عواصم - (وكالات): خطت المعارضة السورية أمس أول خطوة لها على طريق نيل الاعتراف الدولي بها مع إعلان دول مجلس التعاون الخليجي اعترافها بالائتلاف الوطني السوري الذي ولد في الدوحة ليل أمس الأول كـ “الممثل الشرعي للشعب السوري”.
وفي حين يسعى “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” الذي تأسس في الدوحة مساء أمس الأول بعد انضواء غالبية أطراف المعارضة السورية تحت لوائه، إلى نيل اعتراف مماثل من جامعة الدول العربية المنعقدة لبحث هذا الأمر في القاهرة، تواصلت أعمال العنف في سوريا وحصدت العشرات.
وقال الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبداللطيف بن راشد الزياني إن “دول المجلس تعلن اعترافها بالائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، باعتباره الممثل الشرعي للشعب السوري الشقيق”. وأضاف أن المجلس “يتطلع إلى اعتراف الدول العربية ودول العالم والمجتمع الدولي بهذا الائتلاف الذي يضم معظم أطياف المعارضة السورية في الداخل والخارج وتقديم الدعم اللازم له”. وأكد البيان أن دول المجلس “ستقدم الدعم والمؤازرة لهذا الكيان لتحقيق تطلعات وآمال الشعب السوري، متمنين أن يكون ذلك خطوة نحو انتقال سياسي سريع للسلطة، وأن يوقف سفك دماء الأبرياء، ويصون وحدة الأراضي السورية”. وبعد اجتماعات مطولة استغرقت أياماً في الدوحة وبضغط دولي واضح، وقعت المعارضة السورية برعاية قطرية رسمياً الاتفاق النهائي لتوحيد صفوفها تحت لواء كيان جديد هو “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية”.
وتوجه رئيس الائتلاف الوطني أحمد معاذ الخطيب إلى مقر الجامعة العربية في القاهرة أمس لإيداع اتفاق تأسيس الائتلاف لدى الجامعة سعياً وراء دعم عربي ودولي لهذا الائتلاف. والتئم مجلس الجامعة العربية في القاهرة على المستوى الوزاري لإجراء مشاورات تتركز على الأزمة السورية، وأشارت تقارير إلى أن وزراء الخارجيــة العــرب يبحثون قبول ائتلاف المعارضة بصفة مراقـب بالجامعـــة.
ويرافق الرئيس الجديد لائتلاف المعارضة السورية رئيس وزراء قطر ووزير خارجيتها الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني إلى القاهرة.
وانتخب الخطيب، وهو داعية سني توافقي لا ينتمي إلى أي حزب أو تيار وقريب من المعارض البارز رياض سيف، رئيساً للائتلاف. بينما انتخب سيف، صاحب المبادرة التي أوحت بالائتلاف والمدعوم من واشنطن، نائباً أول للرئيس، وسهير الأتاسي، المعارضة المعروفة، نائبة ثانية. وأعلنت الولايات المتحدة على الفور أنها ستقدم الدعم للمعارضة السورية الموحدة. وقال مساعد المتحدثة باسم وزارة الخارجية مارك تونر “نحن على عجلة من أمرنا لدعم الائتلاف الوطني الذي يفتح الطريق أمام نهاية نظام الأسد الدموي وإلى مستقبل السلام والعدالة والديمقراطية الذي يستحقه الشعب السوري باسره”.
كذلك، وصف وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس توحيد المعارضة بأنه “خطوة مهمة”، مضيفاً أن “فرنسا تقدم دعماً كاملاً كي يتمكن الائتلاف من تشكيل بديل لنظام بشار الأسد يحظى بصدقية”. ودعت روسيا، حليفة دمشق، من جهتها المعارضة الموحدة إلى إعطاء أولوية للحوار مع نظام الرئيس بشار الأسد وليس للتدخل الأجنبي. ويتطلع الائتلاف السوري الجديد للحصول على الاعتراف والدعم المالي والأسلحة من المجتمع الدولي، إلا أنه يتعين عليه، بحسب محللين، أن يثبت قدرته على السيطرة على الأرض من أجل تسريع إسقاط النظام السوري.
ميدانياً، واصل الطيران السوري غاراته على معاقل للمقاتلين المعارضين في مناطق مختلفة من البلاد، في وقت شهدت فيه دمشق مواجهات مسلحة بين القوات النظامية ومعارضين، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأوقعت اشتباكات وعمليات قصف في مناطق مختلفة من سوريا، بينها حلب وحمص عشرات القتلى من قوات النظام والمقاتلين المعارضين.
وقال المرصد إن طائرات حربية ومروحيات نفذت غارات عدة على مدينة راس العين الحدودية مع تركيا التي تعرضت للقصف المدفعي، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى، بينهم 12 قتيلاً في غارة صباحية.
وذكرت وكالة أنباء الأناضول التركية ان الغارة تسببت أيضاً بإصابة مواطنين في الجانب التركي بجروح. وشمال غرب البلاد، نفذت طائرات حربية غارات جوية على مدينة معرة النعمان التي يسيطر عليها المقاتلون المعارضون. وشملت الغارات محافظات أخرى مثل دير الزور، والرقة، وريف دمشق.
كما تدور اشتباكات عنيفة في حي التضامن جنوب العاصمة بين قوات المعارضة وقوات الأسد التي اقتحمت الحي بعد استقدام دبابات وجنود. وتستخدم القوات النظامية القصف المدفعي الذي طال مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين المجاور، فيما شهدت المنطقة نزوحاً للأهالي.
وقد سيطر مقاتلون أكراد على بلدة المالكية أقصى شمال شرق سوريا بعد انسحاب القوات النظامية منها. وفي تطور غير مسبوق، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه وجَّه “ضربة مباشرة” إلى مصدر قذيفة هاون أطلقت من الجانب السوري من خط فك الاشتباك وسقطت في الجزء المحتل من هضبة الجولان.
وفي لبنان، انتقد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله رفض الائتلاف المعارض الحوار مع نظام الأسد مشيراً إلى أن تشكيلته ومواقفه تأتي تنفيذاً لرغبات أمريكية.
وفي براغ أعلن الأمين العام للحلف الأطلسي اندرس فوغ راسموسن ان الحلف مستعد لتقديم مساعدة لتركيا، في حال امتد النزاع الدائر في سوريا ليطال أراضيها.
من جانب آخر، ذكرت بعض التقارير المنشورة في الصحافة البريطانية أن بريطانيا يمكن أن تتدخل عسكرياً في سوريا خلال الأشهر القليلة المقبلة، وكشفت أن القوات الخاصة البريطانية تساعد في تدريب فرق اغتيال تابعة للمعارضين السوريين على استهداف الرئيس السوري بشار الأسد وقادته، بعد فرض حظر على الطيران في جميع أنحاء سوريا، وفقاً لقناة “العربية”. وفي عمان، أعلن مسؤول أردني أن عدد اللاجئين السوريين في المملكة بلغ 230 ألف لاجئ منهم 100 ألف مسجلون لدى المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة. من جهته وجه الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر نداء عاجلا لجمع 32.3 مليون فرنك سويسري “26.8 مليون يورو” لمساعدة نحو 170 ألف لاجئ سوري في تركيا.