يا لها من سخرية بأن نرى فئة من البشر يدعون أنهم مواطنون معارضون، وأنهم ينادون بالحريات والديمقراطيات وهم أول من يهتك الحريات والديمقراطيات بأفعالهم المشينة والخبيثة والتي لا تنتمي إلى أي عرف من أعراف المعارضة الشريفة النظيفة التي لها مؤيدون من كل أجناس البشر، بل على النقيض هي تمارس كل أشكال الإجرام في حق الوطن والمواطنين وتتفنن في أسلوب إساءتها للوطن يوماً بعد يوم. بعد أن أحرقت الشوارع ولطخت الجدران ثم أطلقت قذائفها «المولوتوف» على رجال الأمن ، لم تستطع تحقيق أدنى مكاسب على الأرض، فذهبت بعملياتها القذرة إلى تفجير براميل القمامة من أجل لفت الأنظار بأن: (يا دولة نحن هنا وعليك الإذعان لمطالبنا)، وليتها مطالب شرعية أو حقيقية ولكنها مطالب مستمدة خيوطها من طهران، حيث إنها تدفع لهؤلاء النفر مبالغ من أجل الإساءة للوطن والمواطنين بحجة المطالبة بالحريات والديمقراطية، ولكنها في حقيقة الأمر تريد إشغال الرأي الدولي عما يجري في سوريا، لأن سوريا وسقوطها يعني سقوط طهران مثلما سقطت بغداد.
لو كانت المعارضة كما تدعي، تستمد شرعيتها من المواطنين لكانت تصدح بصوتها عبر المنابر البرلمانية، فهي الوجهة التي تنطلق منها الإصلاحات، أما الحرق والتدمير فليس له سوى معنى واحد هو الإفلاس السياسي بكل المقاييس، لهذه المعارضة المغرضة. وعليه كيف يثق الشعب في معارضة أسلوبها القتل والحرق والتدمير وهي لم تصل إلى السلطة فكيف بها إن وصلت؟
ولكن الدولة تتحمل مسؤولية ما يجري هنا وهي تنظر بعين المراقب فقط بدون أن تحرك ساكناً تجاه الرؤوس المدبرة، وهي التي لها اتصال مباشر بطهران لتلقي الدعم والأوامر منهم، ومن خلالهم يتم تحريك الدمى التي تحرق البلاد والعباد بعد حصولهم على فتات الدنانير ولا يهمهم إن احترق الوطن بمن فيه لأنهم ترعرعوا على أن يعيشوا بدون عقول تفكر وعيون تبصر، بل هم كالأنعام بل هم أضل كما وصفهم القرآن الكريم.
اللهم بك نستجير وأنت القادر على أن تشل يد كل من أراد الإساءة إلى بلادنا وبلاد المسلمين.
يوسف محمد الأنصاري