انعقدت أعمال الاجتماع الوزاري لوزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في دورته (125) مساء أمس بالعاصمة المنامة، حيث بحث المجلس الوزاري أهم البنود المدرجة على جدول الأعمال من ملفات سياسية واقتصادية واجتماعية، إضافة إلى ما يتعلق بالبيئة والتعليم والصحة، وبحث سير الحوارات والمفاوضات الاستراتيجية بين دول مجلس التعاون وعدد من الدول والمجموعات العالمية بجانب ملف الشراكة الاستراتيجية بين دول مجلس التعاون الخليجي وكل من المملكة الأردنية الهاشمية والمملكة المغربية إضافة إلى بحث تطورات قضية احتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاث والأزمة السورية والشأن اليمني والأوضاع في الأراضي الفلسطينية والعراق.
وأبدى صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل بن عبدالعزيز آل سعود وزير خارجية المملكة العربية السعودية عظيم امتنانه وتقديره لأشقائه وزراء خارجية التعاون لسؤالهم الدائم عنه خلال فترة الأزمة الصحية التي ألمت به، خاصاً بالشكر وزير خارجية مملكة البحرين على الإشارة لسموه في كلمته الافتتاحية بالاجتماع، مؤكداً سمو الأمير سعود الفيصل قدرته على مواصلة العمل والعطاء في تقديم كافة أوجه الدعم والمساندة لمسيرة مجلس التعاون الخليجي.
من جهته، تقدّم الأمين العام لدول مجلس التعاون الخليجي د.عبداللطيف الزياني ببالغ الشكر والتقدير لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين المفدى، على استضافة أعمال الدورة 33 للمجلس الأعلى لأصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون الخليجي في العاصمة المنامة، مشيداً بما تضمنه خطاب جلالة الملك المفدى خلال افتتاح دور الانعقاد الثالث من الفصل التشريعي الثالث للمجلس الوطني بمملكة البحرين من ثناء على مواقف دول المجلس الداعمة والمساندة لمملكة البحرين، متمنياً لأعمال الاجتماع الوزاري لوزراء خارجية دول مجلس التعاون التوفيق وتحقيق الغايات المرجوة.
من جانبه دعا وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة دول الخليج العربية إلى العمل بسياسة خارجية موحدة تحقيقاً للمواطنة الخليجية الكاملة، مشيراً إلى أن دول مجلس التعاون الخليجي تعمل على تثبيت ركائز الأمن والاستقرار في المنطقة على أساس مبدأ المصالح المشتركة مع كافة الدول.
وقال وزير الخارجية خلال افتتاح الدورة (125) التحضيرية للمجلس الوزاري لدول مجلس التعاون الخليجي إنه “رغم أن اجتماعنا اليوم يأتي على نحو دوري اعتيادي، إلا أن طبيعة الظروف السياسية والتهديدات الأمنية حولنا، تكسب أعمال هذه الدورة أهمية كبيرة، تتطلب منا الإعداد الجيد لاجتماع المجلس الأعلى لأصحاب الجلالة والسمو في ديسمبر القادم، وذلك انطلاقاً من سياسة مجلس التعاون التي تهدف دائماً إلى توحيد الصف لدرء أي خطر مهدد، وتوجيه الجهود والمواقف لإعلاء صوت العقل ومفاهيم الاعتدال”.
ودعا إلى “العمل والبناء على ما تحقق من إيجابيات في عملنا المشترك، والتفاعل الإيجابي مع العالم بأسره في سبيل ترسيخ قواعد الشرعية الدولية والقانون الدولي، وإرساء أسس التفاهم والحوار وبناء جسور التعاون في كافة المجالات، والسعي الدائم لتثبيت ركائز الأمن والاستقرار السياسي والاقتصادي في المنطقة، على أساس مبدأ تبادل المنافع والمصالح المشتركة مع كافة الدول والمجموعات والتكتلات الدولية”.
وأشاد بجهود وزراء خارجية مجلس التعاون “من أجل إنجاح عملنا المشترك لتحقيق المزيد من المكتسبات على مختلف الأصعدة، وتطوير آليات العمل في الأمانة العامة وتعزيز دورها الهام في العمل الخليجي المشترك”.
وأعرب عن تطلع دول التعاون لـ«لدورة قادمة ناجحة للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، مستلهمين ذلك من الرؤية الحكيمة لقادتنا حفظهم الله، وإيمانهم الراسخ بأهمية دور المجلس وأهدافه ومبادئه وإنجازاته التي تحققت منذ قيامه نحو التكامل والاتحاد”،
وأشار وزير الخارجية إلى أن “مملكة البحرين تود التعبير مجدداً عن تقديرها لشقيقاتها دول مجلس التعاون، لمواقفها ومساندتها في الظروف التي مرت بها، وهي انعكاس صادق وأمين لروابط الأخوة بين دولنا، وإدراك واع لمصيرنا المشترك، وما نواجهه من تحديات جسيمة تتطلب منا العمل الدائم المشترك، بسياسة خارجية موحدة، وخطط استراتيجية للتكامل الاقتصادي، تحقيقاً للمواطنة الخليجية الكاملة التي أكد عليها أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس وتعبر بوضوح عن تماسكنا وإرادتنا الموحدة وسياستنا الثابتة، وهو ما نعتز به أشد الاعتزاز”.
وأكد أن “آمال شعوب دولنا معقودة على ما سوف تسفر عنه نتائج أعمال القمة الثالثة والثلاثين للمجلس الأعلى”، داعياً المولى عزّ وجل أن “تتكلل جهودنا بالتوفيق وتحقيق ما يصبو إليه قادتنا، وأن يجمع قلوبنا على الخير دائماً، ويعمق علاقاتنا وثوابتنا لما فيه التقدم والرخاء والتعاون من أجل مستقبل آمن ومستقر لبلداننا وشعوبنا”.
وكان وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي وصلوا أمس إلى مملكة البحرين لحضور الاجتماع الوزاري لوزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في دورته (125)، للتحضير لاجتماع المجلس الأعلى لقادة دول مجلس التعاون للدورة (33)، وكان في مقدمة مستقبليهم وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة.
ورحب الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة بمقدم صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل بن عبد العزيز آل سعود وزير خارجية المملكة العربية السعودية إذ تعد الزيارة الرسمية الأولى لسموه بعد أن من الله عليه بالشفاء.
كما رحب وزير الخارجية بأشقائه وزراء خارجية دول مجلس التعاون متمنيا لهم طيب الإقامة في مملكة البحرين ونجاح اجتماعهم التحضيري لاجتماع أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون الذي سوف يعقد في المنامة ديسمبر المقبل.