كتب - محرر الشؤون المحلية:
فشل أذرع إيران بتنفيذ مخطط زعزعة أمن الإقليم، دفعها إلى توجيه أنظارها باتجاه البحرين، وإيقاظ خلاياها النائمة لزعزعة أمنها واستقرارها، بعد خسائرها المتتالية في سوريا واليمن.
وتسعى إيران في ظل مسلسل فشل استراتيجياتها وسياساتها الخارجية المتواصلة في المنطقة، إلى سياسات تقوم على فرد الأذرع الإرهابية في دول المنطقة ودعمها بلا هوادة لزعزعة الأمن والاستقرار، واللعب بالطائفية والمذهبية لتحقيق مكاسب سياسية تواجهها دبلوماسية دول الخليج العربي المتماسكة والمنسجمة، وتقلل من الخسائر الهائلة التي تتكبدها طهران في سوريا ومن خلال دعمها الكامل لحزب الله اللبناني وحركة الحوثيين في اليمن والمجموعات الراديكالية في البحرين.
ويجتهد أصحاب العمائم في طهران وملالي وقم أنفسهم كثيراً وبشتى الوسائل غير المشروعة، إلى إرسال أوامر وإملاءات واضحة لما يسمى بـ«المجلس العلمائي” غير المرخص بقيادة عيسى قاسم للزج بالبحرين في معادلة التوازنات الأمنية والاستراتيجية بالمنطقة، وتصويرها كبؤرة توتر ملتهبة شأنها كسوريا، ما كشفته المنظمات الحقوقية والدولية في وقت مبكر، واعتبرت أن مجريات الأحداث في البحرين “طائفية” محضة، وأن كل الأحداث المفتعلة من الخلايا تأتي بتوجيهات إيرانية بهدف صياغة استراتيجية وهمية في المنطقة محورها الرئيس طهران.
ولم تكن التفجيرات المتزامنة في القضيبية والعدل بمعزل عن الخطط إيرانية نحو تسعير التنافس الإقليمي والدولي الراهن في المنطقة بصفة عامة. وكشفت قرائن الأمور ووقائع الأحوال في الفترة الأخيرة، أنه كلما اتجهت السلطات الحكومية في البحرين للإصلاح السياسي من خلال تنفيذ توصيات تقرير بسيوني، أو مرئيات التوافق الوطني أو المقاربة نحو حوار جاد وفاعل وحقيقي، عمدت في المقابل الأذرع الإيرانية ممثلة في المنابر الدينية والجماعات الراديكالية المرتبطة ارتباطاً وثيقاً بعيسى قاسم إلى التصعيد والتأزيم والفجور في مظاهر العنف والتخريب، بأشكال مستحدثة على البحرين “قنابل” وطرق نوعية “زراعة القنابل” وسط الأحياء السكنية، وصور متباينة تتوزع بين “اسحقوهم” لاستهداف رجال الأمن وقتل العمالة الوافدة. وقال المسؤول بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية بواشنطن د.أنتوني كوردسمان لدى مشاركته بمؤتمر “الصراع والتنافس في منطقة الخليج العربي”، إن للأحداث المحلية الداخلية تأثيراً لا يقل أهمية على الأمن الإقليمي، حيث يعتمد أمن الإقليم على الاستقرار الداخلي لدول الخليج.
ودعا إلى ضرورة إيجاد وسائل عملية للتعامل مع جماعات التطرف التي تمثل تهديداً لأمن واستقرار دول الخليج العربية، من خلال التأسيس لمشروع ثقافي يحد من خطر الإيديولوجيات الراديكالية، ويعالج مشاكل المجتمعات في إطار الهوية الوطنية والانتماء، ويتبنى سياسة خارجية تحسن التعامل مع المنظمات الاقتصادية والسياسية الدولية لتحقيق مصالحها الاستراتيجية.
ويقول خبراء أمنيون إنه في ظل الواقع الميداني القلق، والأذرع الإيرانية المنتشرة في المنطقة من أدناها إلى أقصاها “لا بد من حراك يوقف العبث بمقدرات المنطقة النفطية واستقرارها، بغية التفاعل الإيجابي مع مستجدات إيران المهددة للأمن الإقليمي، وتجديد التوافق بين دول الخليج والمنطقة على استراتيجية مشتركة للتعامل مع المهددات النابعة من مطامع إيران في الخليج العربي”.
ووسط كل المخططات الإيرانية مازالت بعض الأذرع وذيولها تواصل الغباء السياسي، من خلال مواقفها المفضوحة والمرتكزة على أوامر قاسم، إذ إن “الوفاق” تستكبر في غيها وتُنكر الواقع بالتشكيك خدمة لمصالح زعيمها الروحي، ونزولاً عند الأوامر الإيرانية العليا، فيما تُصر “وعد” أن تكون تابعة التابع حتى في بياناتها الخجولة الخالية من أي حس وطني.