كثير من المواقف التي اتخذها الفرد فينا ندم عليها في ما بعد، وذلك لأنه لم يدرس الأمر جيداً أو أن بعض زويا الموضوع لم تكن واضحة عنده، وعليه فإننا مطالبون قبل أن نتخذ أي قرار أن نتريث وذلك لأن أي قرار يتم اتخاذه يكون في طور التنفيذ فإنه أصبح مُلك من هم معك، فإذا كان القرار جيداً عمت الفائدة على الجميع وإن كان سيئاً فإنه سيعم عليك أنت وحدك وذلك لأن الفشل صفة لا يحبها الناس، وبالتالي سيتم لصقه بك أنت وحدك وأنت من يتحمل الفشل. هذا في صعيد العمل في أي مؤسسة أو حتى البيت، ولتقريب هذه النقطة أنقل هذه القصة الرمزية التي حصلت لإحدى السيدات، حيث إنها كانت جالسه في مقهى تنتظر خطيبها وأثناء انتظارها لاحظت شاباً كان لابساً نظارة سوداء دائم الابتسامة لها وهذا ما أزعجها، لأنها اعتبرته سوء أدب وبالتالي أصرت على أن تخبر خطيبها عندما يأتي بهذا الأمر، وما هي إلا دقائق وإذا الخطيب يأتي وقبل أن يأخذ مكانه أخبرته بقصة الشاب المبتسم لها، و»المبحلق» في وجهها وأشارت إليه، فذهب الخطيب وبدون أن يسأله بادره بضربه قوية على وجهه أسقطت نظارته السوداء، وأما الخطيب فرجع لخطيبته وهو منتشٍ بالنصر المظفر، وبعد أن جلس شاهد العامل الموجود في المقهى يبادر بمساعدة الشاب بالبحث عن نظارته واكتشف الاثنان، الخطيب والخطيبة، بأن الشاب قد فقد نعمة البصر ولكن لم يفقد روح الإنسانية من خلال الابتسامة الواضحة على وجه راضٍ بما قسم الله له.
أما الزوجان فإن كل العيون الموجودة في المقهى كانت تلاحقهما ولم يوجد عندهما أي شيء يمكن أن يوضحاه للجميع أو يبادرا بالاعتذار إلا الهروب من المكان، وعيون الناس تلاحقهما، وكلمات تهمس في آذانهما بأن الخطيبين فاشلان ولم يحسنا التصرف مع الموقف.
هذه القصة الرمزية تعكس لنا أننا نعاني من ردة فعل غير مدروسة، وردة فعل سلبية وغير مكتملة. وبالتالي فإن دراسة الأمر والإحاطة بكل صغيرة وكبيرة فيه والتأكد قبل اتخاذ قرار تنفيذ أي عمل أمر مطالب عليه كل فرد منا أو مؤسسة ما.
مجدي النشيط