عواصم - (وكالات): دعت المفوضة العليا للأمم المتحدة لحقوق الإنسان نافي بيلاي أمس بورما إلى منح أقلية الروهينجيا المسلمة المحرومة من الجنسية حق المواطنة.
وقالت بيلاي إن «هواجسي كثيرة، ولاسيما ما يتعلق بالوضع في ولاية راخين» في بورما، حيث أسفرت أعمال عنف بين المسلمين والبوذيين منذ يونيو الماضي عن 180 قتيلاً و110 آلاف مهجر يشكل المسلمون القسم الأكبر منهم.
وأضافت بيلاي على هامش منتدى بالي حول الديمقراطية الذي أنهى أعماله أمس في الجزيرة الإندونيسية، «قالت لي الحكومة البورمية إن ما يحصل ليس مشكلة عرقية، لكن وفق ما أعرفه عن الوضع، فإن ما يحصل مشكلة عرقية. والروهينجيا محرومون من الجنسية منذ فترة طويلة جداً، وهذا يتطلب حلاً سياسياً». وأوضحت بيلاي أن الحل «يجب أن يتضمن إعادة نظر في القانون حول المواطنة حتى يستفيد الروهينجيا من إمكانية الحصول هم أيضاً على المواطنة. وهذا يعني أيضاً اتخاذ موقف واضح، أخلاقياً وسياسياً، ضد عمليات التمييز وضد المنظمات القائمة على العرقية والدين، ومنع كل أشكال التمييز والخطب التي تدعو إلى الكراهية». ويعيش نحو 800 ألف من الروهينجيا الذين تعتبرهم الأمم المتحدة إحدى أكثر الأقليات تعرضاً للاضطهاد في العالم، في ولاية راخين. وقد حرم المجلس العسكري الذي تسلم السلطة حتى مارس 2011، الروهينجيا من الجنسية، ويعتبرهم معظم البورميين مهاجرين غير شرعيين أتوا من بنغلادش.
والروهينجيا ليسوا في عداد 135 «مجموعة عرقية» رسمية منحها القانون البورمي حول المواطنة في 1982 المواطنة الكاملة.
وطلبت بيلاي من جهة أخرى الإفراج عن موظف محلي في وكالة الأمم المتحدة للاجئين معتقل في بورما منذ 5 أشهر. في غضون ذلك، طلبت 10 سفارات من بورما تسهيل وصول المساعدة الإنسانية إلى اللاجئين المسلمين غرب البلاد.
وشجع البيان المشترك نايبيداو على «تأمين وصول المساعدة الإنسانية الآمنة والسريعة ومن دون عوائق، إلى جميع الأشخاص الذين يواجهون صعوبات في كل أنحاء ولاية راخين».
وأكد البيان «استعداد المجموعة الدولية لتقديم دعمها مع المساعدة الإنسانية وكذلك تقديم مساعدة للتنمية على المدى البعيد في ولاية راخين، وهي مستعدة للقيام بذلك في إطار جهود منسقة لبلوغ أقصى درجات الفعالية». ومن موقعي البيان، الولايات المتحدة وأستراليا وبريطانيا وفرنسا، وأيضاً السعودية ومصر وتركيا الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي التي تضم 57 دولة والتي قامت بتحركات عاجلة بعد أعمال العنف الأولى في يونيو الماضي.
من جهة أخرى، أعلنت سلطات بنغلادش أن نحو 50 راكباً مازالوا مفقودين بعد غرق سفينة تقلهم خصوصاً لاجئين من الروهينجيا المسلمة كانت في طريقها إلى ماليزيا في خليج البنغال. وقال اللفتنانت كولونيل في خفر السواحل زاهد حسن إن خفر السواحل والبحرية وصيادي السمك تمكنوا من إنقاذ نحو 60 من ركاب السفينة على بعد نحو 15 كلم من منطقة كوكس بازار جنوب البلاد.
وكانت السفينة الخشبية التي تبلغ طاقتها 70 راكباً تقل نحو 110 أشخاص.