من يتابع الشأن والأحداث الرياضية في مملكة البحرين يعرف جيداً أن الأيام الماضية كانت مركزة على شيخ الأندية الخليجية وصاحب أكبر البطولات في مملكة البحرين نادي المحرق، وما حدث له من تراجع في المستوى واستقالة مدربه وغضب جماهيره والكثير من النقاشات الحادة والهجوم والنقد، خصوصاً في مواقع التواصل الاجتماعي وهو شيء اعتيادي جداً لكون اسم المحرق محفوراً بالذهب في سجلات التاريخ.
قبلة حسين علي بعد تسجيله الهدف الثاني للمحرق على الحد ثم استقالة السعدون ثم الهجوم من بعض الجماهير عليه ثم وضوح الأمور من خلال الصحافة ثم زيارة مجلس جماهير المحرق بوفد يترأسه اللاعب والنجم المحرقاوي الكبير محمد صالح الدخيل للكابتن عيسى السعدون لتقديم اعتذار الجماهير له عما بدر من فئة غير محسوبة ولا تنتمي للمحرق أساءت له بعد المباراة هي سلسلة من الأحداث جعلتني أهتم وأكتب في هذا الشيء.
لنتكلم بداية عن مبادرة مجلس جماهير المحرق وهي أخذ مسؤولية الجماهير وتقديم الاعتذار عبر رئيسها وهو الكابتن محمد الدخيل وإنه لدليل واضح على أخلاق جمهور المحرق الكبير والعاشق لفريقه، وهذا يدل على ثقافة الاعتذار التي يتملكها الشخص الذي ينتمي للمحرق سواء كان مدرباً أو لاعباً أو من الجماهير وهو ما يصلح الكثير من الأمور في أصعب الأوقات، وكم كان سعيداً الكابتن عيسى السعدون ورأيت في عينيه الكثير من الفرح الخجول الذي أعتقد شخصياً بأنه قدم الكثير في أوقات صعبة مرت بالمحرق في السنوات الماضية والتي توجها بحلم كان ينتظره جمهور المحرق منذ وقت وسنوات طويلة وهي البطولة الخليجية.
ثاني هذه الأشياء وهو ذهاب أسطورة المحرق النجم الخلوق والكبير حسين علي «بيليه « الذي يعشقه المحرق عشقاً غير محدود والذي طالما أبدع في تسجيل الأهداف للفريق وتقبيله رأس مدربه الخلوق عيسى السعدون وهو شيء يفتخر به كل من ينتمي لهذا الصرح الرياضي والذي يثبت أن المبادئ في نادي المحرق ثابتة ولن تتغير بمرور السنوات أو الأجيال، بل سوف تكون استمراراً لثقافة الأخلاق قبل الرياضة. وما قبلة بيليه فوق رأس السعدون إلا إيحاء عن الاحترام الكبير من اللاعبين للجهاز الإداري والفني للفريق.
يخطئ من يظن بأن ما يحدث في نادي المحرق سوف يعرقل مسيرته الرياضية فهذا الصرح الرياضي المحرقي البحريني الخليجي العربي لن يقف أمام مشاكل مثل هذه، لأنه توجد به رجالات محنكة تعرف كيف تحل وتجد الحلول والمخارج لكافة المشاكل، بل يوجد به لاعبون سواء القدامى أو الجدد الذين يحرصون على مصلحة الفريق، فتراهم يبادرون ويتسابقون لدعم هذا النادي وهذا شيء تميز به المحرق عبر الأجيال.
ما أود قوله في النهاية بأن المحرق أمانة حملتها الأجيال عبر سنوات امتدت من سنة 1928 وإلى اليوم عبر رجال أخلصوا وكان ولاؤهم للنادي وكان همهم الأول والأخير هو إبقاء اسم المحرق في سجلات التاريخ، وإنني على يقين تام بأن المحرق سوف يزداد بريقاً مع الأيام القادمة.
أحمد بوحسن