عواصم - (وكالات): قتل 20 عنصراً من القوات النظامية السورية أمس في انفجاري سيارتين مفخختين جنوب سوريا، في وقت تواصل المعارضة اجتماعاتها في الدوحة في محاولة للتوصل إلى اتفاق على تشكيل هيئة سياسية جديدة ممثلة وفاعلة في مواجهة نظام بشار الأسد.
ويفترض أن تحصل المعارضة السورية التي تواصل اجتماعاتها في الدوحة منذ 6 أيام على رد المجلس الوطني، أحد أبرز مكوناتها، على مبادرة تحظى بموافقة واسعة بين المعارضين وتنص على إنشاء هيئة سياسية تضم 60 ممثلاً عن أطياف المعارضة وتتولى تشكيل حكومة مؤقتة.
ويتحفظ المجلس الوطني الذي يخشى تهميشه على المبادرة، وطلب مهلة للإعلان عن موقفه النهائي. علماً أنه سيطرح خلال اجتماع المعارضة الموسع المقرر رؤيته لتوحيد المعارضة وتنص على «إنشاء 4 أجسام» هي «الحكومة الموقتة، وصندوق دعم الشعب السوري مع دعوة أصدقاء الشعب السوري إلى تقديم الدعم له دون تأخير، والقيادة المشتركة للقيادة العسكرية من الداخل، ولجنة قضائية سورية».
ويرى المجلس أن الحكومة الموقتة تستبدل بأخرى انتقالية حين انعقاد مؤتمر عام في سوريا، بحسب وثيقة للمجلس.
وحظي المجلس بعد أشهر من تشكيله في أكتوبر 2011، بدعم دولي واعترفت به «مجموعة أصدقاء الشعب السوري» التي تضم دولاً مؤيدة للمعارضة، ممثلاً باسم الشعب السوري قبل أن يصبح في مرمى الانتقادات لاسيما من واشنطن، بسبب عدم تمكنه من توسيع تمثيله ومن التوصل إلى قيادة شفافة وموحدة للمعارضة.
وانتخب المجلس المعارض المسيحي جورج صبرة رئيساً له.
وأعلن صبرة في مؤتمر صحافي في العاصمة القطرية أن «المجلس الوطني أقدم من المبادرة السورية أو أي مبادرة أخرى والمطلوب منا جميعاً الذهاب إلى مشروع وطني وليس مطلوباً من أي جهة الانضواء تحت لواء جهة أخرى».
وفي وقت لاحق، أشارت تقارير إلى استمرار الخلاف بين فصائل المعارضة حول مبادرة توحيد قيادتها ما دفع الوسطاء الدوليين الحاضرين في اجتماعات المعارضة في الدوحة للضغط على الأطراف خاصة على المجلس الوطني المتحفظ عن الانضمام لهيئة قيادية تتجاوزه.
وذكرت مصادر من المعارضة السورية أن المسؤولين من دولة قطر الراعية للمحادثات ومن دول أخرى مثل الولايات المتحدة وتركيا والإمارات، عقدوا لقاءات جانبية مع المعارضين للتقريب بين وجهات نظر المجلس الوطني السوري وباقي فصائل المعارضة المؤيدة لـ «هيئة المبادرة الوطنية السورية».
وقال القيادي في المجلس الوطني أحمد رمضان «إننا نشعر بضغوط تمارس علينا من أجل الانضمام للهيئة الجديدة مقابل وعود دولية لكن دائماً دون ضمانات».
على الأرض، قتل 20 عنصراً من القوات النظامية السورية في عمليتي تفجير انتحاريتين بسيارتين مفخختين قرب نقطة عسكرية في مدينة درعا، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وفي محافظة الحسكة، سيطر مقاتلون أكراد على مدينتي الدرباسية وتل تمر بعد ضغوط ومفاوضات انتهت بخروج قوات النظام منهما، وذلك بعد ساعات من سيطرة مقاتلين معارضين على مدينة راس العين الحدودية مع تركيا، بحسب ما ذكر المرصد.
وفي ريف دمشق، تستمر الاشتباكات بين القوات النظامية والمجموعات المقاتلة المعارضة.
في محافظة القنيطرة، تعرضت بلدات وقرى في المنطقة المنزوعة السلاح على الحدود مع هضبة الجولان المحتل من إسرائيل لقصف مصدره القوات النظامية.
من جهة أخرى، دمر الجيش السوري النظامي زورقاً ينقل مقاتلين في نهر الفرات شمال شرق سوريا.
في الوقت ذاته، أحرزت القوات النظامية السورية تقدماً خلال الأيام الماضية على الطريق السريعة المؤدية إلى مدينة معرة النعمان الاستراتيجية شمال غرب البلاد واستعادت عدداً من القرى الواقعة إلى شرق الطريق.
وقتل العشرات في أعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا.
وفي وقت لاحق، ذكرت مصادر معارضة أن عبوة ناسفة انفجرت أمس جنوب دمشق حيث تدور اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين.
ونتيجة تصاعد أعمال العنف، نزح خلال 24 ساعة 11 ألف شخص إلى الدول المجاورة لسوريا، بحسب ما أعلنت الأمم المتحدة، بينهم 9 آلاف إلى تركيا.
وأوضح المسؤول في المفوضية العليا للاجئين بانوس مومتزيس أن العدد الإجمالي للاجئين في البلدان الأربعة المجاورة لسوريا «تركيا ولبنان والأردن والعراق» بات يفوق 408 آلاف شخص.
وأعلنت الولايات المتحدة أنها رفعت قيمة المساعدات المخصصة لسوريا والبلدان المحاذية لها إلى 165 مليون دولار، وذلك للتجاوب مع حاجات العدد المتزايد من النازحين السوريين داخل البلاد وخارجها خصوصاً مع اقتراب الشتاء.
وفيما آفاق الحل للأزمة السورية لا تزال مسدودة، اقترح المدعي العام السابق للمحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو أوكامبو إصدار مذكرة توقيف دولية ضد الرئيس بشار الأسد، مشيراً إلى وجود «ملف صلب» ضده.
واعتبر مورينو أوكامبو في مقابلة مع شبكة «سي بي إس» التلفزيونية الرسمية الكندية أن صدور هذه المذكرة «من شأنه أن يغير كل شيء في سوريا لأن الأشخاص الموالين للأسد سينظرون إليه بطريقة مختلفة» وسيضطر الرئيس السوري إلى التنحي.