جيش النظام يرتكب مجزرة جديدة في «القورية» وفرار 26 ضابطاً لتركيا

عواصم - (وكالات): أكد الرئيس السوري بشار الأسد أن «بقاءه في منصبه أو رحيله رهن بصناديق الاقتراع»، معتبراً أن «النزاع في بلاده ليس حرباً أهلية بل هو صراع مع إرهاب مدعوم خارجياً».
في هذا الوقت، يناقش ممثلو المعارضة السورية في قطر مبادرة لإيجاد هيكلية جديدة تعمل على توحيد المجهود العسكري ضد النظام وإدارة المساعدات الإنسانية والإشراف على المناطق المحررة، ما سيجعل المعارضة أكثر تمثيلاً وأكثر مصداقية أمام المجتمع الدولي.
على الأرض، يستمر العنف على وتيرته التصعيدية، فيما تحدثت تقارير عن ارتكاب جيش الأسد لمجزرة جديدة في القورية بدير الزور، ما دفع 9 آلاف شخص إلى الفرار من البلاد خلال 24 ساعة إلى تركيا هرباً من عمليات القصف والمعارك خاصة شمال غرب سوريا حيث تحاول المجموعات المقاتلة المعارضة السيطرة على واحد من آخر معبرين حدوديين مع تركيا لايزالان في أيدي القوات النظامية.
وأعلنت الأمم المتحدة في جنيف أن نحو 11 ألف سوري لجؤوا إلى البلدان المجاورة، 9 آلاف منهم إلى تركيا وألف إلى الأردن وألف إلى لبنان، خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
وفي حديث إلى قناة «روسيا اليوم» التلفزيونية، أعلن الأسد أنه يرفض مغادرة سوريا. وأضاف أن «مسألة بقاء الرئيس أو رحيله تعود إلى الشعب، وليست مسألة تتعلق برأي الآخرين. والطريقة الوحيدة تتم من خلال صناديق الاقتراع».
وأكد الأسد أن النزاع القائم في بلاده منذ 20 شهراً ليس «حرباً أهلية»، قائلاً «الأمر يتعلق بالإرهاب والدعم الذي يحظى به الإرهابيون من الخارج لزعزعة استقرار سوريا».
وحمل الأسد على رئيس الوزراء السوري رجب طيب أردوغان، قائلاً إنه يعتقد نفسه «السلطان العثماني الجديد» وأنه «يستطيع السيطرة على المنطقة كما كان الأمر خلال عهد الإمبراطورية العثمانية وتحت مظلة جديدة. إنه يفكر في أعماقه بأنه خليفة». وتوقع الرئيس السوري «أن تكون الحرب طويلة» في بلاده في حال «استمرت عمليات تزويد الإرهابيين بالسلاح والمساعدات اللوجستية».
ونفى أن تكون قواته ارتكبت جرائم حرب. وقال «من غير المنطقي أن يرتكب جيش جرائم حرب ضد شعبه، لأن الجيش السوري يتكون من أفراد الشعب السوري. لو أراد الجيش أن يرتكب جرائم حرب بحق شعبه فإنه سينقسم ويتفتت».
على الأرض، تحاول قيادة المجلس العسكري الأعلى التابع للجيش السوري الحر لم شمل المجموعات المقاتلة وتوحيدها في تنظيم واحد، وهي عملية شاقة في ظل تعدد المجموعات وولاءاتها بين إسلامية وعلمانية وجنود منشقين وغيرهم.
وقال رئيس المجلس العسكري العميد مصطفى الشيخ من منطقة حدودية مع تركيا، إن المجلس أرسل 200 ضابط إلى «المناطق المحررة» في سوريا بهدف أن تكون القيادة على تماس أكثر مع الجبهة.
ميدانياً، تستمر العمليات العسكرية الواسعة في ريف دمشق حيث واصل الطيران الحربي السوري قصف المدن والقرى، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيانات متلاحقة، مشيراً إلى «اشتباكات عنيفة» بين القوات النظامية السورية ومقاتلين معارضين في منطقة البساتين الواقعة بين بلدة داريا وحي كفرسوسة في غرب العاصمة. وذكر أن «القوات النظامية تنتشر في محيط البساتين تمهيداً لاقتحامها». وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية في بيان أن القصف العنيف بقذائف الهاون والمدفعية يطال أيضاً نهر عيشة وحي الحجر الأسود جنوب دمشق.
من ناحية أخرى، قتل 4 أشخاص في تفجير سيارة مفخخة أمام بلدية معضمية الشام في ريف دمشق، بحسب ما أفاد المرصد.
ودعا الناشطون المعارضون للنظام إلى التظاهر أمس في سوريا تحت شعار «أوان الزحف إلى دمشق» وللمطالبة بإسقاط الأسد.
وفي محافظة دير الزور، قتل 19 شخصاً في قصف على مدينة القورية، بحسب المرصد الذي أشار إلى تعرض مدينة البوكمال في المحافظة نفسها على الحدود مع العراق لقصف من القوات النظامية. وقتل العشرات في أعمال عنف في سوريا.
وعبر 9 آلاف سوري الحدود التركية ليل أمس الأول هرباً من المعارك عند مركز رأس العين الحدودي، وفقاً لما أفاد به مسؤول في وزارة الخارجية التركية.
وبذلك يرتفع إجمالي عدد اللاجئين السوريين في تركيا إلى أكثر من 120 ألفاً.
إلى ذلك، ذكرت وسائل إعلام تركية أن 26 ضابطاً سورياً منشقاً عن الجيش وصلوا إلى تركيا.
والضباط هم لواءان و11 عقيداً وضابطان برتبة مقدم واثنان برتبة رائد و4 برتبة نقيب و5 برتبة ملازم.
من جهته، انتقد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان مجلس الأمن الدولي مجدداً.
وقال خلال زيارة لإندونيسيا «هذا أمر غريب. هناك فظائع ترتكب حالياً في سوريا وهذه الفظائع يديرها زعيم دولة. ومع استمرار هذه الفظائع.. مازالت الأمم المتحدة تلتزم الصمت تجاهها». في الوقت ذاته، قتل 20 عنصراً من القوات النظامية في اشتباكات مع المقاتلين المعارضين قرب معبر حدودي في مدينة رأس العين في محافظة الحسكة شمال سوريا، التي تقع على الحدود مع تركيا، وفقاً للمرصد السوري.
كما قتل أكثر من 30 عنصراً من قوات النظام السوري والمقاتلين المعارضين له خلال أسبوع في معارك تواصلت في قرى تقع داخل المنطقة المنزوعة السلاح في هضبة الجولان.
وترافقت المواجهات مع تحذيرات إسرائيلية لسوريا من مغبة وصول هذه المعارك إلى الجزء الذي تحتله إسرائيل من الجولان.
وحذر نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي موشي يعالون الحكومة السورية من توسع المعارك بين الجيش السوري والمعارضين المسلحين الذين يقاتلونه في الجزء الذي تحتله إسرائيل من هضبة الجولان.
وفي قطر، تستكمل مكونات المعارضة السورية المجتمعة برعاية قطر وجامعة الدول العربية مشاوراتها حول إيجاد جسم سياسي موحد جديد لها بناء على مبادرة المعارض البارز رياض سيف.
وقال مشاركون في الاجتماعات إن كل الشخصيات والتيارات أعطت رأيها في الخطة، باستثناء المجلس الوطني الذي يعتبر حتى الآن أبرز مكونات المعارضة والذي يخشى تهميشه في الهيكلية الجديدة. وقد استمهل لإبداء رأيه في الخطة إلى ما بعد انتخاب رئيس جديد له في وقت لاحق. وبدا المجلس متردداً إزاء خطة توحيد المعارضة. في المقابل انتخب المجلس مكتباً تنفيذياً جديداً له يتألف من 11 عضواً على أن ينتخب لاحقاً رئيساً له. ويرى محللون أنه بدا من المرجح أن المعارضة السورية التي تتعرض لضغوط من الولايات المتحدة وقطر لتوحيد صفوفها ستتفق على تشكيل كيان جديد شامل سيكون كحكومة وحدة في حالة سقوط الرئيس بشار الأسد.
من جانب آخر، أعلن مدير مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة جون غينغ أن عدد الأشخاص الذين سيحتاجون للمساعدة الإنسانية داخل سوريا يتوقع أن يرتفع إلى أكثر من 4 ملايين مطلع العام المقبل.