عواصم - (وكالات): يجري المحقق الخاص للأمم المتحدة حول حقوق الإنسان في إيران أحمد شهيد تحقيقاً ثانياً لدى الشتات الإيراني في ألمانيا والسويد والنرويج بعد رفض السلطات الإيرانية إعطاء جواب إيجابي لطلبه بالتوجه إلى إيران، حسب ما أعلنت المفوضية العليا للأمم المتحدة من أجل حقوق الإنسان.
وقال المصدر إن أحمد شهيد سيتوجه إلى الدول بعد غد الثلاثاء وسيلتقي فيها ناشطين إيرانيين يقطنون بها للتحقيق حول «الاتهامات بتعذيب الناشطين والحقوقيين والصحافيين والتمييز بحق النساء والأقليات العرقية والدينية».
وقال شهيد «تلقيت معلومات تتحدث دائماً عن قلق حول الوضع الحالي لحقوق الإنسان في إيران».
وأجرى شهيد تحقيقاً مماثلاً عام 2011 في فرنسا وألمانيا وبلجيكا. ولم يحصل على رد إيجابي للطلبات الرسمية التي تقدم بها إلى السلطات الإيرانية لزيارة إيران منذ أن تسلم منصبه في أغسطس 2011.
وفي سياق متصل، طالبت وزارة الخارجية الأمريكية إيران بفتح تحقيق حول وفاة المدون الإيراني ستار بهشتي في السجن خلال اعتقاله نهاية أكتوبر الماضي، حسب ما أعلنت منظمات حقوق الإنسان.
وقالت المتحدثة باسم الوزارة فيكتوريا نولاند في بيان «نحن مصدومون من الأنباء التي تحدثت عن أن السلطات الإيرانية عذبت وقتلت المدون والناشط ستار بهشتي خلال استجوابه في السجن».
وكان ستار الذي أعلنت وفاته من جانب منظمات حقوقية عدة، مسجوناً داخل معتقل في كاهيرزاك جنوب طهران.
وأضافت نولاند أن «بهشتي أوقف لارتكابه جريمة التعبير عن آرائه السياسية على الأنترنت. إننا نتشارك مع الأسرة الدولية لمطالبة الحكومة الإيرانية بفتح تحقيق حول عملية القتل هذه وإن تعاقب المسؤولين عن اعتقال وأعمال التعذيب وموت بهشتي وأن توقف فوراً مضايقة عائلته».
واعتبرت أن «ستار بهشتي هو أحد آلاف الضحايا في حملة القمع العنيف والمس بالحريات الأساسية التي تشنها الحكومة الإيرانية».
وطالبت دول غربية ومنظمات حقوقية السلطات الإيرانية بتوضيح الظروف المحيطة بوفاة بهشتي، وحثت الأسرة الدولية على «عدم ترك هذه الجريمة تمر دون عقاب».
وقال موقع «كلمة» المعارض والمقرب من الإصلاحيين إن «السجين السياسي بهشتي، توفي تحت التعذيب في القسم رقم 350 في سجن إيفين، وإن أسرته تلقت إخطاراً باستلام جثته لدفنها من الطب العدلي في سجن كاهيرزاك»، الذي تؤكد التحقيقات السابقة وفاة عدد من المعتقلين الإصلاحيين به تحت التعذيب.
ونقل الموقع عن شهود عيان أن «بهشتي تعرض لتعذيب شديد في السجن»، ونقل أيضاً عن شقيقته فاطمة بهشتي قولها إن «شقيقها اعتقل في ضاحية رباط كريم أثناء شراء خبز لأسرته، وأن زوجها استدعي، من قبل المخابرات، وأبلغ أن يعد قبراً لدفن بهشتي مباشرة بعد استلام جثته».
وأضافت شقيقة بهشتي أن أسرته مُنعت من زيارة قبره، لكن السلطات سمحت لصهره بزيارة القبر، دون أي توضيح حول القضية.
وأفاد موقع «كلمة» بوجود آثار تعذيب على جسد بهشتي، مستنداً في ذلك إلى ما نقله سجناء قضى المتوفى الليلة الأولى من اعتقاله معهم.
وكان رجال المخابرات قد داهموا منزل ستار بهشتي نهاية أكتوبر الماضي، باعتبارهم من شرطة رقابة الإنترنت، واعتقلوه ونقلوه إلى جهة مجهولة.
وكان بهشتي من معتقلي الانتفاضة الطلابية عام 1999 وظل مُلاحقاً حتى بعد إطلاق سراحه من السجن، وذلك بسبب نشر مواقفه.
واعتقل بهشتي، بتهمة قيامه بـ»نشاطات ضد الأمن القومي الإيراني في وسائل التواصل الاجتماعي»، وذلك بعد نشره رسالة مفتوحة على مدونته وجهها إلى المرشد علي خامنئي، حول قمع الحريات في إيران.
يذكر أن بهشتي أمضى ليلة في سجن إيفين الشهير في طهران، قدم بعدها شكوى إلى سلطات السجن متهماً إياها بإساءة معاملته، لكنه نقل بعد ذلك إلى سجن آخر لم يكشف عن موقعه.
وأصدرت كل من فرنسا وبريطانيا مناشدتين مماثلتين تطالبان فيهما بالكشف عن مزيد من المعلومات حول وفاة بهشتي، وكذلك فعلت دول غربية أخرى، إلا أنه لم تصدر أي ردود من السلطات الإيرانية حول الواقعة.
ويعتقد مراقبون أن بهشتي استهدف بسبب كتابته عن القضايا السياسية والاجتماعية في «فيسبوك» وفي مدونته على الإنترنت.
من ناحية أخرى، ضربت الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها إيران موسم الزواج الذي عادة ما يكون في أواخر كل عام، حيث غابت الكثير من المظاهر التي تعود عليها الإيرانيون بسبب ارتفاع تكلفتها العام الجاري، وفقاً لقناة «العربية».
وشهد التومان «الريال» الإيراني هبوطاً حاداً أشبه بالانهيار في الشهور الأخيرة بسبب تشديد العقوبات الاقتصادية الدولية على إيران، وهو ما تسبب في ارتفاع كبير في الأسعار، بما في ذلك السلع المرتبطة بحفلات الزفاف وتجهيز العرائس.
واعتاد الإيرانيون في الأسابيع الأخيرة من كل عام على رؤية انتعاش ملحوظ في مبيعات ملابس العرائس، إضافة إلى انتشار السيارات الفارهة المزينة التي تستخدم في حفلات الزفاف ولنقل العرسان، إلا أن تقريراً لجريدة «فايننشال تايمز» البريطانية يقول إن هذه المظاهر كلها غابت عن العاصمة الإيرانية طهران.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن ضعف العملة المحلية والمتاعب التي يعاني منها الاقتصاد الإيراني تسبب بآثار اجتماعية كبيرة من بينها غياب المظاهر المرتبطة بالزواج وحفلات الزفاف.
من جهة أخرى، أعلن الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز أن المواقف الروسية حول البرنامج النووي الإيراني المثير للجدل هي «أكثر حزماً بكثير» من الاقتناع السائد في إسرائيل، وذلك في ختام زيارة استمرت 3 أيام لروسيا.
وفي شان آخر، قال مندوب إيران الدائم لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، علي أصغر سلطانية، إن جولة جديدة من المحادثات ستجري بين طهران والوكالة في 13 ديسمبر المقبل في طهران.