يُجاهر إرهابي في فيلم “أين السلمية؟” بعدائه للآخر ويقول “إخوان سُنة وشيعة بس “جدام” الكاميرا”، فيما يُلقي وزملاؤه الحجارة على منزل مواطن بالبديع من غير طائفتهم والزجاجات الحارقة “المولوتوف” على مسجد سُني.
ويعرض الفيلم الذي أعدته دائرة حقوق الإنسان بتجمع الوحدة الوطنية ضمن حملتها لمكافحة الإرهاب “خط النار”، مجموعة مقاطع مؤلمة لانتهاكات حقوق الإنسان من قبل المعارضة، وتُبرز حقيقة شعارات “السلمية” المزعومة.
يبدأ الفيلم بمقطع يظهر مجموعة شباب من القرى المجاورة لقرية البديع، يحيطون بمنزل مواطن من “غير طائفتهم”، ينعتونه بالجبان لأنه يوثق إجرامهم بحقه، ولا يكتفون بسبه بل يرمون الحجارة على منزله ويتوعدونه بالضرب والملاحقة.
في غمرة هذا الإجرام ُجاهر أحد الإرهابيين ساخراً من الوضع “إخوان سنة وشيعة.. سلمية سلمية هاها.. هذي بس قدام الكاميرا”، والأسوأ من ذلك أن إرهابياً آخر صاح في من يصور “عارفينك وعارفين سيارتك”، متحدياً “يا الداخلية أنتو ما تسوون شي”.
وتتابعت المشاهد لتكشف عن اعتداءات على بيوت الأرامل والنساء في المنطقة، ورمي أحد المساجد التابعة للطائفة السنية بزجاجات “المولوتوف”، إضافة إلى مظاهر تكسير وتخريب بالمنازل والممتلكات الخاصة، واستهداف الأطفال الآمنين وهم يلعبون في حديقة البديع.
قطع الفيلم مشهد أم في العقد الثاني من عمرها تجر ابنها الذي أجهش في البكاء، بعد أن رمى مجموعة إرهابيين سيارتها بـ«المولوتوف” اصطدمت إثرها بالرصيف تجنباً للزجاجات الحارقة، وقبل ختام الفيلم ظهرت لقطة لامرأة تطل من فتحة بابها المكسور وفي عينيها معنى الذعر الذي تحدث معه لسان حالها بـ«أين الأمن والأمان؟”.
وقالت رئيس لجنة حقوق الإنسان د.منى هجرس إن “حملة خط النار بدأت في البديع، كمنطقة منكوبة لا يلتفت إليها أحد، بينما نجد الحديث عن تلفيقات وأحداث مفبركة وكأنها حقائق تنقل صداها من إعلام داخلي يرى الأمور وفق عَوَرِ عينه، وإعلام خارجي يُضخمها بداعي أنها انتهاكات ضد معارضة سلمية، ولذلك جاء الفيلم بعنوان “أين السلمية؟”، لأنه السؤال الصحيح الذي يجب أن يُطرح جواباً على من بكائيات المظلومية وما دونها من قصص تقطر على فبركاتها دموع التماسيح”. وأضافت أن ما عرضه الفيلم ليس إلا غيض من فيض، لافتة على أن أهالي مجمع 553 “يعانون معاناةً إنسانيةً بمعنى الكلمة”. وطالبت بتدخل الدولة الفوري “لكبح هذا الإرهاب الذي يتلطى خلف أكذوبة إخوان سنة وشيعة التي لا يصدقها بعد هذه الأعمال إلا جاهل أو أحمق”، مشيرة إلى أن “الفيلم الذي استمر أقل من 5 دقائق كان تلخيصاً لأكثر من 300 مقطع مؤلم بحق هذه القرية المنسية”.