عواصم - (وكالات): نددت دمشق أمس باجتماع المعارضة السورية في الدوحة، معتبرة أنه “إعلان حرب” ضد نظام الرئيس بشار الأسد، وأن اعتراف فرنسا بالائتلاف الموحد الذي نتج عن هذا الاجتماع، هو أمر “غير أخلاقي”.
في غضون ذلك، استمرت الاشتباكات وأعمال القصف في الأحياء الجنوبية لدمشق، في حين قتل 18 عنصراً من القوات النظامية في اشتباكات قرب مدينة رأس العين مع تركيا التي يسيطر عليها المقاتلون المعارضون. وقال نائب وزير الخارجية فيصل المقداد “قرأنا اتفاق الدوحة الذي توصلت إليه المعارضة الذي يتضمن رفضاً لأي حوار مع الحكومة”، معتبراً أن هذا الاجتماع “هو إعلان حرب”. أضاف “لا يريد المعارضون حل المسألة سلمياً”، مؤكداً أن النظام يدعو “إلى حوار وطني مع كل من يريد الحل السلمي”، وهو مستعد “للحوار مع المعارضة السورية التي تكون قيادتها في سوريا، وليست بقيادة الخارج أو صنيعة منه”.
ويأتي هذا الموقف بعد توقيع المعارضة الأحد الماضي على اتفاق نهائي لتوحيد صفوفها تحت لواء كيان جديد هو “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” الذي التزم “عدم الدخول بأي حوار أو مفاوضات مع النظام”، في ختام اجتماع موسع في الدوحة.
وفي تعليق أول على اعتراف أطراف عدة أبرزها الولايات المتحدة وفرنسا بالائتلاف كممثل شرعي للشعب السوري، رأى المقداد أن الاعتراف الفرنسي “موقف غير أخلاقي لأنه يسمح بقتل السوريين، ويشجع على تدمير سوريا”. ورأى المقداد في الخطوة “خطأ كبيراً” يقوم على “تعارض مع التاريخ الفرنسي في العلاقات الدولية”. وأضاف “لا يمكنني أن أفهم أي طريقة اتخاذ القيادتين الحالية والسابقة موقفاً متعجرفاً كهذا”. وكان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أعلن “أن فرنسا تعترف بالائتلاف الوطني السوري الممثل الوحيد للشعب السوري، وبالتالي الحكومة الانتقالية القادمة لسوريا الديمقراطية التي ستتيح الانتهاء مع نظام بشار الأسد”.
كما لقي الائتلاف دعم دول مجلس التعاون الخليجي الذي بدأ وزراء خارجيته لقاءات مع نظيرهم الروسي سيرغي لافروف في الرياض، تتمحور حول النزاع السوري.
وبعد توحيد المعارضة، قال هولاند إن مسألة التسلح “ستطرح بالضرورة من جديد”، علماً أن غالبية الدول الغربية ما زالت ترفض اللجوء إلى هذا الخيار الذي تطالب به دول عدة أبرزها قطر، والمعارضة السورية التي دعا رئيس ائتلافها أحمد معاذ الخطيب من القاهرة المجتمع الدولي إلى تسليح المعارضة السورية.
من جانب آخر، قالت نائبة رئيس ائتلاف المعارضة السورية سهير الأتاسي إنه يتعين على العالم أن يساعد المعارضين الذين يقاتلون للإطاحة بالرئيس بشار الأسد بمجرد أن يثبت الائتلاف الجديد وجوده على الأرض.
من جهته، انتقد رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف الذي تدعم بلاده النظام السوري، المواقف “المنحازة” التي تتخذها الدول الداعمة للمعارضة السورية. ومن أستراليا، أعلنت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أن بلادها “ستقدم 30 مليون دولار إضافية كمساعدة إنسانية لتوفير الغذاء للذين يعانون من الجوع في سوريا واللاجئين الذين فروا إلى تركيا والأردن ولبنان والعراق”.
وتستضيف الدول مئات الآلاف من اللاجئين السوريين الذين هربوا من العنف في بلادهم، وتتوقع الأمم المتحدة أن يصل عددهم إلى نحو 700 ألف نهاية العام الجاري. وأعلن الأردن عزمه إنشاء مخيم ثالث للاجئين السوريين شمال المملكة.
كما أعلن مسؤول رسمي ياباني أن اجتماع “أصدقاء الشعب السوري” الذي تأمل اليابان أن تشارك فيه نحو 60 دولة، من بينها دول في جنوب شرق آسيا، سيعقد في 30 نوفمبر الجاري في طوكيو.
ميدانياً، قتل 18 عنصراً من القوات النظامية جراء اشتباكات بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين في محيط تجمع عسكرية بالقرب من مدينة رأس العين التي سيطر عليها المقاتلون. وقال المرصد إن المقاتلين سيطروا على تجمع أصفر نجار الواقع إلى الجنوب الغربي من رأس العين، متحدثاً أيضاً عن مقتل 3 مقاتلين وفرار من تبقى من القوات النظامية التي استقدمت تعزيزات إلى محيط المدينة. ومع تكرار الغارات قرب الحدود في الأيام الماضية، أكد وزير الدفاع التركي عصمت يلماظ استعداد بلاده للرد على أي انتهاك لمجالها الجوي. تزامناً مع ذلك، دارت اشتباكات عنيفة في حيي التضامن والحجر الأسود، ترافقت مع سقوط قذائف على الأحياء الجنوبية من دمشق. وفي حلب، التي تشهد معارك يومية منذ نحو 4 أشهر، ذكرت تقارير أن المقاتلين سيطروا على مستشفى الكندي وحاجز عسكري هو الأخير للقوات النظامية شمال المدينة.
من جانبها، قالت إسرائيل إن قوات الرئيس السوري بشار الأسد تترنح أمام مقاتلي المعارضة المسلحة الذين يتمركز بعضهم على السفوح الشرقية لهضبة الجولان المحتلة.
وأدت أعمال العنف إلى مقتل العشرات أمس.