كتب مهند أبو زيتون:
يبدو أن البحرين دخلت بعد تفجيرات الإثنين في القضيبية والعدلية مرحلة جديدة عنوانها الأعرض “الأمن” و”اجتثاث الإرهاب من جذوره”، ولا يعرف حتى الآن إن كان الباب السياسي سيبقى موارباً كما حصل إبان فترة السلامة الوطنية أم أن تسارع الأحداث سيقود إلى غلقه.
الدولة ذاهبة إذن إلى الإفادة من كل الإمكانات التي يتيحها القانون لمحاسبة من تعتبرهم “إرهابيين” و”محرضين”، بما في ذلك إسقاط الجنسية، فيما لم تجد جماعات راديكالية سوى تعليق الآمال على أمريكا علناً لإبقاء جذوة “المواجهة” مشتعلة في نفوس شباب أقنعتهم طيلة الأشهر الماضية بـ”حتمية النصر”.
تفجيرات الاثنين شكلت “تهمة” للجماعات السياسية أمام بعض أصدقائها الدوليين، ما اضطرها لإعلان “مبادئ اللا عنف” في محاولة للنأي بنفسها عن “إجراءات قانونية”، واستدرار ضغط دولي يؤمن لها بعض حماية أمام إجراءات تبدو جادة هذه المرة.
ومقابل الخطاب الموجه للخارج، أنتجت هذه الجماعات سريعاً دعاية لأتباعها فحواها “استحملوا فأوباما فاز وأمريكا قادمة” و”لا تنسوا أن مايكل بوسنر وعدنا في جنيف بثلاثة أشهر عجاف سيكون بعدها ما بعدها”. ”وعد بوسنر” إذن هو حامل الأوراق الضاغطة، مقابل أوراق قوة للدولة تتكئ أساساً على “تعرض أمنها للخطر”، ودعم خليجي وعربي، ومواقف دولية تحكمها المصالح أياً كانت درجة الحماس لإدامة الأزمة أو لجماعات سياسية صار بعض أجنحتها متهماً بتغطية “العنف”.
وفي حين يبدو صعباً الترويج لـ “وعد بوسنر” وكأنه في قوة “وعد بلفور” بحيث يغير خارطة المنطقة لصالح إيران، فإن ذلك مازال يلقى آذاناً صاغية تحصد رؤوس الجماعات الراديكالية ثماره بتغذية حماس شبابها وحثهم على “صمود” متخيل في مرحلة صعبة.