أكد رئيس مجلس أمناء المؤسسة الخيرية الملكية سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة حرصه على دمج المعوقين بطريق النبوغ والإبداع، لافتاً إلى أن جائزة إبداعات ذوي الإعاقة تأتي متناغمة تماماً مع توجيهات حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى في إعطاء فئة ذوي الاحتياجات الخاصة الاهتمام البالغ وتمهيد الطريق أمامهم للانخراط في كافة المجالات والاندماج في المجتمع.
وقال سموه إن توجيهات جلالة الملك المفدى واضحة وصريحة بضرورة العمل الموحد من قبل المؤسسات الحكومية والخاصة لرفعة فئة ذوي الاحتياجات الخاصة.
وأضاف سموه خلال رعايته حفل توزيع جائزة ناصر بن حمد لإبداعات ذوي الإعاقة الخاصة وتقيمها وزارة التنمية الاجتماعية في قاعة نادي شريفة العوضي للأطفال والناشئة بالرفاع أمس، أن جائزة الإبداعات لفئة المعوقين تهدف إلى كسر الحواجز أمام ذوي الاحتياجات الخاصة، ومنحهم كل فرص الرقي ومواكبة النمو الحضاري الذي تشهده البلاد والعالم في كل مجالات الحياة، وإيضاح مساهماتهم ودورهم في خدمة المجتمع.
ولفت سموه إلى أن الجائزة تسهم في إذكاء روح التنافس بين المعوقين وتحفيزهم على تخطي تحديات تعترض مسيرتهم وتحويلها إلى نقاط انطلاقة نحو سطوع نجمهم في العديد من المجالات.
ووصف سمو الشيخ ناصر بن حمد الجائزة بأنها تسهم في تشجيع المواهب العلمية وترقية الإبداع لدى فئة عزيزة على قلوب المجتمع، وتمثل حافزاً لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة للاهتمام بالتفوق العلمي والإبداع في مختلف الميادين والمجالات، وإطلاق القدرات الخلاقة الكامنة في عقولهم ووجدانهم نحو خدمة أنفسهم في المقام الأول وخدمة مجتمعهم ومملكتهم.
وأكد سموه أن الجائزة تعمل على تشجيع العلم والتفوق والإبداع، وتجسيد قيم التكافل الاجتماعي تجاه هذه الفئة وحثها على التفوق والاندماج في المجتمع وإطلاق طاقاتها لتصبح منتجة وفاعلة.
وكشف سمو الشيخ ناصر بن حمد أن حث ذوي الاحتياجات الخاصة على الانخراط في طريق النبوغ والتفوق والإبداع يتيح المجال أمامهم لخدمة الوطن، وقال “كم من صاحب احتياجات خاصة استطاع أن يحقق التفوق على أقرانه من الأصحاء، وكم من هذه الفئة الغالية قدم خدمات جليلة لمجتمعه في مختلف المحافل، وهذا لن يتأتى إلا من خلال إتاحة الفرصة أمامهم لإطلاق مواهبهم وتفوقهم وتمكينهم من استثمارها وتوفير الأدوات اللازمة لهم كي ينطلقوا في طريق التفوق”.
وأضاف سموه “من هنا تأتي أهمية جائزة الإبداعات لذوي الإعاقة حيث تقدم الحافز لهذه الفئة وتنير لها الطريق لتحقيق التفوق والنبوغ لدى المميزين منهم كي يأخذوا فرصتهم ويحققوا ذاتهم، ولاشك أن هذه الآلية تحقق العديد من الفوائد للمجتمع، فهي تدفع المنتمين لهذه الفئة إلى التفاعل النشط في المجتمع وإطلاق العنان لقدراتهم، وتشجع المجتمع على الاستفادة من قدرات متفوقة يتمتع بها كثير من ذوي الاحتياجات”.
من جانبها سجلت وزيرة التنمية الاجتماعية د.فاطمة البلوشي، عظيم الشكر والامتنان لسمو الشيخ ناصر بن حمد على مباركته إطلاق وزارة التنمية الاجتماعية جائزة تحمل اسمه لتشجيع إبداعات الأشخاص ذوي الإعاقة.
وأكدت أن البحرين تفخر بأن تحتفل باحتضان مواهب وإبداعات ذوي الإعاقة، مضيفة “لا يخفى علينا جميعاً ما تحظى به هذه الفئة من رعاية واهتمام على المستوى الحكومي والأهلي والخاص، باعتبارهم شركاء رئيسين في مسيرة التنمية والعمل الوطني”.
وأردفت “حرصت البحرين على صون حقوق ذوي الإعاقة بإصدار قانون رعاية وتأهيل المعوقين رقم 73 لسنة 2006، والتصديق على الاتفاقية الدولية للأشخاص ذوي الإعاقة عام 2011، وإطلاق الاستراتيجية والخطة الوطنية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة نهاية عام 2011، ونعمل حالياً مع جميع الوزارات وأجهزة الدولة المختلفة ومؤسسات المجتمع المدني على تنفيذ الخطة الوطنية للاستراتيجية الوطنية لذوي الإعاقة ووضعها بجهود متكاملة على جميع الصعد”.
وقالت “يشهد اليوم الحفل الأول لتوزيع جائزة سمو الشيخ ناصر بن حمد لإبداعات الأشخاص ذوي الإعاقة، ولنقطف ثمار الجائزة المتخصصة والأولى من نوعها، حيث خصصت 10 جوائز للمبدعين من فئات الإعاقة الذهنية، الجسدية، الحركية، البصرية، الشلل الدماغي، التوحد والإعاقة المزدوجة، في المجالات العلمية والثقافية والرياضية، إضافة إلى جائزة للمؤسسات المميزة العاملة في مجال رعاية وتأهيل ذوي الإعاقة.
وأضافت “يسعدنا أن 85 مرشحاً شاركوا في الجائزة من جميع فئات الإعاقة، منها 13 مؤسسة عاملة في مجال الإعاقة من مؤسسات المجتمع المدني، وشكلت الوزارة لجنة التحكيم من الخبرات العلمية والفنية والرياضية المتخصصة لتقييم أعمال المتقدمين للجائزة، وترشيح الفائزين بها بكل مهنية وشفافية وموضوعية”.
وهنأت البلوشي بختام كلمتها كل الفائزين من أبنائنا وبناتنا من ذوي الإعاقة والجمعية الفائزة، وتقدمت بالشكر والتقدير إلى لجنة التحكيم ولجنة الإعداد للجائزة والحفل ممن عملوا بكل إخلاص وتفانٍ لظهور الحفل بالمستوى اللائق وإلى كل من تقدم بطلب الترشيح للجائزة، متمنية لهم الفوز في الأعوام المقبلة.
وأشادت بالدور الوطني للمؤسسات والمراكز الأهلية المعنية بذوي الإعاقة، وما تسهم به من مشاركة مجتمعية فاعلة إلى جانب الوزارة والجهات الرسمية المعنية للارتقاء بأوضاع ذوي الإعاقة.
وبلغ عدد المتقدمين للجائزة 85 مرشحاً من فئة الذكور والإناث، ففي المجال العلمي تقدم 3 من فئة الذكور، أما في المجال الثقافي فتقدم 14 من فئة الذكور و26 من فئة الإناث، بينما بلغ عدد المرشحين في المجال الرياضي 17 من الذكور و12 من الإناث، وتقدمت 13 مؤسسة عاملة في مجال الإعاقة.
ويحظى الأشخاص الفائزين الجائزة بفرصة استثمار قدراتهم كقصص نجاح، والاستعانة بهم كنماذج في المدارس والمحافل ذات الصلة، بما يسهم في إذكاء روح التحدي والتنافس لدى أقرانهم، وتخصيصهم بمركز تدريبي في مجمع الإعاقة الشامل المزمع افتتاحه قريباً لعرض منتجاتهم وما صاغته أيديهم.
وتضمن الحفل عرضاً لفيلم حول الخدمات المقدمة من قبل وزارة التنمية الاجتماعية لذوي الإعاقة، وقصيدة شعرية للطالبة هنوف عباس، وكرّم بعدها سمو الشيخ ناصر بن حمد الفائزين بالجوائز وهم جمعية الصداقة للمكفوفين، منيرة خالد خليفة آل خليفة، عادل سلطان المطوع، فاطمة عبدالرزاق صقر، لميس منصور عبدالله، نادر أحمد الشيخ عبدالله، زهراء عبدالحسين القصاب، عبدالله أحمد نور عبدالقادر، هنوف عباس حمود حنظل. وكرّم سموه أعضاء لجنة التحكيم المكونة من د.دنيا أحمد “المجلس الأعلى للمرأة”، د.أحمد سعد “جامعة البحرين”، د.جليلة السعدون “جامعة البحرين”، أمينة كمال “وزارة التربية والتعليم”، محسن التيتون “جمعية الصم البحرينية”، صباح أحمد الذوادي “الاتحاد البحريني لرياضة المعوقين”، الشاعر علي الشرقاوي. وتفضل سموه بتكريم لجنة الإعداد للجائزة وهم الوكيل المساعد للرعاية والتأهيل الاجتماعي بدرية الجيب، مديرة التأهيل الاجتماعي منى الغتم، مديرة العلاقات العامة والدولية فاطمة محمد، رئيسة قسم المراكز التأهيلية الأكاديمية والمهنية فاتن كمال، رئيسة قسم ذوي الاحتياجات الخاصة جليلة شبر، رئيس مركز خدمات المعوقين نادر عباس المرخي، مقرر اللجنة العليا لرعاية شؤون ذوي الإعاقة صادق سهوان، رئيس قسم الصيانة والمشتريات والمخازن أحمد عبدالحي، مدير المكتب الإعلامي ومركز المعلومات- مكتب سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة توفيق صالحي.
وتجوّل سمو الشيخ ناصر بن حمد ترافقه البلوشي في معرض منتوجات ذوي الإعاقة، واطلع على مستوى الإبداع الفكري والفني والعلمي لديهم.
حضر حفل توزيع الجائزة مسؤولو الوزارة والمدعوون وأعضاء مجلسي الشورى والنواب ورجال السلك الدبلوماسي والصحافة والإعلام.