كتبت – إيمان الخاجة:
تولي المؤسسة الخيرية الملكية الجانب الاجتماعي اهتماماً كبيراً، إذ تقوم المؤسسة بتنظيم العديد من الفعاليات والأنشطة سواء الثقافية والتربوية والترفيهية المتنوعة خلال العام من مخيمات ودورات وزيارات لمعالم المملكة ومحاضرات عبر المشاريع التربوية والتي تشمل ملتقى الطفولة والملتقى القيادي وملتقى الأمهات والنشاط الصيفي ومخيم الربيع.
كما نظمت المؤسسة العديد من الرحلات والزيارات الميدانية إلى مختلف المواقع والمعالم السياحية والتاريخية والترفيهية في المملكة وذلك انطلاقاً من سعيها في تنمية روح المواطنة وحب الوطن وتعريف طلابها على أهم المعالم الحضارية والسياحية والصناعية والثقافية في مملكة البحرين.
ويعمل قسم البرامج والأنشطة في المؤسسة على وضع خطط سنوية دائمة وتجهيز مختلف الفعاليات والبرامج لمختلف الفئات العمرية من أجل إضفاء البهجة والفرحة على نفوس الأسر المنتسبة لها، وإضافة المنفعة ضمن الترفيه، كما إن هناك أنشطة سنوية ثابتة منها المهرجان الرمضاني ومخيم الربيع السنوي والاحتفال بيوم اليتيم العربي ويوم المرأة البحرينية ويوم الطفولة، إلى جانب النشاط الصيفي واليوم الوطني.
وهنا نسلط الضوء على هذا القسم لنتعرف أكثر على الرعاية الاجتماعية التي توليها المؤسسة الخيرية الملكية، فتقول رئيس قسم البرامج والأنشطة سوسن يوسف: يعمل قسم البرامج والأنشطة برؤية التميز والجودة في تقديم البرامج لمختلف الفئات المستهدفة من قبل المؤسسة سواء من الطلاب والأمهات المكفولين وغير المكفولين، وحتى عموم الجمهور، وعلى هذا النهج تقسم مسارات العمل للبرامج والأنشطة على ثلاث فئات هي: الأمهات، الطفولة والشباب، والبرامج الجماهيرية.
وتؤكد سوسن إلى أنهم لمسوا التأثير الكبير للرعاية الاجتماعية على الأسر، فتقول: من خلال انخراطنا بالأرامل في مختلف البرامج، لمسنا أنهن يصبحن أكثر قدرة على مواجهة وتخطي المشاكل اللاتي تعتريهن مع الأبناء، كما ازدادت ثقتهن بأنفسهن واعتمادهن على أنفسهن ونسيان همومهن وأحزانهن بعد الترمل، وهذا يأتي من خلال تبادل الخبرات عبر جلوس الأرامل مع بعضهن البعض والتعرف على من يعانين من نفس الظروف، حتى وجدناهن اليوم شخصيات بارزة في المجتمع، وأما بالنسبة للأبناء فقد اتضح تأثير البرامج عليهم من خلال ملامح عدة أولها عن طريق متابعة سلوكهم والذي يتم تقويمه من قبل الاختصاصيين والمشرفين المتواجدين معهم في البرامج، إلى جانب قدرتهم على التعبير وكسر حاجز الخجل وعودتهم سعيدين ومستمتعين بعد كل برنامج وفعالية.
تأهيل الأمهات
أما فيها يخص نوعية البرامج المقدمة، تقول اختصاصي أول أنشطة دانة أحمد الخاجة حول ملتقى الأمهات إلى أنه ملتقى تربوي وتدريبي لفئة الأمهات الأرامل المكفولات وغير المكفولات، وتسعى المؤسسة من خلاله إلى تكوين مجموعة متآلفة من الأمهات لتدريبهن على أحدث الأساليب التربوية في تربية الأبناء، والارتقاء بمهارتهن وصقل ميولهن وقدراتهن، إلى جانب تأهيلهن ليكونوا أمهات ناجحات في الإدارة المنزلية، ويهدف هذا الملتقى إلى إعداد أمهات متميزات للمساهمة في تمثيل المؤسسة في المحافل الخارجية.
وتضيف دانة: نظم ملتقى الأمهات عدداَ من البرامج منها الدورات التدريبية لكيفية علاج سلوك الأبناء والتعامل مهم خصوصاً في مرحلة المراهقة، حيث هدفت هذه الدورات إلى التعرف على أنماط شخصيات الأبناء وكيفية التعامل معهم وكان من هذه الدورات دورة حياة بلا ضغوط ودورة كيف تقودين أسرتك بسعادة واللواتي هدفن إلى زيادة الروابط الأسرية عبر مواجهة المشكلات الأسرية بالمنزل، وهناك دورات خاصة بالأم كدورة المرأة في عصر العولمة والهدف منها توعية الأمهات بمخاطر العولمة الاجتماعية وتثقيفها بحقوقها وواجباتها في الشرعية الإسلامية، ودورة في فن الإتيكيت والهدف منها التعرف على فنون الحديث والجلوس والزيارات والمواعيد، إلى جانب دورات اللغة الإنجليزية والحاسوب والإسعافات الأولية.
ولا تقتصر فعاليات الأمهات على الدورات التدريبية، فهناك الأنشطة الترفيهية كالذهاب إلى برك السباحة، والخروج لتناول وجبات الغداء والعشاء بمصاحبة الأبناء وزيارات ثقافية إلى الصحف المحلية والمصانع ودور المسنين وزيارة المرضى بالمستشفيات والبيوت التراثية والسفرات الخارجية الترفيهية سواء إلى المملكة العربية السعودية أو إلى مكة المكرمة لتأدية فريضة العمرة.
اعتماد الطفل على نفسه
ومن جهة أخرى بالنسبة لبرامج وأنشطة الأطفال فهي أدرجت تحت مسمى ملتقى الطفولة، وحول هذا الملتقى يقول اختصاصي أنشطة عبدالرحمن بوجيري: يستهدف ملتقى الطفولة الفئة العمرية من 6 إلى 13 سنة، ويهدف إلى تنمية وصقل هوايات الأطفال، إلى جانب تنمية شخصياتهم وتشجيعهم على الاعتماد على النفس وسد الفراغ الحاصل في نفوسهم بسبب الفقد وإشباع حاجاتهم المختلفة سواء التربوية أوالترفيهية وذلك من خلال البرامج والدورات والبرامج المهارية المختلفة لتأهيلهم والوصول إلى جيل صالح قادر على قيادة المجتمع والمساهمة في رفعة الوطن.
ويوضح بوجيري إلى أنه أقيمت للأطفال مؤخراً عدد من الدورات والورش التعليمية منها اللمسة الجيدة واللمسة غير الجيدة والتي هدفت إلى تعريف الأطفال بالمناطق المسموح بها وغير المسموح لها، وسائل عملية في بر الأم للتعرف على أهمية احترام الأم ومكانتها في الإسلام، كما تم التعاون مع برنامج وزارة الداخلية وبرنامج معاً لمكافحة الإرهاب، وبرنامج التثقيف الصحي باللعب وهو بالتعاون مع وزارة الصحة وإدارة تعزيز الصحة حيث تم فيه توصيل المعلومات الصحية للطفل والعادات الغذائية السليمة عن طريق اللعب، هذا عدا الزيارات المتنوعة والرحلات الترفيهية لمختلف الأماكن من المطاعم والألعاب والزيارات التعليمية.
برامج شبابية ومجتمعية
ومن جانبها تحدثنا اختصاصي أنشطة عايشة بوقيس عن ملتقى الشباب وتقول: ملتقى الشباب هو ملتقى تربوي وتدريبي، يستهدف الشباب في الفئة العمرية من 14 إلى 24 سنة، ويركز على تنمية مواهبهم وتنمية مهاراتهم القيادية والثقافية وتأهيلهم ليكونوا عناصر فعالة في المجتمع.
كما تبين بوقيس إلى أن قسم البرامج والأنشطة لا يقتصر فقط على البرامج المقدمة للأسر المنتسبة للمؤسسة الخيرية الملكية، فهناك البرامج الجماهيرية والتي يتم خلالها مخاطبة الجمهور العام وتقديمها لفئات المجتمع المختلفة، وهي تتنوع بين الدورات المتخصصة و الفعاليات التي تعزز قيم المواطنة أو البرامج الترفيهية، فمن هذه البرامج المهرجان الرمضاني والتي احتفل فيها بمناسبة القرقاعون وكان في مجمع السيف لمشاركة الجمهور هذه المناسبة ودمج أبناء المؤسسة في المجتمع، إلى جانب فعالية العيد الوطني ومشاركة الأمهات في سوق الأسر المنتجة بمجمع السيف وغيرها.
وضمن حرص المؤسسة على الشراكة المجتمعية مع مختلف الجهات والمؤسسات، تشير بوقيس إلى أن قسم البرامج والأنشطة ينظم عدداً من البرامج والفعاليات من مبدأ الشراكة المجتمعية مع عدد من الجهات الحكومية والخاصة، وتم تقديم هذه البرامج للأيتام والأرامل إما عبر تقديم الدعم المادي للفعالية أو عبر تنظيم البرامج والفعاليات المختلفة لهم وذلك إيماناً منهم بأهمية التكامل ودعم المؤسسة وبرامجها، فكل الشكر والتقدير لكل جهة متبرعة لقسم الأنشطة والبرامج وكان لها دور كبير في إدخال الفرحة في قلوب الأمهات والأبناء.
وتؤكد أن القسم يسعى في الوقت الحالي إلى إيجاد برامج التنمية المستدامة التي تساهم في خدمة الأسر المنتسبة للمؤسسة، والاهتمام بتحسين جانب الدخل المعيشي والتعليمي وزيادة الوعي في جوانب مختلفة منها التعليمي والتربوي والصحي ودعم الأسر المنتجة من خلال تطوير قدراتهم في وتشجيعهم في قطاع ريادة الأعمال.