عواصم - (وكالات): كثف المقاتلون المعارضون لنظام الرئيس السوري بشار الأسد هجماتهم على مواقع عسكرية مسجلين بعض النقاط خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، وذلك عشية اجتماع مهم للمعارضة السورية في الدوحة يهدف إلى توحيد صفوفها وإيجاد هيكلية واضحة وتركيبة موسعة لمكوناتها المختلفة. وبعد الإدانة الدولية لشريط الفيديو الذي نشر قبل يومين على موقع «يوتيوب» الإلكتروني وأظهر مقاتلين معارضين وهم يطلقون النار على جنود أسرى، نشر المرصد السوري لحقوق الإنسان شريطين جديدين يظهر فيهما عناصر موالون للنظام وهم يقطعون آذان مقاتلين معارضين ويقومون بتصفية مسلحين جرحى بإطلاق النار عليهم. ميدانياً، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان «سيطرة مقاتلين من عدة كتائب مقاتلة على كتيبة الدفاع الجوي في منطقة الدويلة في بلدة سلقين في ريف إدلب شمال غرب البلاد بعد اشتباكات عنيفة». ونفذت مجموعة من الكتائب المقاتلة المعارضة هجوماً على مطار تفتناز العسكري في محافظة إدلب. وقال المرصد إن الاشتباكات مستمرة في محيط المطار. وفي محافظة حلب، وقعت اشتباكات في محيط مطار النيرب العسكري، بحسب المرصد. كما شهدت بعض أحياء مدينة حلب حيث تدور معارك ضارية منذ أكثر من 3 أشهر، قصفاً واشتباكات.
وقال الخبير في الشؤون السورية والأستاذ في جامعة ادنبره توما بييريه إن «التقدم الذي يحرزه المقاتلون المعارضون في الشمال يبدو حاسماً وغير قابل للعودة عنه». وأضاف «منذ السيطرة على مدينة معرة النعمان الاستراتيجية في إدلب قبل 3 أسابيع، تستمر قوات النظام بالتراجع ويركز قواته الموجودة في المنطقة للدفاع عن مدينة حلب» التي تشهد معارك ضارية منذ أكثر من ثلاثة أشهر.
وقتل في أعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا أمس 116 شخصاً، بحسب المرصد السوري.
وفي الدوحة، يعقد اليوم اجتماع مصيري للمعارضة السورية الموسعة في محاولة لإيجاد هيكلية جديدة يمكن أن توحد أطياف المعارضة المشتتة.
وفي خطوة تحضيرية لهذا الاجتماع، التقت 25 شخصية سورية من المعارضين البارزين في عمان وأعلنت مبادرة لإيجاد «جسم سياسي جديد» يمثل كل فئات المعارضة. ويأتي هذا الإعلان بعد تصريحات أمريكية حضت على تشكيل إطار أكثر شمولاً للمعارضة السورية وبالتزامن مع تقارير عن احتمال تشكيل حكومة سورية في المنفى برئاسة المعارض البارز رياض سيف. وشارك سيف في الاجتماع الذي عقد الخميس الماضي بدعوة من رئيس الوزراء السوري المنشق رياض حجاب وحضوره. وقال محمد العطري، المتحدث باسم رياض حجاب، إن «النائب السابق رياض سيــــف سيعــــلن خـــلال اجتمــاع الدوحة عن المبادرة الوطنيــة السورية».
وأوضح أن المبادرة «عبارة عن إنشاء جسم سياسي جديد للمعارضة السورية يكون ممثلاً لجميع شرائح المعارضة ويتكون من المجلس الوطني والمجلس الوطني الكردي والمجالس المحلية والمجالس الثورية في الداخل والشخصيات السياسية التاريخية وهيئة علماء المسلمين ورابطة علماء المسلمين».
وأصدر اجتماع عمان بياناً أكد فيه أن «رحيل الأسد وعصابته عن السلطة هو شرط مسبق لا تنازل عنه قبل الدخول في أي حوار يهدف إلى إيجاد حل غير عسكري، هذا إذا كان ذلك ممكناً».
وفي حرب أشرطة الفيديو بين فريقي المعارضة والنظام، نشر شريط مصور على شبكة الإنترنت يظهر عناصر موالين للنظام وهم يقطعون آذان مقاتلين معارضين متباهين بعملهم، بينما أظهر شريط آخر عناصر يطلقون النار على 5 مسلحين ويسمونهم بأبشع النعوت. وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن الشريطين التقطا في ريف اللاذقية في يوليو الماضي، وفي وادي اليرموك في محافظة درعا. على صعيد آخر، قدمت إسرائيل شكوى إلى مراقبي الأمم المتحدة على الحدود بينها وبين سوريا بسبب دخول 3 دبابات سورية المنطقة المنزوعة السلاح في مرتفعات الجولان، بحسب ما أفادت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي.
من جهته، قال المعارض السوري رياض سيف إن المعارضة السورية المفتتة ستحاول من جديد صياغة سياسة مشتركة وكسب الاحترام الدولي والحصول على أسلحة والأهم من ذلك الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد.
وأضاف أن هناك حاجة ماسة لإيجاد بديل للنظام.
ولفت إلى أن ما يتحدث عنه هو فترة مؤقتة تبدأ بتشكيل قيادة سياسية للمعارضة إلى أن تجتمع في دمشق جمعية وطنية تمثل كل السوريين بمجرد سقوط الأسد.
وخلافاً للمحاولات السابقة التي فشلت في صياغة قيادة موحدة للمعارضة قال سيف إن اجتماع الدوحة سيكون أكثر شمولاً. وقال سيف إن هناك 10 ملايين سوري يحتاجون كل شيء من الإسكان إلى الأمن إلى الخدمات العامة.
من ناحية أخرى، أوقفت أجهزة الأمن السورية الكاتب السوري ضاهر عيطة في دمشق، بحسب ما أفاد أصدقاء له.