كتب - محمد خليفات:
تراجعت أسعار الإيجارات السكنية في المملكة بنسبة تتراوح بين 20-40% مقارنة مع بداية 2012، لتستحوذ محافظة «العاصمة» على نصيب الأسد بأكثر من 40% تلتها المحافظة الشمالية، نتيجة للمسيرات التي تحول دون الاستئجار في تلك المناطق.
وأكد عقاريون في تصريحات لـ»الوطن»، أن هناك بعض المناطق تشهد حركة إقبال جيدة كالمحافظة الجنوبية، التي تتسم بالامن والاستقرار، مؤكدين أن تراجع الإيجارات السكنية بدأ بشكل تدريجي منذ أحداث فبراير 2011.
وبيَّنوا أن المسيرات التي تقيمها المعارضة بشكل شبه يومي، تحول دون توجه المستأجرين إلى المناطق التي تشهد أحداثاً مستمرة، ما أدى إلى تراجع الإيجارات بنسبة 40%، في وقت يتوقَّن ان تتراجع بنسبة 20% حتى مطلع 2013.
وأكد رئيس جمعية العقاريين البحرينية، ناصر الأهلي تراجع أسعار إيجارات الشقق السكنية في المملكة بنسب تتراوح بين 20-40%، بحسب المناطق، عازياً ذلك لتشبع السوق من الشقق الإسكانية.
وأشار الأهلي، إلى أن هذا الانخفاض جاء نتيجة للتراكم خلال الأعوام الـ3 السابقة السابقة، بسبب الأزمة المالية العالمية بالإضافة إلى الأحداث التي شهدتها البحرين مطلع العام الماضي.
وأضاف الأهلي: «شهدت مناطق الرفاع ومدينة عيسى وبعض مناطق المحافظة الوسطى انخفاضاً بنسبة 20% ... هذه المناطق لم تشهد نزولاً كبيراً نتيجة لوجود طلب عليها».
وأكد الأهلي أن محافظة العاصمة، حظيت بالنصيب الأكبر من التراجعات، نتجية لوجودها في قلب المسيرات حيث تراجعت إيجاراتها بنسبة تتجاوز الـ40%، كالجفير، الفاتح والسيف وغيرها، مؤكداً ان معروض الشقق في تلك المناطق يقوق درجة الطلب بشكل كبير.
وفي بعض مناطق العاصمة، كرأس رمان والحورة فإن أسعارها تراجعت بما بين 20- 30%، حيث إن تلك المناطق تعتبر من المناطق المُضَّلة لذوي الدخل المحدود، لكن الأوضاع التي تشهدها تلك المناطق تؤدي لتردد البعض.
من جهة اخرى، توقَّع الأهلي أن تنخفض أسعار الإيجارات السكنية مع مطلع العام المقبل بنسب تتراوح بين 10-20%، عازياً ذلك للمشروعات الإسكانية المتظرة، بالإضافة للتشبع الحاصل بالسوق من الشقق السكنية.
وفيما يتعلق بالبنايات القائمة في محافظات البحرين، أكد الأهلي أن العاصمة تحتوي على ما بين 700-800 شقة سكنية فارغة، فيما يوجد أكثر من 600 شقة سكنية فارغة في المحافظة الشمالية، ليصبح إجمالي الشقق الفارغة في المحافظتين نحو 1400 شقة.
وتابع الأهلي: «يوجد حوالي 400 شقة سكنية فارغة في محافظة المحرق بينما تحتوي المحافظة الوسطى على كمية أقل من الشقق الفارغة تصل إلى 200 شقة»، عازياً ذلك إلى أنها تشهد إقبالاً لا بأس به مقارنةً بمثيلاتها من مناطق المملكة.
من ناحيته، أكد الخبير العقاري، صالح فقيهي تراجع أسعار إيجارات الشقق السكنية في المملكة منذ عام 2011 بنسبة تتراوح بين 10-20%، موضحاً في الوقت ذاته ان تلك المُعدَّلات تختلف من محافظة إلى أخرى.
وبيَّن فقيهي أن «محافظة العاصمة» هي التي تأثرت بشكل كبير جراء الاحداث المستمرة التي تشهدها بعض مناطقها بالإضافة إلى المسيرات التي تنظمها المعارضة، حيث أن أسعار إيجاراتها تراجعت بنسب تتراوح بين 10% وتتجاوز في بعضها 20%.
وعزا فقيهي تراجع أسعار الإيجارات إلى نزوح الأجانب من تلك المناطق، بالإضافة لعدم وجود تكافؤ بين العرض والطلب حيث تتوافر كميات كبيرة من الشقق الإسكانية غير المأهولة، وبالتالي فإن مُلاك البنايات يضطرون لتخفيض أسعار الإيجارات.
ورجَّح فقيهي بقاء أسعار الإيجارات السكنية بنهاية العام الجاري على حالها دون أن تغيير يُذكر، مستبعداً في الوقت ذاته أن تؤثر المشروعات الإسكانية على الأسعار، موضحاً أن حركة تنقل الأجانب والأوضاع السياسية بالإضافة إلى والمؤتمرات التي تنظمها الشركات والمصانع هي التي تؤثر على تغير الأسعار.
من جانبه، أكد الخبير العقاري، جمال الأحمد تراجع أسعار إيجارات الشقق السكنية في المملكة، لافتاً إلى أن تلك النسب تختلف على حسب نوعية البناء والخصائص المتوافرة به، مشيراً إلى أن «محافظة المحرق» شهدت تراجعاً في الإيجارات بلغت نسبته 15%.
ونوَّه الاحمد بأن «محافظة العاصمة» شهدت هي الأخرى انخفاضاً يتراوح بين 10-20% في أسعار الإيجارات، عازياً ذلك للمشاكل التي تشهدها بعض الأحياء.
وأشار الأحمد، إلى أن العديد من البنايات شبه فارغة نتيجة للأوضاع التي تشهدها تلك المناطق، متوقعاً أن تشهد أسعار الشقق السكنية الأراضي والفلل تراجعاً بحلول نهاية العام الحالي ومطلع 2013.