واشنطن - (وكالات): باتت قضية هجوم بنغازي بمثابة حرب مفتوحة بين الرئيس الأمريكي باراك أوباما ومعارضيه الجمهوريين في الكونغرس ومن بينهم منافسه السابق في الانتخابات الرئاسية جون ماكين والذين يهددون بعرقلة بعض من تشكيلة إدارته الجديدة. وفي كواليس الكونغرس يتهم العديد من الجمهوريين إدارة أوباما بالسلبية والعجز إزاء الهجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازي في 11 سبتمبر الماضي من قبل مسلحين والذي قتل فيه السفير الأمريكي في ليبيا كريستوفر ستيفنز و3 آخرين. وتعهد جون ماكين بأنه سيبذل “كل الجهود” المتاحة له “لعرقلة تعيين سوزان رايس” وزيرة للخارجية. وباتت رايس الأكثر تعرضاً لانتقادات الجمهوريين في القضية. وكانت رايس السفيرة الحالية للولايات المتحدة في الأمم المتحدة أعلنت في سبتمبر الماضي أمام قنوات التلفزيون الأمريكية أن هجوم بنغازي “لم يكن بالضرورة اعتداء إرهابياً” بل كان نتيجة “تظاهرة عفوية انتهت بشكل سيء”، وهو ما أقرت الإدارة الأمريكية لاحقاً بأنه تفسير خاطئ للأحداث. وأثار تصريحها غضب الجمهوريين الذين يشتبهون ضمناً بأن الإدارة حاولت إخفاء الطابع الإرهابي للهجوم لغايات سياسية. إلا أن الرئيس دافع بقوة عن رايس التي سيتعين عليها في حال عينها أوباما وزيرة للخارجية أن تحصل على تأييد مجلس الشيوخ ذي الغالبية من الجمهوريين قبل توليها المنصب. وقارن ماكين بين قضية بنغازي وبين فضيحة ووترغيت التي أدت إلى استقالة الرئيس ريتشارد نيكسون في العام 1974، وذلك بعد كشف نظام للتجسس في مقر الحزب الديمقراطي في مبنى ووترغيت في واشنطن. ومن المقرر أن يدلي المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية “سي آي إيه” ديفيد بترايوس بشهادته حول هجوم بنغازي، وذلك رغم استقالته من منصبه.
وليس من المستبعد أن تتناول جلسات الاستماع الظروف المحيطة باستقالة بترايوس والذي كانت عشيقته السابقة بولا برودويل تملك وثائق سرية بحسب وسائل إعلام أمريكية.
من جانبه، أكد رئيس أركان الجيوش الأمريكية مارتن ديمبسي ثقته بتعيين الجنرال جون آلن قريباً على رأس القيادة العليا لقوات الحلف الأطلسي رغم تورطه في القضية التي أدت إلى استقالة ديفيد بترايوس.