عواصم - (وكالات): استولى مقاتلون معارضون للنظام السوري أمس على حقل نفطي شرق البلاد، كما قاموا بإسقاط طائرة حربية في دير الزور، فيما تتجه الأنظار إلى المجلس الوطني السوري المعارض الذي بدأ اجتماعاً مهماً في الدوحة في محاولة لإعادة هيكلة صفوفه وتوسيعها.
وعلى الأرض، استولى مقاتلون معارضون على حقل نفطي في محافظة دير الزور بعد اشتباكات عنيفة مع القوات النظامية استغرقت ساعات. وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى معلومات عن مقتل وجرح وأسر 40 عنصراً من الجيش النظامي المكلف حراسة الحقل. وقال إن مقاتلين من “لواء جعفر الطيار التابع للمجلس الثوري” نفذوا العملية بعد حصار استمر أياماً عدة. ويعتبر حقل الورد من أهم الحقول النفطية في دير الزور الحدودية مع العراق والتي تضم أهم حقول إنتاج النفط الخام والغاز الطبيعي في سوريا. إلى ذلك، تعرضت مناطق عدة في ريف دمشق وريف حلب وإدلب لغارات من الطيران الحربي والمروحي السوري، بحسب المرصد الذي أشار إلى إسقاط طائرة حربية في دير الزور، وتزامنت هذه الأحداث مع انفجار في دمشق.
وقتل في أعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا أمس 96 شخصاً، بحسب المرصد. وقال المرصد في بيانات متلاحقة إن الطيران الحربي نفذ غارات على مناطق في الغوطة الشرقية في ريف دمشق، وعلى مدينة الباب في ريف حلب قتل فيها رجال وامرأة، وعلى مدينة معرة النعمان وقرى في منطقة جسر الشغور وجبل الزاوية في محافظة إدلب قتل فيها 6 مدنيين.
وكانت اشتباكات عنيفة وقعت بين مقاتلين معارضين وعناصر من الأمن قرب فرع الأمن السياسي في ساحة الميسات وسط دمشق.
ووقع انفجار قرب فندق “داما روز” ومرآب اتحاد نقابات العمال في وسط دمشق أسفر عن إصابة 11 شخصاً بجروح، بحسب وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” التي اتهمت “إرهابيين” بالعملية. وتوجد في المنطقة التي وقع فيها الانفجار مراكز أمنية عدة بينها مقر هيئة الأركان.
من جهة ثانية، أفاد المرصد عن العثور على 6 جثث لأشخاص من مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين قرب منطقة حوش بلاس التابعة لحي القدم جنوب دمشق. وفي مدينة درعا، تعرض حيا طريق السد ومخيم النازحين للقصف من القوات النظامية السورية. وشن مقاتلون معارضون هجمات على حواجز عسكرية عدة في قرى عامود واليعقوبية وزرزور والجديدة في ريف جسر الشغور في إدلب ترافقت مع قصف واشتباكات. وفي محافظة دير الزور، قتل مقاتلان معارضان في مدينة الميادين أحدهما جراء القصف على المدينة والآخر خلال اشتباكات مع القوات النظامية في محيط كتيبة المدفعية عند أطراف المدينة.
ونقل المرصد عن ناشطين وشهود أن المقاتلين أسقطوا طائرة حربية كانت تشارك في قصف محيط كتيبة المدفعية، وأن الطائرة تحطمت قرب بلدة بقرص، مشيراً إلى معلومات أولية عن أسر الطيار.
من جهة أخرى، قتل مسلحون معارضون الممثل السوري محمد رافع متهمين إياه بإعطاء النظام معلومات عن المتظاهرين والناشطين ضده. وفي الدوحة، بدأ المجلس الوطني السوري اجتماعات مصيرية تستمر 4 أيام وتهدف إلى تعزيز قاعدته التمثيلية في ظل أزمة ثقة مع الولايات المتحدة الساعية إلى قيام حكومة سورية في المنفى. ويفترض أن يعدل المجلس الذي كان يعد حتى الآن الكيان الرئيسي في المعارضة السورية الساعية إلى إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، نظامه الداخلي لزيادة عدد أعضائه إلى 400 وانتخاب هيئة عامة جديدة.
وقال رئيس المجلس عبدالباسط سيدا في كلمة افتتاحية وزعت على الصحافيين إن اجتماع الخميس المقبل هو “لقاء تشاوري بين المجلس الوطني السوري والقوى الميدانية في الداخل والأطراف الأساسية في المعارضة السورية بهدف التباحث حول توحيد الرؤى والمواقف وحتى تشكيل هيئة مسؤولة تمثل كل السوريين تكون بمثابة سلطة تنفيذية”. وشدد على أن “المجلس الوطني السوري هو الركن الأساس والضامن الذي لا يمكن الاستغناء عنه في مرحلة ما قبل سقوط النظام”.
من جانبه، أوضح الرئيس السابق للمجلس الوطني السوري برهان غليون أن مبادرة قيام كيان معارض موسع في اجتماع الخميس المقبل هي مبادرة “أمريكية”، وهي تحت مسمى “هيئة المبادرة الوطنية السورية”. وذكر أن هدف الاجتماع هو “جمع كل المعارضة السورية للتفاهم حول أجندة وطنية وتبني وثائق المعارضة المتفق عليها والخروج بهيئة تجمع كل أطراف المعارضة”.
إلا أن الأنظار تتجه إلى يوم الخميس الذي سيجتمع فيه المجلس الوطني مع هيئات وشخصيات معارضة للبحث في إنشاء حكومة في المنفى. وبعد أن تناقلت تقارير اسم المعارض البارز رياض سيف لرئاسة هذه الحكومة، نفى سيف ذلك، وقال إن المعارضة السورية تستعد لإنتاج “قيادة سياسية” جديدة خلال اجتماعها الموسع الخميس المقبل، لكنه لن يكون مرشحاً لرئاسة حكومة منفى “بأي شكل من الأشكال”. دبلوماسياً، يصل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى الأردن لإجراء محادثات حول الأزمة السورية، كما يفترض أن يلتقي نظراءه الخليجيين منتصف نوفمبر الجاري.
من جانبه، أعلن رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي بني غانتز أن النزاع الداخلي في سوريا قد يصبح شأناً إسرائيلياً. ونقل موقع الجيش الإسرائيلي عن غانتز قوله “هذا شأن سوري ولكنه قد يتحول إلى شأن خاص بنا”. وجاءت تصريحات غانتز خلال زيارة قام بها للجيش الإسرائيلي الموجود عند هضبة الجولان المحتلة، وأشار الموقع إلى أن غانتز طلب من الجنود أن يكونوا في حالة تأهب.