً في كل من فرنسا وسويسرا.
ولن يكون تواجد كالديرون غريباً على المنتخب البحريني وحتى العكس فلن يكون المنتخب البحريني غريباً على كالديرون فالأخير سبق له تدريب المنتخبين السعودي والعماني وكذلك درب أندية خليجية وهي الاتحاد والهلال السعوديين وكذلك فريق بني ياس الإماراتي.
الشارع الرياضي مُنقسم إلى مؤيد ومحايد ومعارض للاختيار الذي وصلت إليه لجنة اختيار المدرب والتي تم تشكيلها من عدة شخصيات رياضية، ولكن نسبة الفئة المؤيدة تعتبر كبيرة وأكبر من المحايدين والمعارضين، ومع ذلك فإن الحكم على المدرب من خلال سيرته الذاتية ونتائجه مع المنتخبات والأندية الخليجية قد لا يكون منصفاً البتة ولا يتناسب مع الوضع الذي سيعيشه مع الكرة البحرينية.
ثمة صعوبات كثيرة سيواجهها غابريل كالديرون وأعتقد بأنه أخطر بها من قبل الاتحاد البحريني لكرة القدم ولعل في مقدمتها الفترة القصيرة التي سيحظى بها قبيل أهم المشاركات والمتمثلة في كأس الخليج 21 في يناير القادم والتي ستقام على القواعد، كما إن الأمر الثاني متمثل في اعتماده على قائمة جاهزة بأسماء اللاعبين سيقوم بتقييمهم ميدانياً عبر مباريات قليلة، ويُتوقع أن يكون أكبر عمله منصب على أشرطة الفيديو التي سيستعين بها من أجل الوقوف على مستويات عدد من اللاعبين، وهنا سيكون دور المدرب المساعد الوطني جباراً وكبيراً والذي سيُسهل المهمة أمامه للوصول إلى اللاعبين، علاوة على ذلك فإن مقومات ممارسة كرة القدم قد تعيق عمل كالديرون وأبرزها غياب الملاعب وقلة المباريات الودية وسير الدوري والمشاركات الخارجية للأندية المحلية وهي المحرق والبسيتين والحالة والحد.
كل هذه الظروف تتطلب من الاتحاد البحريني لكرة القدم وبالتعاون والتنسيق مع المدرب الجديد كالديرون وضع خطة واضحة المعالم عنوانها “من أجل الأحمر” يتم خلالها تقييم الوضع الحال وإمكانية الإبقاء على تسيير الدوري من عدمه في الفترة المقبلة.
وبالعودة إلى فكر كالديرون فإنه يجمع بين التطبيق النظري والعملي، حيث إنه محاضر في المقام الأول وكذلك مدرب في المقام الثاني وبالتالي فإنه سيخدم المنتخب من جانبين، كما إنه يتميز ببعض الخواص وأبرزها تأكيده على موضوع الالتزام وإمكانية منحه الفرصة للاعبين الصاعدين إذا ما أثبتوا جدارتهم، وبالتالي فإنه قد يخلق نوعاً من التغيير في أداء المنتخب خلال الفترة القصيرة وذلك ما يتطلب تعاون اللاعبين لتغيير الفكر الذي رسمه تايلور مع الأحمر في الشهر القليلة الماضية والتي غيبت هوية الأحمر تماماً.
عموماً فان الاستعانة واختيار غابرييل كالديرون لتدريب الأحمر في الفترة القادمة سيكون اختباراً جديداً للمدرب واتحاد الكرة والمنتخب، كون هذا المدرب يمتلك فكراً جديداً يختلف عن المدربين الذين أشرفوا على تدريب الأحمر في السنوات الأخيرة وهم من القارة الأوروبية يتمثلون في التشيكي ميلان ماتشالا والنمساوي جوزيف هيكسبيرغر وأخيراً الإنجليزي بيتر تايلور.