^ واشنطن: نواصل منع إيران من إقامة ستار حديدي لعزل شعبها ^ قلق فرنسي على انتهاكات طهران لحقوق الإنسان
عواصم - (وكالات): دعت فرنسا السلطات الإيرانية إلى «كشف الحقيقة كاملة» عن ملابسات وفاة المدون الإيراني ستار بهشتي في السجن في 28 أكتوبر الماضي، وفق ما أعلنت وزارة الخارجية، فيما قالت منظمة العفو الدولية إن بهشتي تلقى تهديدات بالقتل بسبب مدونته المعارضة للحكومة وربما يكون توفي نتيجة للتعذيب.
وقال مساعد المتحدث باسم وزارة الخارجية فنسان فلورياني «إننا نشعر بصدمة عميقة لعلمنا بوفاة المدون ستار بهشتي في المعتقل. ندعو السلطات الإيرانية إلى كشف الحقيقة كاملة بشأن ملابسات وفاته».
وكان ستار بهجتي الذي أعلنت وفاته من جانب منظمات حقوقية عدة، مسجوناً داخل معتقل في كاهيرزاك جنوب طهران، بحسب الخارجية الفرنسية.
وأكد فلورياني أن «فرنسا تعرب عن قلقها البالغ إزاء التدهور المستمر لوضع حقوق الإنسان في إيران».
كما أعلنت منظمة مجاهدي خلق، أبرز مجموعات المعارضة الإيرانية في الخارج، وفاة الناشط الحقوقي، مشيرة في بيان إلى أن «المعتقل السياسي ستار بهجتي البالغ 35 عاماً قتل تحت التعذيب على يد جلادي النظام، بعد 8 أيام على اعتقاله».
وأشارت الخارجية الفرنسية إلى أن «التدهور المتزايد لظروف الاعتقال التي ندد بها مؤخراً 33 معتقلاً في سجن إيوين، يمثل مصدر قلق بالغ لفرنسا»، مضيفة أن «قمع أصوات المعارضين الذين يعبرون سلمياً في إيران غير مقبول».
ودعت منظمة العفو الدولية مؤخراً إيران إلى التحقيق بشأن الاتهامات بإساءة معاملة لمعتقلات في سجن إيوين في طهران من جانب حارساتهن، لافتة إلى أن 9 سجينات بدأن إضراباً عن الطعام احتجاجاً على هذه الممارسات. وحثت المنظمة الحقوقية وحكومات أوروبية طهران على التحقيق في وفاة بهيشتي الذي ألقي القبض عليه في منزله جنوب غرب طهران في 28 أكتوبر الماضي وسلمت جثته إلى أسرته الأربعاء الماضي. وقالت المنظمة الدولية «المخاوف من أن يكون ستار بهيشتي توفي نتيجة للتعذيب في منشأة احتجاز إيرانية بعد أن قدم فيما يبدو شكوى بشأن التعذيب هي مخاوف معقولة جداً بالنظر إلى سجل إيران عندما يتعلق الأمر بالوفيات قيد الاحتجاز».
وقبل يوم واحد من القبض عليه قال بهيشتي إنه تلقى تهديدات. ونسبت العفو الدولية إليه القول «أرسلوا إلي رسالة تقول: «أبلغ أمك أنها سترتدي السواد قريباً لأنك لا تغلق فمك الكبير»».
في سياق متصل، قال المجلس الوطني المقاومة الإيرانية إن «النظام في طهران أعدم 21 شخصاً خلال الـ48 ساعة الماضي»، مشيراً إلى أن «عدد من أعدموا خلال العام الجاري بلغ 379 شخصاً».
وندد المجلس الوطني في بيان بحالات الإعدام السري التي تنفذ ضد السجناء السياسيين. في الوقت ذاته، أعلنت الولايات المتحدة أنها فرضت عقوبات جديدة على إيران تشمل خصوصاً وزير الاتصالات ووزارة الثقافة على خلفية أنشطة رقابة مفترضة على وسائل الإعلام. وأفاد بيان لوزارة الخارجية الأمريكية أن هذه التدابير تستهدف خصوصاً وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات رضا تقي بور المتهم بإصدار الأمر بالتشويش على قنوات فضائية والوقوف وراء تردي خدمة الإنترنت في إيران. وعملاً بالإجراءات المتبعة في مثل هذه الحالات، قدمت وزارة الخارجية الأمريكية إلى الكونغرس أسماء 4 أشخاص إيرانيين، بينهم الوزير تقي بور، و5 ذوات معنوية بينها وزارة الثقافة، لإضافتها إلى قائمة العقوبات الأمريكية، وذلك لأنشطتهم في «الرقابة على الصحافة المكتوبة والمرئية والمسموعة».
وقالت المتحدثة باسم الوزارة فيكتوريا نولاند إن «العديد من الناشطين والصحافيين والمحامين والطلاب والفنانين اعتقلوا وخضعوا للمراقبة وتعرضوا للتعذيب أو منعوا من ممارسة حقوقهم». وأضافت «مع هذه التدابير التي نتخذها نلفت نظر العالم حول المدى التي وصلت إليه الأعمال السيئة للنظام الإيراني الذي يقمع شعبه وينتهك قوانينه الخاصة وواجباته الدولية». وأكدت أن الولايات المتحدة «ستواصل الوقوف إلى جانب الشعب الإيراني في مطالبته الحفاظ على كرامته وحريته ومنع الحكومة الإيرانية من إقامة «ستار حديدي» لعزل المواطنين الإيرانيين عن باقي العالم». من جانبه، نفى مهدي هاشمي نجل الرئيس الإيراني السابق أكبر هاشمي رفسنجاني والمعتقل منذ سبتمبر الماضي المعلومات الصحافية بشأن اتهامه بالتجسس، وفقاً لمحاميه في تصريحات نقلتها وكالة مهر الإيرانية للأنباء. وفي نهاية سبتمبر الماضي، اعتقلت فايزة هاشمي، شقيقة مهدي هاشمي، أيضاً وأمضت في السجن عقوبة لمدة 6 أشهر بعد إدانتها بنشر «دعاية ضد النظام». وهذه العقوبة التي حكمت بها في بداية العام، لم تكن قد نفذت حتى ذلك الوقت.
والأخوان هاشمي متهمان من قبل السلطات بالتورط في تظاهرات عام 2009 التي اندلعت إثر إعادة انتخاب أحمدي نجاد لولاية رئاسية ثانية في انتخابات قالت المعارضة إن عمليات تزوير شابتها.
وأكبر هاشمي رفسنجاني لايزال يدير مجلس تشخيص مصلحة النظام، أعلى هيئة تحكيم سياسية في إيران.
من جانب أخر، أكد وزير الدفاع الإيراني أحمد وحيدي ما اتهم به البنتاغون إيران من قيام اثنتين من طائراتها المقاتلة بإطلاق النار الأسبوع الماضي على طائرة أمريكية بدون طيار فوق الخليج.
ونقلت وكالة الأنباء الطلابية «إيسنا» عن الوزير قوله «الأسبوع الماضي دخلت طائرة غير معروفة الهوية المجال الجوي للمنطقة البحرية لإيران في الخليج وبفضل التصرف المناسب والذكي والحاسم لقواتنا المسلحة اضطرت إلى الفرار». وأضاف الوزير «هذا المثال يظهر أن إيران تتحلى باليقظة المطلوبة في مراقبة كل التحركات واتخاذ الإجراءات الحاسمة والمناسبة». وقد سبق أن أكد مسؤول كبير في الجيش الإيراني ضمناً ما أعلنه المتحدث باسم البنتاغون جورج ليتل من قيام طائرتين إيرانيتين «إس.يو-25» بإطلاق النار على طائرة أمريكية بدون طيار لكن دون أن تصيباها. وفي هذا الصدد، أعلنت إيران أنها ستتعامل بحزم مع أي عدوان خارجي على مجالها الجوي في تحذير واضح للولايات المتحدة. وقال المتحدث باسم البنتاغون «نعتقد أن إيران أطلقت النار لتدمير الطائرة». وفي تحذير إلى طهران، أضاف ليتل أن الولايات المتحدة مستعدة لحماية قواتها. وقال «لدينا خيارات عدة من دبلوماسية وعسكرية لحماية معداتنا وقواتنا العسكرية في المنطقة، وسنقوم بذلك عند الضرورة». وبسبب تصاعد التوتر مع طهران حول برنامجها النووي في العام الماضي، وتزايد الاحتكاكات بين الأمريكيين. وفي شأن آخر، تستأنف الوكالة الدولية للطاقة الذرية المفاوضات مع إيران حول برنامجها النووي المثير للجدل في 13 ديسمبر المقبل في طهران، وفقاً لما أعلنه متحدث باسم الوكالة.