كتبت – إيمان الخاجة:
اسم على مسمى، فهو مركز تفاؤل وشعاره التفاؤل الذي يغرسه في قلب كل طالب من طلاب المركز، ليخرج طاقاته وإبداعاته ويكتسب العلم والمعرفة رغم الإعاقة التي يواجهها ورغم الظروف التي يمر بها، فهو مركز غير ربحي يقدم خدمات تربوية للأطفال من ذوي الفئة الخاصة، يلتزم بتقديم الخدمات التعليمية والتأهيلية المختصة والمميزة لذوي الاحتياجات الخاصة وأسرهم.
زارت «الوطن» مركز الخدمات التربوية الخاصة للأطفال (تفاؤل) لتكتسي من هذا التفاؤل عن قرب، وهنا التقينا مع مدير مركز تفاؤل أسامة مدبولي ليعرفنا أكثر عن هذا التفاؤل.
يقول مدبولي: مركز الخدمات التربوية الخاصة للأطفال (تفاؤل) هو مركز خيري غير ربحي، مسجل بوزارة التنمية الاجتماعية، تأسس في يونيو 2007، يقدم خدماته التربوية للأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة لتعليمهم وتأهيلهم للاعتماد على أنفسهم ودمجهم في المجتمع بصورة جيدة، وساهم في إنشاء هذا المركز عدد من أولياء الأمور والشخصيات القيادية، بعدها تبنى صندوق الحد الخيري هذا المركز واحتضن كل أنشطته، واستمر العمل في المركز وتطويره حتى تم الوصول إلى مقر خاص له في منطقة الحد، واختار المركز شعار تفاؤل إيماناً منهم بأن الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة لهم شخصيتهم المميزة ولهم قدراتهم الخاصة حتى لو كانت محدودة، ويملكون موهبة تميزهم عن غيرهم، لذلك فهم يستحقون كل الاهتمام.
برامج وجلسات تعليمية
ويهدف مركز تفاؤل إلى تنمية قدرات الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة وتطبيق مبدأ الدمج لهم في المرحلة المبكرة من خلال الدمج العكسي وهو يقوم باستقبال أبناء طبيعيين مع أبناء ذوي الاحتياجات الخاصة من أجل استفادتهم من برامج عالية الجودة ومميزة، وتقديم برامج تربوية إسلامية مبسطة تتناسب وقدرات الأطفال، إلى جانب توفير مواد علمية متخصصة في اللغة العربية تناسب المجتمع العربي، إلى جانب استقبال خبراء عرب وأجانب لتدريب الكوادر البحرينية من خلال الدورات المختلفة، وإنتاج وتوزيع كتب للإعاقة على مستوى العالم العربي، وإقامة مؤتمر سنوي متخصص في الإعاقة لزيادة التبادل العلمي داخل وخارج مملكة البحرين، ويركز تفاؤل جل اهتمام على حالات الأطفال ممن لديهم اضطرابات سلوكية واضطرابات نمائية، إلى جانب حالات التأخر الدراسي وبطء التعلم، وأنواع الإعاقة الذهنية من التوحد ومتلازمة داون وغيرها، حيث يقوم المركز بتأدية مهامه من خلال روح الفريق الواحد المبني على الاحترام المتبادل والالتزام التام بالمسؤولية بين جميع الأطراف من العاملين والأطفال وأولياء أمورهم، ويؤكد على دوره في تنمية المجتمع والالتزام والوفاء بتقديم أفضل الخدمات المتخصصة لهؤلاء الأطفال من مرحلة التدخل المبكر ودمجهم في المجتمع.
وحول التعامل مع الطلاب يقول مدبولي: يتم عمل تقييم للأطفال بناء على قدراتهم، بعدها يتم عمل برنامج علاجي تدريبي تأهيلي يعتمد على إظهار نقاط القوة لدى الطفل والتغلب على نقاط الضعف التي يحاول البرنامج التعليمي علاجها لديه، هناك بعض الحالات يتم قبولها في الفترة الصباحية داخل الصفوف وهذه الحالات غير مسجلة في مكان آخر ولا تتلقى أي خدمات لذلك تكون في أمس الحاجة لهذه البرامج، كما يتم تقديم جلسات تدريبية تعليمية للأطفال في الفترة المسائية الموجودين في المدارس العادية أو الروضات أو ممن لديهم ظروفهم أو ظروف أولياء أمورهم لا تسمح إلا بالفترة المسائية.
ويقدم المركز عدداً من الخدمات إلي جانب الصفوف، فيشير مدبولي قائلاً: يقدم تفاؤل جلسات تربوية تدريبية لتنمية قدرات الأطفال، وجلسات أخرى لتعديل سلوكيات الأطفال، أما العلاج فيكون علاجاً تربوياً تعليمياً يعتمد على تقديم برنامج مميز للطفل ولا يتم استخدام أي نوع من الأدوية العلاجية ويعتمد فقط على تنمية قدرات الطفل، كما يقول المركز بتقديم جلسات إردشادية تربوية للأطفال الذين يعانون من بعض المشاكل السلوكية والتي تؤثر على قدراتهم وتمنعهم من التفاعل مع المجتمع بصورة جيدة، إلى جانب ذلك يقدم مركز الخدمات التربوية الخاصة خدمة التأهيل النفسي وتعديل السلوك، خدمات الإرشاد الأسري، خدمات التأهيل الفردي والجماعي لمختلف الأعمار والتي تشتمل على برامج تربوية متخصصة وتنمي المهارات الحركية. بالإضافة إلى برامج الاعتماد على الذات، وبرامج التدريب على مهارات الحياة اليومية وبرامج الترفيه الاجتماعي وبرامج للتدخل المبكر.
أنشطة متنوعة
ويضيف أسامة مدبولي: يستخدم مركز تفاؤل عدداً من البرامج لتشخيص الحالات والتقييم، فهناك برنامج بورتاج لتنمية الطفولة المبكر ويستخدم كتقييم وبرنامج تنموي، إلى جانب برنامج كوبس العربي لفرز وتشخيص حالات صعوبات التعلم، وبرنامج حروفي الأولى وهو برنامج تعليمي، ومن البرامج أيضاً برنامج السندباد لعلاج الذاكرة قصيرة المدى، أما بالنسبة لحالات التوحد فيتم تشخيصها من المقياس النفسي التربوي ثم عمل برنامج خاص لها بالاستعانة ببرنامج تيتش الخاص بحالات التوحد.
ولا يقتصر الأمر عند هذا الحد، بل يعمل تفاؤل على تنظيم عدد من الأنشطة السنوية للطلاب، منها برنامج الأسنان لتعليم الأطفال الرعاية الذاتية، ومهرجان الألوان لتنمية الذوق الفني لدى الأطفال، إلى جانب الاحتفال باليوم العالمي للتوحد في 2 أبريل واليوم العالمي للمعاقين في 3 ديسمبر، وبالإضافة إلى الأنشطة، أصدر تفاؤل عدداً من الإصدارات منها الدليل المصور للأعراض السلوكية للتوحد، وهناك مجموعة كتب قيد النشر والطباعة في تنمية القدرات ومهاراتها الأساسية، وإصدار في التعامل الجيد مع الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة وآخر في تعديل السلوك.
دور الأسرة
ويشير أسامة مدبولي إلى أن الأسرة لها دور مهم في التعامل مع أبنائها من ذوي الإعاقة ويقول: تحتاج الأسرة إلى بعض الوقت بعد معرفتها بإعاقة ابنها لكي تتغلب على حالة الصدمة والرفض والاكتئاب التي تمر بها، فتبدأ في تقبل طفلها والتفكير الإيجابي فيما يجب وما يستطيع أن يفعله نحوه، وهنا يجب على الأم آن تقضي وقتاً أطول مع طفلها، ويحتاج الطفل في هذه المرحلة لأن يتعلم برنامج مناسب لقدراته يقوم بإعداده وتنفيذه له أخصائي يقوم بتقييم قدراته ووضع البرامج المناسبة لتنميتها حتى يستطيع أن يعيش متوافقاً مع بيئته ومعتمداً على نفسه، ويجب أن يعلم أولياء الأمور أن الإعاقة لا تعني توقف الطفل عن النمو وإنما هي انحراف عن النمو الطبيعي أو ضعف في مظهر من مظاهر النمو، فالطفل ذو الاحتياجات الخاصة ينمو ويتعلم ولكن أبطأ من الأطفال العاديين، وتكمن المشكلة التي تؤدي إلى فجوة في القدرات بسبب عدم تزويد الطفل بالخبرة المناسبة له أكثر من عدم قدرته على التعلم، وعلى الأسرة أن تعي أن هذه العملية بطيئة وتحتاج إلى وقت وجهد كبير وصبر، فالطفل الذي يعيش داخل أسرته أكثر قابلية للتعلم والتدريب من الطفل الذي يعيش خارجها، والأسرة هي أفضل مدرب لطفلها ولهم دور كبير في تعليمه ورعايته، وتنمية القدرات لا تكون عن طريق الأدوية أو العمليات الجراحية وإنما عن طريق البرامج التدريبية التربوية.
ويضيف مدبولي: يجب أن يعلم أولياء الأمور أن عملية تعديل سلوك الطفل هي أول خطوات البرامج التعليمية وأنها تحتاج إلى التكرار المستمر للمعلومات التي تعلمها الطفل حتى لا ينساها، كما يجب أن يحيط أولياء الأمور وقت التعلم للطفل بجو من المتعة والفرح والبهجة لأن ذلك يساعد على تثبيت المعلومات مع توزيع متابعة وتدريب وتعليم الطفل على كل أفراد الأسرة.