أدرجت «مبادرة بيرل»، وهي منظمة غير ربحية، تهدف إلى تعزيز الحوكمة الرشيدة في العالم العربي، شركة ألمنيوم البحرين «ألبا»، بقائمتها للممارسات الجيدة داخل شركات، ضمن قائمة 8 شركات أدرجتها المبادرة.
واتخذت «بيرل»، أمس أولى خطواتها في تقديم رؤية عملية للشركات والحكومات في جميع أنحاء دول مجلس التعاون الخليجي، إلى جانب منطقة الشرق الأوسط.
ونتيجة لعدم وجود بحوث ذات رؤى مستقبلية حول كيفية تسيير الأعمال في المنطقة، تُطلق «مبادرة بيرل» التقرير السنوي الأول حول الممارسات الجيدة للشركات، إذ يسلط التقرير الضوء على أهمية تطبيق السياسات المتعلقة بالنزاهة فضلاً عن أهمية الجهود الرامية إلى إعداد التقارير المتكاملة.
ويُثبت أن الممارسات الجيدة المتصلة بالمساءلة والشفافية تستطيع تحقيق قيمة مضافة مباشرة على الأمد الطويل. كما يُشكل فرصة لتبادل الخبرات وعوامل النجاح والدروس العملية المستفادة من الشركات الإقليمية التي تتخذ مكانها في طليعة الشركات التي تتبنى الممارسات الجيدة.
وقام فريق من طلاب الماجستير في إدارة الأعمال في الجامعة الأمريكية بالشارقة، وكلية كامبريدج جدج لإدارة الأعمال، المملكة المتحدة، بإعداد بحوث مكتيبة مكثفة وتطوير مواضيع مفاهيمية فضلاً عن إجراء مقابلات وجهاً لوجه وعبر الهاتف مع العديد من المديرين التنفيذيين المدرجة أسماءهم ضمن قائمة طويلة من الشركات التي تتبنى الممارسات الجيدة.
وتوصلت الجهود، إلى إدراج 8 حالات دراسة عن الممارسات الجيدة داخل شركات من مختلف أنحاء دول مجلس التعاون بما في ذلك شركة أبراج كابيتال، شركة أجيليتي، شركة ألمنيوم البحرين «ألبا»، أرامكس، جلفتينر، بنك أبوظبي الوطني، صافولا وشركة التطوير والإستثمار السياحي.
وساهمت دراسات الحالة حول الممارسات الجيدة في توضيح الجهود التي تبذلها مجموعة من الشركات التي تعمل بجدية لتكريس هذه الثقافة، ما أكد أهمية تبادل خبراتها مع نطاق أوسع من مجتمع الأعمال. وتُعتبر دراسات الحالة المرفقة في هذا التقرير الخطوة الأولى نحو بناء قاعدة معرفية شاملة حول الممارسات الجيدة المُطبقة في المنطقة.
وأشار البحث إلى عدد من عوامل النجاح التي قد تكون محط أنظار العديد من الشركات الأخرى لتبنيها. وفيما يتعلق بتطبيق السياسات المتعلقة بالنزاهة، تشمل المواضيع المشتركة: القيادة الحكيمة، وجهات نظر أصحاب المصلحة، السياق المحلي والثقافي وكيفية الوصول.
وفيما يختص بإعداد التقارير المتكاملة، يُعتبر فهم أولويات مجموعات أصحاب المصلحة وزيادة كمية ونوعية البيانات المالية وغير المالية بالإضافة إلى المصداقية من ضروريات ضمان تطبيق سياسات النزاهة.
وفي إطار تعليقها على إطلاق التقرير، قالت المدير التنفيذي لمبادرة «بيرل»، إيميلدا دانلوب: «اتحنا التقرير للجميع، ليكون بإستطاعة كل من القطاعين العام والخاص الإستفادة من هذا التقرير الأول من نوعه في دول مجلس التعاون.
وأضافت «قمنا بإعداد تقرير مستقل من شأنه أن يؤثر على تفكير وسلوك مجتمع الأعمال في جميع أنحاء دول مجلس التعاون .. جاء هذا التقرير كرد على غياب البيانات ذات المصداقية والمتعلقة بأفضل الممارسات في الشركات الخليجية».
وتابعت: «تسعى المبادرة إلى تحفيز العمل المشترك بين القطاعين العام والخاص من أجل خلق بيئة تتوفر فيها الحوافز الحقيقية الهادفة إلى رفع مستوى ممارسات الأعمال».
وقالت «نعتقد أنَ تطبيق معايير أفضل من المساءلة والشفافية قد يساهم في رفع مستوى الإبداع داخل المؤسسة، وتحسين مكانة الشركات داخل مجتمع الأعمال فضلاً عن تمركزها في المواقع الأكثر جذباً للإستثمار».
إلى ذلك، قال الشريك المؤسس لمبادرة «بيرل»، بدر جعفر: «كي تتمكن المبادرة من إحداث فارق ملموس للشركات العامة والخاصة العاملة في مختلف أنحاء البحرين لا بد من إظهار الفوائد التي يحظى بها قطاع الأعمال جراء إعداد التقارير المتكاملة وتطبيق السياسات المتعلقة بالنزاهة فضلاً عن تطبيق أعلى معايير المساءلة والشفافية».
وأضاف جعفر «كانت معظم الشركات التي تمت دراستها بشكل مستقل والتي تم إدراجها ضمن هذا التقرير من الشركات الرائدة في مجالها ضمن الأسواق الخاصة بها وفي المنطقة».
ويناقش التقرير في موضوعه الأول تحت عنوان: «تطبيق السياسات المتعلقة بالنزاهة» سبل تطبيق وترسيخ الأخلاقيات والسياسات المتعلقة بالنزاهة ودمجها في مجالات ممارسات الأعمال الأخلاقية، ومكافحة الفساد، وحقوق الإنسان، وسلسلة التوريد والاستثمار المسؤول.
ويوضح التقرير في موضوعه الثاني تحت عنوان «التقارير المتكاملة» التحول نحو جلب التمويل، وتحقيق الإستدامة والحوكمة، وجميعها في وثيقة واحدة من أجل تحقيق أكبر فائدة ممكنة من التقرير. من جانب آخر، قالت سارة بهمن، أحد المؤلفين المشاركين في إعداد التقرير والحاصلة على ماجستير في إدارة الأعمال من الجامعة الأمركية بالشارقة: «تسعى معظم الشركات إلى بناء سمعتها استناداً إلى مبدأ الثقة والنزاهة، لكن ما لم تدعمها بالعمل، تصبح هذه المقولة مجرد كلمات .. وفي ظل بيئة تجارية تتسارع فيها المنافسة، أصبحت التوقعات أعلى من الشركات، كما أصبحت حالة قطاع الأعمال واضحة. وستؤدي زيادة النزاهة ومواءمتها مع استراتيجيات وأهداف العمل إلى رفع مستوى أداء الشركات.»
بدوره، أكد رئيس الجامعة الأمريكية في الشارقة، د. بيتر هيث: «من الضروري للغاية أن نطوًر المزيد من البحوث التحليلية ونكون فكرة عن ممارسات الشركات في دول مجلس التعاون .. يؤكد هذا العمل القيمة المضافة نتيجة للتعاون بين الجامعة والقطاع الخاص، وتعتبر مشاركة الطلاب في إعداد البحوث خطوة هامة قد يٌستفاد منها في تنمية مهاراتهم».
يذكر أن «مبادرة بيرل» منظمة غير هادفة للربح يقودها القطاع الخاص، تأسست بالتعاون مع مكتب الأمم المتحدة للشراكات، وتهدف إلى تعزيز الحوكمة الرشيدة والشفافية وممارسات الأعمال في العالم العربي.
وتقدم «بيرل» لشركائها مجموعة من البرامج المتحورة حول مجالات عدة منها مكافحة الفساد، تقديم التقارير المتكاملة، حوكمة الشركات والممارسات التجارية المسؤولة.