كتب - عبد الله إلهامي:
استنكر نواب وشوريون النقلات النوعية الجديدة في أساليب وآليات الإرهاب الناتجة عن تحريض عيسى قاسم المباشر، محملين المنابر الدينية المحرضة كامل المسؤولية عن توجيهها للأيدي الآثمة المتسببة في إزهاق أرواح أهل البحرين سواء كانوا أبناء سبيل أو مواطنين.
وأشاروا، في تصريحات لـ«الوطن”، إلى أن التحريض بدأ بفتوى “اسحقوهم” التي استهدفت رجال الأمن حتى وصلت إلى العمالة الوافدة، وكان بالإمكان أن يصاب أحد منا أو من أهلينا بدلاً من أولئك الآسيويين، مشددين على ضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة لطمأنة المواطنين. وأضافوا أن “أخوة الإنسانية” التي يتحدث عنها قاسم بعيدة كل البعد عن تعاليم الدين الإسلامي الحنيف الذي حفظ حقوق الجميع، إذ إنها مجرد شعار يتمترس خلفه ضعيفو الحجة السياسية للاستقواء بالجمعيات الحقوقية الأجنبية ومؤسسات المجتمع المدني الخارجية.
التطور النوعي
ومن جهته قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع والأمن الوطني بالشورى د.خالد آل خليفة إن “ما حدث اليوم وكذلك في الأيام الأخيرة من استخدام الإرهابيين لقنابل محلية الصنع يعتبر تطوراً نوعياً في أداة القتل التي يستخدمها هؤلاء ضد شعب البحرين، سواء من رجال الأمن أو المواطنين العزّل، ومن خلال تحليلنا يتبين أن ضعف الحجة السياسية لدى الجمعيات السياسية المعارضة وخاصة “الوفاق” جعلها تصنع جناحاً عسكرياً مدرباً على صنع آلات القتل منها القنابل الحارقة والأسلحة البيضاء ومؤخراً تطوير تلك القنابل المتفجرة لتؤدي إلى القتل دون استثناء”.
وأوضح أنه كان بالإمكان أن يكون واحد منّا أو من أطفالنا أو أهلنا بدلاً ممن قتلا اليوم، فهذا النوع من التطور دليل قاطع على الدعم السياسي الذي تحظى به تلك المجموعات المسلحة من رجال الدين وعلى رأسهم من يطلق صيحات “اسحقوهم” بلا استثناء، بالإضافة إلى التغطية السياسية التي يحظون بها من قبل الجمعيات السياسية سواء التي يعملون من أجلها أو حتى الجمعيات الصامتة التي ترى الحق ولا تنطق به، فهي أيضاً بعدم إدانتها لهذا العنف الموجه ضد المجتمع البحريني تعتبر مدانة ومشاركة فيه.
وأشار إلى أن أمثال عيسى قاسم الذي ينادي بسحق رجال الأمن ومن يناصرهم من المواطنين، بعيد كل البعد عن الدين الإسلامي الحنيف وعن مبادئ “الأخوة الإنسانية” التي تحاول جمعية “الوفاق” ومن يتبعها الادعاء بها لكسب ود تلك القوى والمؤسسات الحقوقية الأجنبية، وأيضاً تلك الأخيرة تنسى حقوق هؤلاء العمال الذين يعتبرهم الدين الإسلامي أبناء سبيل.
تطور «السحق»
وأوضح عضو الشورى جمعة الكعبي أنه منذ إطلاق قاسم فتوى “اسحقوهم” وأولئك يزايدون في الأعمال الإرهابية، وطريقتهم مشابهة لأعمال حزب الله في لبنان والميليشيات العراقية جيش المهدي وبدر، وذلك بالتطور في قتل الوافدين والمواطنين وإرهابهم عبر سلّم إرهابي متدرّج بإملاءات خارجية. وشدد على ضرورة تطبيق قانون العقوبات على من يخون وطنه أو يعتدي على أبنائه، مشيراً إلى أن الشارع البحريني ينادي السلطات التشريعية بسن القوانين التي تمكنه من استعادة أمن البلاد، لذلك فإن على مجلس النواب إصدار تلك القوانين، كما إنه يجب اتخاذ الإجراءات اللازمة لطمأنة المواطنين.
واستنكر بشدة ما حدث للعمال الآسيويين أبناء السبيل، محملاً كامل المسؤولية للمنابر الدينية المحرضة على الخروج عن القانون والنيل من المواطنين بدون وجه حق وتوجيه اليد الآثمة لإزهاق أرواحهم، إذ أن الإرهاب عنصر دخيل على البحرين نتيجة تحريض عيسى قاسم وأمثاله، لذلك يجدر بالجهات المعنية فرض القانون لاستعادة على هدوء واستقرار الوطن.
الثقافة الدخيلة
أكد النائب المستقل د.جمال صالح أن المنابر المحرضة بمختلف أنواعها سواء نشر أو صحافة مستترة أو مواقع تواصل اجتماعي، البعض منها يحرض لمبدأ ديني أو طائفي متلبساً بحقوق الإنسان ومنظمات ومؤسسات المجتمع المدني، وذلك بهدف نشر ثقافة العنف والقتل الغريبة على مجتمعنا البحريني.
وأشار إلى أن العنف لم يعد يقتصر على القتل في الشوارع فقط، بل حتى في أساليب التواصل مع الآخرين بالعنف اللفظي أو الهجوم الفكري كنوع من الإرهاب الفكري والثقافي، موضحاً أن ذلك كله يشكل منظومة كاملة، والجميع يؤمل ألاَّ يصل الحال إلى ما وصلت إليه بعض الدول في المنطقة.
وأضاف صالح أن ما يحدث في البحرين يشابه ما حدث في لبنان، إذ إنه حوَّل المملكة إلى ساحة صراع سياسي، لافتاً إلى أنه لا يدري هل ما يحدث من خرق للقانون مخطط له مسبقاً ويتم تنفيذه، أم إنه متزامناً مع الخطاب المعلن وغيره، إلا أن الأخير يعد وقوداً للعنف، لذلك فإن هناك رابطاً بين السلوك المستخدم والنتيجة الحالية.
ولفت إلى أن الأحداث الحالية المتجهة ناحية العنف المتصاعد دليل إفلاس الحس السياسي، إذ إن هناك طرقاً كثيرة للمطالبة بالإصلاحات والعنف أبعد طريقة لتحقيق الأهداف الوطنية، موضحاً أن مجلس النواب أبدى باستمرار خلال لقاءاته المتكررة مع السلطات الأمنية قلقه من العنف المتصاعد وما يجري في البلد، إذ إننا نحاول أن نبين للحكومة ضرر المسار الحالي على منجزات الوطن ومستقبله. فمجرد زرع بذرة عدم الاستقرار أو خوف سيتوقف قطار التنمية.
واستنكر العمل الإجرامي الإرهابي المتعمد من قبل المخربين، معتبراً إياه مخالفاً للعرف والتقاليد والديانات السماوية بأكملها. كما إنه يخالف صريح القانون، وهو عمل يشجبه الجميع بقوة، كونه يمثل نية إجرامية تستهدف أرواح الأبرياء، ولا يعلم من هو المستهدف بتلك القنابل المزروعة ولكنها أتت على أناس ضعفاء، مواقعهم الاجتماعية هشة، مؤكداً أنها جريمة كبيرة في حق الوطن ومن يدعمون تلك الأعمال الإرهابية.