لاتزال الفنانة فائقة الحسن تجهد في طرح المختلف في إنتاجها الفني. حيث افتتحت مؤخراً معرضها “ليس أحمر” في البارح للفنون التشكيلية. وهو معرض يتواجد والطربوش وعلاقته بحياة الناس. المعرض الذي يستمر حتى 3 ديسمبر المقبل، قدمت له فائقة الحسن بالقول: ليس كله أحمر بل هو بألوان الفكر الذي يسكنه. هو كألوان الطيف كثير التلون وتبقى خيوط الحرير المتدلية منه تشير إلى الأرض حيث هنا الإنسان أيضاً. لكل طربوشه أو فكرة وهكذا تبدو الإنسانية أكثر تنوعاً وكذلك أكثر قبولاً للآخر. قد يكون هو غطاء للرأس ولكنه ليس غطاء للفكر، هو الذي ارتحل من أثينا إلى إسطنبول ليستقر في مدننا.. كان علامة مميزة لطبقة معينة ولكنه هنا مجرد تنوع لفكر الإنسان أينما كان.. لا يشير لطبقة ولا لقبيلة ولا لدولة، هو البشرية تردد لا يحجب الفكر بأي غطاء حتى لو كان طربوشاً. كما هم أولئك السائرون نحو مدن واسعة، يبقى الطربوش هنا رمزا لهم لتنوعهم وتشكيلاتهم بألوانه. هنا يرمز هو الآخر إليهم وإلى محاولة أن يقبل كلاً الآخر. أن لا يصبح لون الطربوش وصمة للفكر فقط لأنه مختلف أو لأنه يفكر وحدة. الطربوش لا يحجر على الفكر بل يوسع من أفاقه.. يفتح المسافات البعيدة ليحلق فيها.. يسبح بين أوراق الفكر يستنير به كالمشكاة.. أذن فهو، أي الطربوش، منهم رغم أنه هنا عكس تهمته. قد ضبط متلبس بفعل الفكر وتلاوين الفرح. عندما ترفع الطربوش لا تجد سوى مزيد من الكلمات وكثير من الفكر.. كن معه وافتح نوافذك أمامه فهو أي الطربوش ما هو سوى مرآة للفكر. دع الفكر ينتشر واقبله أنت وأنا وهم.. فهو أي الفكر لا يسكن في قلب القبيلة بل في فضاءات المدن الواسعة. هي الفكرة تبدأ مصغرة لتكبر شيء فشيء بتنفس بداخل الطربوش بحرية كاملة ولا تزال كذلك حتى قبل أنه هو من يفتح لهم أبواب قبول الآخر.