عواصم - (وكالات): قتل أكثر من 37 ألف شخص في النزاع السوري المستمر منذ أكثر من 19 شهراً، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، فيما أطلق مقاتلو المعارضة قذائف مورتر على قصر للرئيس بشار الأسد في دمشق أمس لكنهم أخطأوا الهدف في هجوم يبرز الجرأة المتزايدة للقوات التي تسعى للإطاحة به. ومع اشتعال العنف في مناطق أخرى من البلاد قالت تركيا إنها على وشك أن تطلب من حلف شمال الأطلسي نشر صواريخ باتريوت على حدودها مع سوريا لمنع انتشار العنف إلى أراضيها. وفي الدوحة، واصل أعضاء الهيئة العامة للمجلس الوطني السوري عملية تصويت طويلة من أجل انتخاب قيادة جديدة أكثر قوة وتمثيلاً ستشارك في لقاء تشاوري حاسم مع أطياف المعارضة الأخرى، وسط اختلافات حادة حول مبادرة تهدف لإفراز قيادة سياسية جديدة موحدة للمعارضة، فيما قال الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي إن النظام السوري «لن يستمر لفترة طويلة»، داعياً المعارضة إلى التوحد. من جهته، قال مدير المرصد رامي عبدالرحمن إن «26 ألفاً و596 مدنياً و9 آلاف و445 جندياً نظامياً، و1331 منشقاً» قتلوا منذ بدء الاحتجاجات المطالبة بسقوط نظام الرئيس بشار الأسد منتصف مارس 2011. من ناحية أخرى، قال سكان في دمشق إن قذائف من عيار ثقيل كانت تستهدف قصر الأسد لكنها سقطت في حي المزة 86 السكني القريب الذي تسكنه أغلبية من الطائفة العلوية.
وقالت وسائل إعلام حكومية إن 3 أشخاص لقوا حتفهم وأصيب 7 فيما وصفته بأنه «هجوم إرهابي».
وكثف مقاتلو المعارضة الهجمات في العاصمة هذا الأسبوع وفجروا قنابل في منطقتين يسكنها علويون واغتالوا شخصيتين ينظر إليهما على أنهما من المقربين للحكومة السورية. وقالت وسائل إعلام رسمية إن القاضي أباد نضوة قتل في انفجار قنبلة وضعت أسفل سيارته. وكان شقيق رئيس البرلمان السوري قد قتل في دمشق أمس الأول.
وأدت أعمال العنف في المناطق السورية المختلفة إلى سقوط 43 قتيلاً أمس، بحسب المرصد.
من جهته، أعلن رئيس المجلس العسكري في حمص وريفها العقيد قاسم سعد الدين نجاته من محاولة اغتيال، وذلك في شريط مصور بث على الإنترنت.
من ناحية أخرى، قالت مصادر من المعارضة السورية إن مقاتلين من المعارضة قتلوا 10 من أعضاء الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين «القيادة العامة» وهو فصيل موال للرئيس بشار الأسد في اشتباكات قرب مخيم للفلسطينيين في دمشق.
من جانبها، حذرت وزارة الخارجية السورية من محاولة زج الفصائل الفلسطينية في النزاع السوري، داعية إياها إلى الابتعاد عما تخططه لها «المجموعات الإرهابية المسلحة»، وذلك بحسب ما أورد التلفزيون الرسمي.
وفي أنقرة، نسبت وسائل إعلام تركية إلى وزير الخارجية أحمد داود اوغلو قوله إن حلف شمال الأطلسي يجهز لنشر صواريخ باتريوت في تركيا. من جانبه، قال الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي إن النظام السوري «لن يستمر لفترة طويلة»، داعياً المعارضة إلى التوحد.
وأضاف أنه «من المهم توحيد رؤى المعارضة خاصة وأن الجميع يعلم أن النظام في سوريا لن يستمر لفترة طويلة وفي يوم من الأيام سيكون هناك وضع جديد في سوريا».
وأكد العربي أن مؤتمر الدوحة سيعقد «بمشاركة عدد كبير من وزراء الخارجية العرب ووزير الخارجية التركي أحمد داود اوغلو ومختلف أطياف المعارضة السورية».
وفي الأردن، قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون خلال زيارة لمخيم الزعتري الذي يضم نحو 30 ألف لاجئ سوري شمال البلاد «أود أن أرى الرئيس الأسد وهو يواجه عدالة دولية كاملة بسبب الجرائم المروعة التي ارتكبها في حق شعبه». وفي الدوحة، واصل أعضاء الهيئة العامة للمجلس الوطني السوري عملية تصويت طويلة من أجل انتخاب قيادة جديدة أكثر قوة وتمثيلاً ستشارك اليوم في لقاء تشاوري حاسم مع أطياف المعارضة الأخرى، وسط اختلافات حادة حول مبادرة تهدف لإفراز قيادة سياسية جديدة موحدة للمعارضة. ومن المفترض أن يسفر تصويت الهيئة العامة للمجلس الوطني بمشاركة أكثر من 400 مندوب عن انتخاب 40 عضواً يشكلون الأمانة العامة للمجلس الوطني السوري. وسيتولى أعضاء الأمانة العامة الجديدة في وقت لاحق انتخاب مكتب تنفيذي من 11 عضواً على أن تكلل العملية الانتخابية باختيار رئيس جديد للمجلس خلفاً لعبدالباسط سيدا الذي تم انتخابه في شهر -يونيو الماضي. ولم يترشح للمكتب التنفيذي الجديد بعض القيادات البارزة مثل برهان غليون وسمير نشار ورياض سيف بحسب المكتب الإعلامي للمجلس. ويختار الـ400 عضو نوابهم في الأمانة العامة من ضمن 29 قائمة تضم طيفاً واسعاً من الإسلاميين وصولاً إلى العلمانيين ومروراً بمرشحين مستقلين وآخرين عن الأقليات والعشائر السورية. ويعتبر المجلس الوطني أكبر تجمع للمعارضة السورية إلى حد الآن رغم تعرضه مؤخراً إلى انتقادات أمريكية تأخذ عليه عدم توفقه في تمثيل كل أطياف المعارضة، ما أدى إلى طرح مبادرة مدعومة دولياً من أجل إخراج قيادة سياسية جديدة للمعارضة السورية يكون المجلس الوطني أحد مكوناتها الرئيسية. وتنص مبادرة رياض سيف المدعومة أمريكياً والتي سيتمحور حولها اجتماع اليوم، على تشكيل هيئة قيادية جديدة للمعارضة تقوم بتنسيق عمل الجيش السوري الحر على الأرض وتنبثق عنها حكومة منفى. ولقيت المبادرة التي يقودها رياض سيف وهو أيضاً عضو المكتب التنفيذي المتخلي، معارضة قوية من زملائه في المجلس الوطني، «وصلت إلى حد التهجم عليه في اجتماع مساء أمس الأول»، بحسب أحد الحضور.