قال وزير الدولة للشؤون الخارجية غانم البوعينين إن دول مجلس التعاون الخليجي لا تزال تعاني من التهديدات المستمرة من قبل الجمهورية الاسلامية الإيرانية بما يخالف مبادئ حسن الجوار ويخلق حالة من التوتر وعدم الثقة في المنطقة، مجدداً تأكيد مملكة البحرين على ضرورة حل قضية الجزر الثلاث التابعة للإمارات العربية المتحدة الشقيقة “طنب الكبرى وطنب الصغرى وابوموسى” المحتلة من قبل الجمهورية الإسلامية الإيرانية من خلال المفاوضات المباشرة أو إحالتها إلى محكمة العدل الدولية.وأكد غانم البوعينين، في كلمة له خلال ترؤسه وفد مملكة البحرين في الاجتماع الوزاري الثاني بين جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي والذي عقد صباح أمس بمقر جامعة الدول العربية بالقاهرة، أن العلاقات بين الدول العربية ودول الاتحاد الأوروبي مبنية على أسس واضحة أهمها العمل على تحقيق المصالح المشتركة والتشاور والحوار بهدف تحقيق شراكة فعّالة ومستدامة على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والثقافية، إضافة إلى السعي لإيجاد الحلول لأهم القضايا ذات الاهتمام العربي الأوروبي المشترك.ووصف الاجتماع العربي الأوروبي، الذي ترأسه كل من وزير الشؤون الخارجية والمغتربين بالجمهورية اللبنانية رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري والبارونة كاثرين أشتون الممثل الأعلى للسياسات الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي ونائب رئيس المفوضية، بالمهم ويشكل فرصة لتقارب وجهات النظر حيال العديد من القضايا الدولية والاقتصادية كما يأتي في مرحلة مهمة للأوضاع في المنطقة، نتيجة لتطور الأحداث، مشيراً إلى أن مملكة البحرين تسعى جاهدة مع أشقائها الدول العربية لتحقيق الأمن والاستقرار ودعم السلام في المنطقة التي هي بحاجة إلى دعم دولي للوصول إلى الاستقرار والأمن المنشودين مع ضرورة احترام المواثيق وقرارات الشرعية الدولية.وأضاف أن التحديات والمخاطر على الساحة العربية والأوروبية اتسمت خلال السنوات الاخيرة بطابع عام ومشترك بما يبرر وضع أولويات وتدابير متفق عليها بين الاتحاد الاوروبي وجامعة الدول العربية والعمل على مواجهتها كالإرهاب المتصاعد إقليمياً وعالمياً وتهديدات التدخل في الشؤون الداخلية للدول وتهديد الانتشار النووي وحيازة الأسلحة النووية خاصة في الشرق الاوسط والقرصنة في سواحل شرق أفريقيا وعدم الاستقرار المالي والنقدي في دول الاتحاد الأوروبي وانعكاسات النمو الاقتصادي والتجارة العالمية وتراجع معدلات النمو في كثير من الدول العربية النامية والدول الأوروبية المتوسطية مما يشجع على تدفق موجات الهجرة غير المشروعة وارتفاع معدلات البطولة.وجدد البوعينين موقف مملكة البحرين الثابت في الدعوة إلى جعل منطقة الشرق الأوسط منطقة خالية من الاسلحة النووية والزام اسرائيل بتنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة والانضمام إلى معاهدة عدم الانتشار النووي وإخضاع منشآتها النووية لرقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إضافة إلى التزام الجمهورية الإسلامية الإيرانية بتعهداتها في التعاون التام والشفاف مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.وطالب بتفعيل الجهد المشترك بين الجامعة العربية والاتحاد الاوروبي لإحياء عملية السلام على اساس المرجعيات والثوابت المستقرة حتى تحقق الآمال المشروعة في اقامة دولة فلسطين المستقلة تنفيذا لقرارات الشرعية الدولية ولتحقيق الاستقرار والأمن الإقليمي والدولي.وأكد وزير الدولة للشؤون الخارجية أن التحديات الثقافية ليست أقل أهمية وخطورة من التحديات السياسية والأمنية فهي قد تؤدي إلى فقد الثقة والمصداقية الأمر الذي يستدعي من الجامعة العربية والاتحاد الأوروبي التأكيد على القيم الإنسانية المشتركة وثقافة الحوار واحترام الآخر والتنوع والتعايش وحرية العقيدة لدعم الصلات بين الشعوب حفاظاً على كرامة الإنسان وتطوره في كافة الميادين الإنسانية والاجتماعية.من جهته قدم المبعوث المشترك لجامعة الدول العربية والأمم المتحدة الأخضر الإبراهيمي خلال جلسة العمل الأولى شرحاً عن الجهود التي يبذلها لإيجاد الآلية السليمة لمعالجة الأزمة في سوريا.كما تم خلال جلسة العمل الثانية بحث العلاقات المتنامية وأوجه التعاون بين الجانبين وسبل تعزيزها في مختلف المجالات، وأهم التطورات في جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي واستعراض عدد من القضايا المهمة الأخرى ومنها الأزمة السورية وعملية السلام في الشرق الأوسط والملف النووي الإيراني وغيرها من المسائل الإقليمية والدولية.وصدر في ختام الاجتماع إعلان القاهرة كما تم اعتماد برنامج العمل المشترك بين الاتحاد الاوروبي وجامعة الدول العربية (2012-2016).
970x90
970x90