10 ولايات تحســـم الاستحقـــاق الرئاســـي وانقســـام بـين الناخبـــين


عواصم - (وكالات): يحبس الأمريكيون أنفاسهم وهم يدلون بأصواتهم اليوم في انتخابات الرئاسة الأمريكية لاختيار الرئيس السادس والستين للبلاد، من بين المرشحين الديمقراطي باراك أوباما والجمهوري ميت رومني. ويحق لـ 213 مليون ناخب التصويت في الاستحقاق الرئاسي، عبر نظام اقتراع عام غير مباشر. وألقى الخصمان بكل ثقلهما في اليوم الأخير من الحملة الانتخابية بعد أشهر من السباق وإنفاق مئات ملايين الدولارات على الدعاية الانتخابية التي لم تتح لأي من المرشحين تحقيق تقدم على الآخر في استطلاعات الرأي. وكشفت استطلاعات الرأي الأربعة الكبرى التي أجريت على المستوى الوطني عن بلد منقسم أكثر من أي وقت مضى بين المرشحين. وبالواقع فإن انتخاب الرئيس المقبل للولايات المتحدة سيكون بين أيدي ناخبي 10 ولايات حاسمة خصها المرشحان بجولاتهما الأخيرة في الحملة. وذكرت تقارير أن 11 ولاية تمثل بمجموعها 146 من كبار الناخبين، مترددة. وعلى المرشح أن يحصل على أصوات 270 من كبار الناخبين من أصل 538 صوتاً في المجمع الانتخابي ليصبح رئيساً. وأنهى أوباما ورومني أشهراً من حملة انتخابية مضنية قبل اقتراع اليوم في الوقت الذي ظهرت فيه مشاكل في بعض مكاتب الاقتراع يمكن أن تهدد في عدد من المناطق حسن سير الانتخابات التي تشهد منافسة حامية. وبعد أشهر من السباق ومن مئات ملايين الدولارات التي أنفقت على الدعاية الانتخابية لم ينجح أي من المرشحين في التقدم على الآخر في استطلاعات الرأي. حيث تكشف استطلاعات الرأي الأربعة الكبرى التي أجريت على المستوى الوطني عن بلد منقسم أكثر من أي وقت مضى بين المرشحين.
وأظهر استطلاع لمعهد بيو أن الرئيس يتقدم بنسبة 48% من نوايا التصويت مقابل 45% لمنافسه الجمهوري.
لكن 3 استطلاعات أخرى نشرتها “بوليتيكو” و«ان بي سي نيوز-وول ستريت جورنال” و«اي بي سي نيوز - واشنطن بوست” لم تمنح الرئيس سوى تقدم لا يذكر مع نقطة واحدة أو لا شيء.
وفي الواقع فإن انتخاب الرئيس المقبل للولايات المتحدة سيكون في أيدي ناخبي 10 ولايات حاسمة خصها المرشحان بجولاتهما الأخيرة في الحملة. وفي بعض الولايات مثل أوهايو أو ايوا أو نيفادا فإن الخارطة الانتخابية تميل لصالح باراك أوباما لكن تقدم الرئيس فيها لا يزيد إلا نادراً عن هامش الخطأ. ويبقى رومني متقدماً عليه بعض الشيء في ولايتي فلوريدا وكارولاينا الشمالية.
وكشف استطلاع للرأي نشرت صحيفة “يو اس ايه توداي” نتائجه أن المرشحين متعادلان في 12 ولاية أساسية مع 48% من نوايا التصويت لكل منهما. وفي مواجهة هذا التعادل شبه التام يدرك الفريقان أن نتيجة الانتخابات ستتوقف فقط على بضعة آلاف من الأصوات التي يمكن جمعها من خلال ملايين الزيارات المنزلية والاتصالات الهاتفية التي يقوم بها متطوعو الجانبين. إلا أن صفوف الانتظار الطويلة التي لوحظت أمام مكاتب التصويت المبكر في فلوريدا والشكاوى العديدة التي تقدم بها الحزب الديمقراطي خلال اليومين الماضيين في ميامي لمد ساعات الاقتراع المبكر تنذر بانتخابات عاصفة يبدو فيها كل فريق على استعداد لخوض معركة قضائية في حال ظهور أي شك في النتائج. ويراقب محامون من ديمقراطيين وجمهوريين عن كثب مكاتب الاقتراع في أوهايو حيث تحتج عدة منظمات على معايير صحة البطاقات “المؤقتة” التي لن يتم فرزها إلا اعتبارا من 17 نوفمبر الحالي. وهذا الإجراء يستخدمه الناخبون الذين لا يملكون على سبيل المثال ورقة إثبات شخصية أو توجهوا إلى مكتب غير مخصص لهم. وبعد عطلة نهاية أسبوع محمومة وعشرات التجمعات الانتخابية التي عقدها المرشحان لمنصب نائب الرئيس، يواصل أوباما ورومني حملتيهما حيث سيتواجدان بفارق بضع ساعات في نفس المكان قرب كولومبوس في ولاية أوهايو الحاسمة.
وقد بدأ الرئيس يومه في ويسكنسن قبل أن يتوجه إلى أوهايو وايوا ثم إلى شيكاغو في ايلينوي حيث ينضم إلى زوجته ميشال ويتابع النتائج مساء اليوم. وأمام عشرات الآلاف من مؤيديه في 3 تجمعات انتخابية تحدث أوباما عن الإنجازات التي حققها منذ 2008 “حين كنا في خضم أسوأ أزمة اقتصادية منذ الانكماش الكبير”.
وقال الرئيس في هوليوود بولاية فلوريدا “اليوم مؤسساتنا وفرت 5.5 مليون وظيفة. وصناعة السيارات تعود من جديد. وأسعار العقارات ترتفع”. وأضاف “الحرب في العراق انتهت، والحرب في أفغانستان تنتهي. القاعدة في تراجع وأسامة بن لادن مات”.
ويحظى الرئيس الـ44 للولايات المتحدة بدعم الرئيس الـ42 بيل كلينتون الذي يتمتع بشعبية واسعة والذي قدم مساعدة قيمة لأوباما رغم المواجهة التي جرت بينهما أثناء تنافس الرئيس الحالي مع هيلاري كلينتون في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي في 2008. والرئيس الأسبق شارك في 30 تجمعاً انتخابياً لصالح أوباما الذي لم يفوت فرصة الإشارة إلى النمو الاقتصادي في عهد كلينتون ليبرر برنامجه لرفع الضرائب على الأكثر ثراء.
وذكر أوباما بأنه “حين انتخب كلينتون، طلب من الأمريكيين الأكثر ثراء دفع ضريبة أعلى بقليل من أجل خفض العجز”.
وأضاف “وتعلمون أن الجمهوريين في الكونغرس آنذاك ومرشحاً لمقعد في مجلس الشيوخ يدعى ميت رومني قالوا آنذاك إن خطة بيل كلينتون ستضر بالاقتصاد وستقضي على وظائف”.
ومساء إلى جانب المغني ستيفي واندر في أوهايو، دعا الأمريكيين إلى التصويت له قائلاً “لا أريد أن نتوقف، لايزال هناك الكثير من العمل للقيام به”. وبالنسبة لميت رومني الهدف واضح وإن كان صعب المنال بسبب نظام الاقتراع غير المباشر الذي يعطي وزناً غير متكافئ لمناطق تضم عدداً كبيراً من الناخبين المترددين، حيث يتعين عليه الفوز على المرشح الديمقراطي في كل الولايات العشر الحاسمة تقريباً من أجل الوصول إلى البيت الأبيض. وسيقوم ميت رومني بحملة في 4 من هذه الولايات، فلوريدا وفرجينيا وأوهايو وأخيراً في نيو هامشير في ختام جولة مرهقة. ورسالة رومني الأخيرة ظهرت على ملصقات دعائية كبرى في تجمعاته الانتخابية كتب عليها “التغيير الحقيقي منذ اليوم الأول”. وقال بعد ليلة قصيرة في أورلاندو بولاية فلوريدا “كل الإجراءات تقريباً التي اتخذها الرئيس زادت من صعوبة الانتعاش الاقتصادي”. وأضاف حاكم ماساشوسيتس السابق أن “الرئيس وعد بالتغيير لكنه لم يتمكن من تحقيقه. وأنا لا أعدكم بالتغيير فقط بل سبق وأنني حققته في الماضي”. من جهته رفض كيفن مادن مستشار رومني تأكيد أو نفي الشائعات التي تردد بشأن إمكانية توجه المرشح الجمهوري إلى أوهايو يوم الاقتراع.
وقال للصحافيين “سنطلعكم على البرنامج لكن حتى الآن ليس لدينا ما نقوله”. وكان رومني هاجم في كليفلاند بأوهايو التي يتنافس المرشحان على كسب أصوات ناخبيها، الرئيس الديمقراطي وقال إنه “لا يتجاهل الجمهوريين فقط وإنما يرفض أيضاً الاستماع إلى أصوات المستقلين”. ويقدر الطرفان أن التصويت المبكر الذي شمل نحو 30 مليون ناخب، يصب في مصلحة كل منهما لكن لن يتم أي فرز للأصوات قبل اليوم.