دعا “إعلان المنامة” الذي أصدرته الدورة الثامنة عشرة لمؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي إلى توحيد صياغة الخطاب البيني والقطري والقومي وفق قاعدة التنوع الثقافي والانفتاح على الآخر ورفض الإقصاء والإلغاء والاستلاب والتهميش، ونبذ العنف والتطرف وإرساء روح التسامح، إضافة إلى ترسيخ قيم الديمقراطية من حرية الفكر والتعبير واحترام حقوق الإنسان والمشاركة، بما يضمن توفير المناخ الملائم للتنمية الشاملة، والعمل على احترام أشكال التعبيرات الثقافية للمكونات الوطنية في إطار مبادئ الوحدة الوطنية، وتطوير الخطاب الإعلامي إسهاماً في صياغة ثقافة الإنسان العربي وفق متطلبات وأهداف الخطة الثقافية العربية.وجاء في البيان “نحن الوزراء المسؤولون عن الثقافة في الوطن العربي المجتمعين بالمنامة عاصمة مملكة البحرين، وعاصمة الثقافة العربية لعام 2012، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة ملك البحرين، في يومي 13-14 نوفمبر لعام 2012، في الدورة الثامنة عشرة لمؤتمرنا، وموضوعها الرئيس “التواصل الثقافي مع الثقافات العالمية الأخرى”.وأضاف “ونحن إذ نتقدم بخالص عبارات التقدير والامتنان إلى مقام صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة على رعاية جلالته للمؤتمر، ودعمه لهذا اللقاء العربي، ودوره الفائق في رعاية الثقافة العربية ونشرها، ومؤازرته للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم وللمؤسسات الثقافية العربية كافة، فضلاً عما تقوم به مملكة البحرين من مشاريع ومبادرات ثقافية وحضارية كبرى. وإذ نشكر وزارة الثقافة بمملكة البحرين على استضافتها الكريمة لمؤتمرنا، وما بذلته من جهود متميزة في تنظيمه وتوفير سبل نجاحه”.وأكد الوزراء في إعلان المنامة “أن العمل الثقافي العربي المشترك هو سبيلنا إلى تحقيق تطلعات أمتنا العربية إلى الإسهام في صنع الحضارة الإنسانية؛ وإذ نقر بأن متطلبات نجاح العمل الثقافي العربي المشترك متوافرة في أمتنا العربية، لما تزخر به من رصيد لغوي وثقافي وحضاري ولما يجمع بينها من مصالح مشتركة ومستقبل واحد ومصير مشترك؛ فإننا نؤكد التزامنا بالمبادئ الأساسية التي تضمنتها الخطة الشاملة للثقافة العربية وتعديلاتها ولتحقيق ما نصت عليه من أهداف.ودعا إعلان المنامة إلى العناية بالثقافة في مفهومها الشامل باعتبارها أسلوب حياة و نمط سلوك، وتطلعاً معرفياً واجتماعيا وتواصلاً إنسانياً ورافداً تنموياً أساسياً، وتغليب المصالح العليا للأمة، والعمل الجمعي الذي يعلو فيه صوت العقل والحكمة، في مرحلة حساسة من تاريخ أمتنا، وتدعيم اللغة العربية، وتحديث مناهج تعليمها، وتوفير الموارد البشرية والمادية والفنية اللازمة لذلك، والإسهام في الإنجازات المعرفية والإبداعية، لما يقتضيه الإعداد العلمي والفكري الجيد القادر على بناء الإنسان العربي، بما يمكنه من المشاركة في الإنتاج الفكري والإبداع الإنساني.كما دعا إلى إغناء الحوار مع الثقافات والحضارات الأخرى باعتباره سبيلاً لتجاوز الصور النمطية السلبية، وإعداد الأجيال لمتطلبات العصر وتطوراته، بدعم وسائط المعرفة وتمكين النشء من تملك وسائط التقنيات الحديثة بما يُفعل التواصل الاجتماعي بأدواته المختلفة، ودعم المثقفين وتوفير المناخ اللازم للإبداع بما يسهم في تطوير إنتاجياتهم، والاعتناء بثقافة الأطفال والشباب وذوي الاحتياجات الخاصة، والاستفادة من مستجدات العصر في تطوير قدراتهم ومواهبهم، والعناية بذوي المواهب الفائقة وسبل تطوير مهارتهم الخلاقة، إضافة إلى أهمية العمل على حماية التراث الثقافي الفلسطيني عامة والتراث المقدسي خاصة أمام محاولات طمس وتذويب الهوية الثقافية في القدس الشريف.
970x90
970x90