كشف وزير الداخلية الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة عن ضبط خلية إرهابية تضم 8 بحرينيين كشفت التحريات أنهم تنقلوا بين إيران والعراق ولبنان وتلقوا تدريبات على استخدام الأسلحة والمتفجرات إلى جانب الدعم المالي.
وقال الوزير في كلمة وجهها للمواطنين مساء السبت على خلفية ما شهدته المملكة في الايام الأخيرة، إن أعمال العنف خلفت حالتي وفاة و75 إصابة بين رجل الأمن، مشيرا إلى تطور خطير في أعمال العنف يتمثل باستخدام الأسلحة النارية، والكشف على 19 جسم غريب، بينها عبوة ناسفة حقيقية على جسر الملك فهد.
وعزى الوزير الوطن بالخسائر البشرية والمادية التي نتجت عن هذه الأحداث، مؤكدا أن من يمارسون العنف يحاولون جر الوطن إلى نفق مظلم.
وأكد وزير الداخلية أن "الموقف الكريم من المواطنين والمقميمن هو رصيد أمننا الوطني (...) على مسيرة الحق سائرون بمساندة أخوتنا وأصدقائنا". وأضاف أن "العنف يهدد السلم الأهالي ويثير الفتنة ولن ندع هذا الفكر التخريبي يعم أو يسود".
وشدد على أن الحوار الوطني فرصة سياسية تاريخية وهو السبيل إلى الحل السياسي، ولا خيار أمام المشتركين في الحوار سوى التوافق، معتبرا أن من يعرقل التوصل إلى التوافق الوطني يضر بمصلحة كل بحريني.

وفيما يلي النص الكامل لكلمة وزير الداخلية:
لقد شهدت بعض مناطق المملكة في الفترة الأخيرة تصاعداً في وتيرة العنف ، وما ترتب على ذلك من خسارة في الأرواح والممتلكات . وهذا أمر نعزي فيه الوطن، وأن من يقومون بهذه الأعمال إنما يحاولون جر الوطن إلى نفق مظلم، فما حدث من أعمال إرهابية خلال الثلاثة أيام الماضية ، والتي تمثلت بالتحريض على الإضراب ومحاولة منع المواطنين من الذهاب إلى أعمالهم ، وممارسة أعمال العنف بكافة أشكالها ، والتي نجم عنها وفاتان وإصابة 75 من رجال الأمن ، وظهور تصعيد خطير في نمط الأعمال الإرهابية باستخدام الأسلحة النارية ، والكشف عن 19 جسم غريب منها عبوة حقيقية جاهزة للانفجار تم زرعها على جسر الملك فهد ، تم أبطال مفعولها من قبل الأجهزة المختصة.
ولكن يبقى الموقف الكريم من المواطنين والمقيمين هو رصيد أمننا الوطني ، فلهم منا كل الشكر والعرفان، وإننا أعزاء واثقون نخاف الله ونهتدي بهديه ، ومنهجنا الإصلاحي ولله الحمد والمنة الذي أرسى دعائمه سيدي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله ورعاه ليكون مساراً مضيئاً جعلنا في وضع قانوني رحبنا من خلاله بالعالم ، وتواصلنا مع مختلف المنظمات الحقوقية والإنسانية ، ولما أتيحت لهم الفرصة أدركوا الحقيقة الحضارية في هذا الوطن ، وما يتمتع به من قيم إنسانية واحترام لسيادة القانون.
وان تماسكنا في المحافظة على التوازن في ساعة الأزمات هو أمر يسجل لقائد هذا البلد وشعبه ، وأننا بإذن الله على طريق الحق سائرون بمساندة أشقائنا الأوفياء المخلصين وتفهم أصدقائنا وحلفائنا ، فعمقنا الحضاري لم يعد شأنا محليا ، بل هو من ركائز هويتنا العالمية.
وإن التقدم نحو المستقبل مسألة بحاجة إلى تضحية ، وتجاوز دائرة تبادل الاتهامات من خلال تغليب القناعة الوطنية المسئولة على المشاعر الخاصة. حينئذً تكون لغة النهوض من الأزمة هي الأرجح ، وذلك مرهون بتصميم المجتمع وقناعته واستعداده ، فالمستقبل لا يأتي إلينا ، بل نحن نذهب إليه ، ومن يعش في دائرة الماضي فإنه لن يصل إلى المستقبل.
واليوم إلى جانب هذا التصعيد الأمني هناك فرصة سياسية تاريخية على أرض الواقع، تتمثل في الحوار الوطني الذي أؤكد انه السبيل نحو الحل السياسي ، والجواب الأمثل لكل الدعوات التي ترى أن الحل ليس أمنيا ، واليوم فأنه ليس هناك ثمة خيار أمام المشاركين في الحوار سوى التوافق، وأن من يعرقل التوصل إلى التوافق الوطني فإنه قد أضر بمصلحة كل بحريني وبأمن واستقرار هذا البلد.
وحول ما تردد في بعض وسائل الإعلام عن ضبط خلية إرهابية فإنني أؤكد هذه المعلومة ، حيث نجحت الأجهزة الأمنية خلال الفترة الماضية بالتعاون مع دولة شقيقة في ضبط خلية إرهابية مكونة من (8) عناصر بحرينية، وقد دلت التحريات على تنقلهم بين إيران و العراق ولبنان وتلقيهم تدريبات على استخدام الأسلحة والمتفجرات مع توفير الدعم المالي. وسوف نعلن عن تفاصيل هذه القضية فور استكمال التحقيق من قبل الجهات المختصة .
وإن المسئولية الوطنية تستوجب أن يكون رفض العنف بكافة إشكاله موقفاً واضحاً وملموساً وليس إدانة كلامية ، لما لذلك من تهديد للسلم الأهلي وإثارة الفتنة بين أبناء الوطن الواحد. وإننا في الأمن العام بإذن الله لا ندع مجالا لهذا الفكر التخريبي أن يعم أو يسود ، مؤدين رسالتنا الأمنية من أجل خير هذا البلد ومواطنيه في ظل القيادة الحكيمة لسيدي حضرة صاحب الجلالة حفظة الله ورعاه ودعم الحكومة الرشيدة برئاسة صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء الموقر ومؤازرة صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمين نائب القائد الأعلى حفظهما الله ورعاهما.
نسأل الله أن يحمي هذا الوطن من شرور الفتن وأن يديم عليه نعمة الأمن والاستقرار والتقدم والنهوض.