كتب مهند أبو زيتون:
مع تباين ردود الفعل على تفجيرات العدلية والقضيبية منذ الاثنين، انتظمت دعاية جمعيات المعارضة وإعلامها في نسقين يتفقان على إدانة عامة للعنف والتشكيك بالحدث، ويختلفان في الآلية.
بعض دعاية المعارضة ذهب إلى تبرير غير مباشر للعنف عبر ربطه بجمود “الحل السياسي”، في محاولة لاستغلاله بالضغط تجاه تحقيق “شروط” تراها المعارضة لازمة للحل.
وفي حين يصعب اعتبار خمسة تفجيرات متزامنة بعبوات محلية الصنع حدثاً عدمياً أو عشوائياً، يبدو الهدف المنطقي له إجبار الدولة على الرضوخ لـ«شروط الحل” المعارض تحت ضغط البلبلة الأمنية.
وهو هدف عبر عنه بعض إعلام المعارضة بدقة وربما من حيث لا يدري، في الوقت نفسه الذي طالب فيه بـ«لجنة تحقيق محايدة” وفق منطق “صراع خارج إطار الدولة”.
ثمة جمهور آخر يشكل محور اهتمام الدعاية، جرت مخاطبته أمس بالطريقة التقليدية نفسها التي تعتبر كل ما يدين المعارضة “مسرحية أمنية” و«فبركة إعلامية” و«روايات متناقضة” فتكررت المصطلحات الثابتة على مدار الساعة دون ما يشير إلى مضمون حقيقي لـ«التناقض” أو “المسرحة” يخرج عن إطار جمل عامة خفيفة مثل “الأهالي لم يسعوا صوتاً” بلا أي تحديد لهؤلاء الأهالي أو الشهود.
مع الساعات الاولى بعد فجر الاثنين اعتمدت المعارضة دعاية “لم يحصل شيء”.
خرجت صور وزارة الداخلية فتحولت الدعاية إلى “نعم حصل لكن وراءه الداخلية نفسها”، ثم عادت مساء لتقول “مات آسيويان لكن ليس بهذه الطريقة”.
وعلى طول خط الارتباك تكررت العبارات التقليدية بالطريقة نفسها التي كانت تقول سابقاً: “نعم نستخدم المولوتوف لكن أن يموت أحد بسببه فهذا مستحيل!”.
ولم يغب عن الفكر الدافع لدعاية المعارضة الجانب الإنساني المحرج في الحدث، يوجد آسيويان من العمالة الوافدة البسيطة قتلا، وأصيب ثالث، لكن الإنسانية مرت عرضاً في دعاية تجاهلت قبلاً كل مقدمات الحدث الممهدة، مثل تهديد العمالة الوافدة على جدران النويدرات، وتسمية بعضهم بالمرتزقة على لسان قياديين سياسيين، وقابلتها بنفي من “خباز آسيوي في سنابس يقول إننا نحب البحرينيين”، وبتفسير لغوي لصفة “مرتزق” تقوم على “طلب الرزق”.
فعلت دعاية المعارضة كل شيء أمس غير أنها لم “ترسُ على بر”.