استطلاعات رأي: الديمقراطيـون لن يكـونوا دعــــاة ســــلام
دبي - (رويترز): أجمل تعليق قصير كتبه واحد من أبرز الدعاة الإسلاميين في السعودية على موقع «تويتر» رد فعل الشرق الأوسط على إعادة انتخاب باراك اوباما رئيساً للولايات المتحدة.
وقال سلمان العودة «أوباما ليس جيداً لكنه الأقل سوءاً».
وبعد 4 سنوات أبقى فيها اوباما الولايات المتحدة على هامش الأحداث في حين كان الربيع العربي يغير منطقة الشرق الاوسط قوبل فوز اوباما بارتياح لكن دون مشاعر السعادة التي قوبل بها انتخابه في المرة الأولى عام 2008 حيث كانت المنطقة تشعر آنذاك بمرارة تجاه سلفه الجمهوري جورج بوش. وهناك آمال حذرة في امكانية أن يتوصل إلى اتفاق مع ايران يخفف حدة التوتر بشأن برنامجها النووي وأن يدفع الفلسطينيين والاسرائيليين الى استئناف محادثات السلام المجمدة بينهما. وفوق كل ذلك يقول مواطنو الشرق الاوسط إن احتمال إقدام اوباما على شن حرب جديدة أقل من إمكانية قيام منافسه الجمهوري ميت رومني بذلك.
وفي القاهرة قال محمد جمال وهو طالب في المدرسة «اوباما هو الافضل. على الأقل لم تحدث حرب خلال الاربع سنوات التي حكم فيها».
وقال امين - الايراني الذي يعمل في صناعة الافلام «نكره سياسة امريكا واسرائيل لكن سياسات اوباما اكثر حكمة. الفرصة الوحيدة لدينا حتى لا يتدهور الموقف هي فوز اوباما».
أما ميرا وهي صحفية ايرانية معارضة تحدثت عبر الهاتف «بدا أن رومني يسعى إلى اعادة السياسة الخارجية الامريكية إلى ما كانت عليه في عهد بوش من ولع بالحرب وكراهية للعالم الخارجي».
ولا يعتبر الشرق الأوسط مكاناً يتوقع أي رئيس امريكي أن يحصل منه على إشادة واضحة لكن استطلاعات الرأي أظهرت أن اغلبية سكان المنطقة كانت تريد فوز اوباما ويكفيهم في ذلك الذكريات السيئة التي يحفظونها لبوش ولحرب العراق.
وقال محمد السنوسي الطبيب في القاهرة «فوز اوباما كان متوقعاً وهو الافضل في هذه المرحلة ودعونا لا ننسى ان رومني هو بوش صغير».
وبعد وصوله إلى الحكم عام 2008 ووعده بسحب القوات الامريكية من العراق زار اوباما الشرق الاوسط وقال انه يريد اعادة التواصل مع المنطقة وتخفيف الغضب الذي تراكم ضد الولايات المتحدة خلال سنوات حكم بوش.
وفي عام 2009 -بعد 4 اشهر من توليه المنصب- قال اوباما امام جمهور متحمس في القاهرة إنه يريد «بداية جديدة» للعلاقات بين الولايات المتحدة والمنطقة. ووصف رومني هذه الزيارة حينها بأنها جزء من «رحلة اعتذار» وهو وصف رفضه البيت الابيض. لكن اذا كانت زيارة اوباما الاولى قد لاقت ترحيبا حارا في الشرق الاوسط فقد قوبلت اعادة انتخابه لأربع سنوات قادمة بمزيد من التحفظ في المنطقة التي كشفت انتفاضات الربيع العربي حدود قدرة الولايات المتحدة على تشكيل أحداثها.
وقال المحلل السياسي السعودي خالد الدخيل إنه يشعر أن شعوب المنطقة ليست متحمسة كما كانت في 2008 بشأن الحملة الانتخابية الامريكية كلها.
واضاف ان هناك شعورا بأن الفارق غير مؤثر بين المرشحين فيما يتعلق بالسياسة الامريكية تجاه الشرق الاوسط خاصة بعد المناظرة الثالثة التي تركزت المناقشة فيها على السياسة الخارجية.
وهناك رجل في المنطقة ربما لا يكون سعيداً باعادة انتخاب اوباما وهو رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي لم يخف تأييده لرومني بعد خلافه مع اوباما بخصوص المستوطنات في الضفة الغربية والسياسة تجاه ايران وهو الان يواجه فترة جديدة من توتر العلاقات مع البيت الابيض.
وقال السفير الاسرائيلي الاسبق في واشنطن سالاي ميردور «لا أعتقد أن بوسعنا افتراض أن ما حدث بينهما خلال السنوات الأربع الماضية قد يتبخر».
وبالنسبة لإيران عرض اوباما في البداية محادثات غير مشروطة مع طهران لكنه على مدى العام المنصرم فرض عقوبات صارمة بالتعاون مع الاتحاد الاوروبي في محاولة لإجبار إيران على التخلي عن برنامجها النووي.
وقال الباحث في معهد كارنيجي لدراسات السلام الدولي في واشنطن كريم ساجدبور «اوباما كان رئيساً صارماً بالنسبة للمتشددين الإيرانيين لأنه كشف أنهم هم المشكلة. وعززت محاولاته للتواصل مع إيران الانقسامات الداخلية فيها وخلقت وحدة دولية اكبر».
واطاحت انتفاضات الربيع العربي العام الماضي بحكام مستبدين مع بقاء واشنطن إلى حد كبير على هامش الأحداث او قيامها بدور مؤيد.
وسمح اوباما لفرنسا وبريطانيا بتولي زمام القيادة في حملة حلف شمال الاطلسي التي ساهمت في الاطاحة بمعمر القذافي في ليبيا ولم يتحرك حتى أطيح بحلفاء الولايات المتحدة القدامى في انتفاضات شعبية في تونس ومصر كما إنه استبعد اي تدخل عسكري أمريكي في سوريا.
ويقول كثيرون في المنطقة ان اوباما حقق كثيراً من وعده بالحد من التدخل في شؤون المنطقة مقارنة بسلفه. وقال مصطفى الخباز المدرس الكويتي المتقاعد «ما اعرفه عن اوباما هو انه منذ 4 سنوات اراد ان يحقق توازنا. لقد تعرض لضغوط لكنه في العموم حقق التوازن».
لكن الرئيس الامريكي الذي حصل على جائزة نوبل للسلام بعد أقل من عام من توليه منصبه لم يعتبر في الشرق الأوسط داعية سلام. وفي اليمن حيث ساهمت ادارته في تنحية الرئيس علي عبد الله صالح من السلطة يذكر الناس له حملته الضارية التي تشنها الطائرات بدون طيار ضد متشددي القاعدة. وقالت الصحفية والمدونة اليمنية عفرة ناصر «نيابة عن اليمنيين ادعو اوباما إلى ترك سمائنا في حالها خلال السنوات الاربع القادمة».