أدان أئمة وخطباء بإدارة الأوقاف السُنية التفجيرات الإرهابية التي شهدتها منطقتي القضيبية والعدلية صباح أمس وأدت إلى وفاة شخصين آسيويين وإصابة ثالث، وأرجعوا هذه العمليات الإجرامية إلى ثقافة الإرهاب والحقد والتخريب التي يغرسها البعض في عقول هؤلاء المنحرفين الذين يقودون حرباً قذرة ضد المجتمع البحريني بكل فئاته وطوائفه والمقيمين فيه.
وأكدوا أن ما تقوم به هذه العناصر الإجرامية ينافي ما نص عليه القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة وكل القيم والأديان والشرائع السماوية والقوانين الوضعية، مشددين على أن التعدي على الأنفس والأرواح المعصومة من أشد الذنوب والموبقات، فقد قال الله تعالى: (وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً) النســــــــاء: 93، ويقول سبحانه وتعالى: (مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً) المائدة :32. وعن عبدالله بن عمرو رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لزوال الدنيا أهون على الله من قتل رجل مسلم) رواه الترمذي وصححه الألباني.
وطالبوا أبناء الشعب البحريني كافة إلى التلاحم صفاً واحداً لمواجهة الإرهاب والتخريب الذي يقوده الحاقدون على الوطن، والذين يستهدفون النيل من مكتسباته وتقويض أمنه واستقراره وتهديد السلم الاجتماعي والإساءة إلى الجهود الوطنية المضنية التي يقوم بها عاهل البلاد المفدى الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وحكومته الموقرة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة بدعم وإسناد من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد بن عيسى آل خليفة ولي العهد الأمين من أجل الحفاظ على المكانة العالية التي وصلت إليها المملكة على المستويين الإقليمي والدولي. ودعوا جميع علماء الدين بالمملكة للوقوف ضد الفتاوى التحريضية والتكفيرية التي تبيح القتل والتدمير والتخريب، والنهوض بما يقع على عاتقهم من مسؤولية وطنية وتاريخية في قول الحق ومد يد العون بكل ما أوتوا من عقل وحكمة ورؤية وبصيرة من أجل القضاء على هذه الظاهرة الدخيلة على المجتمع البحريني وجعل مصلحة الوطن ووحدته وأمنه واستقراره فوق كل الاعتبارات والمصالح الضيقة.
وأهاب الأئمة والخطباء بجميع القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني في الاضطلاع بمسؤولياتهم وواجباتهم الدينية والوطنية تجاه مرتكبي ومنفذي تلك الأعمال الإرهابية البشعة كون الإرهاب آفة مدمرة لا تعرف سوى لغة القتل والدمار.
وأكدوا أن تلاحم جميع أبناء الشعب البحريني واصطفافه ووقوفه بكل شجاعة وحزم ضد تلك الفئة الضالة هو ضرورة شرعية ومصلحة وطنية يعود نفعها ويستفيد من ثمارها جميع أبناء الوطن والمقيمين فيه.
وأشادوا برجال الأمن المرابطين في سبيل الله دفاعاً عن الوطن في مختلف المواقع والمواقف في كافة ربوع الوطن، وما يقومون به من جهود جبارة وتضحيات كبيرة في سبيل أداء الأمانة الملقاة على عاتقهم والمهمة المنوطة بهم في حماية الوطن وحفظ أمنه واستقراره وتقدمه وازدهاره
وطالبوا بضرورة الحزم مع هؤلاء المخربين وإقامة حكم الله فيهم حتى يرتدعوا عن الإفساد في الأرض ، فقد قال الله تعالى (إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم) وقال تعالى (ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون).